روابط للدخول

خبر عاجل

منسيو حرب الثمانينات والجاهلية الاولى قرب بغداد


فقراء معدمون في ظل عراق يعاني من ازمة سكن وعمل وخدمات
فقراء معدمون في ظل عراق يعاني من ازمة سكن وعمل وخدمات

اسرى حرب الثمانينات منسيون وفترة الجاهلية الاولى قرب بغداد


تطلع عين ثالثة هذا الاسبوع على أحوال أناس منسيين وهم أسرى الحرب العراقية الإيرانية بين 1980 و 1988 كما سنزور عشوائية قرب مدينة الصدر في بغداد وسنطلع على أحوال سكانها المهملين والمهمشين.
أسرى الحرب مع إيران، يشكون النسيان..
"ألا يوجد بين المسؤولين في العراق من يدافع عن حقوق أسرى الحرب الذين قضوا كل شبابهم في سجون إيران؟ ثم ألا يمكن اعتبارهم من المتضررين من جراء ممارسات النظام السابق مثل الشهداء والسجناء السياسيين والمهجرين؟".


وردت هذه الكلمات في رسالة وجهها أسير حرب سابق يدعى عبد الستار وهو من العمارة.
برنامج عين ثالثة تحدث إلى عبد الستار الذي قال إن الأسير لم يذهب للسياحة في سجون الأسر بل أرغم على ذلك غير انه لم يجد من يأخذ بيده ويتذكر تضحياته عندما عاد إلى بلده.
عبد الستار روى قصته بالقول إنه أمضى تسع سنوات من شبابه أسيرا في إيران وبدأ أسره في أوائل 1982 في إحدى معارك منطقة ديزفول كما قال إنه ورفاقه كانوا يعانون من معاملة سيئة خلال فترة أسرهم بسبب الحرب والعداء بين البلدين في ذلك الوقت.
عبد الستار عاد إلى العراق في نهاية عام 1990 وبالتحديد في آب من ذلك العام بعد اتفاق ابرمه البلدان لتبادل الأسرى وبعد عودته عاد إلى عمله في احد المعامل ثم أحال نفسه على التقاعد غير انه عثر على عمل مجددا فأخذه لان المرتب التقاعدي لا يكفي حسب قوله.
عبد الستار قال أن أسرى الحرب مع إيران من المفترض أن يعتبروا من المتضررين من النظام السابق حالهم في ذلك حال الشهداء والسجناء السياسيين والمعوقين والمهجرين وغيرهم واضاف أن الأسرى لم يذهبوا إلى الحرب لرغبتهم الخاصة بل اجبروا عليها بسبب أوامر عسكرية ثم انتهى بهم الأمر في سجون الدولة الأخرى.
عبد الستار قال إن عملية تبادل أسرى الحرب بين العراق وإيران شملت رسميا حوالى خمسين ألف شخص وهو عدد ليس بالقليل وقد أمضى هؤلاء سنوات طويلة من عمرهم داخل سجون الأسر ولم يلقوا أي تعويض علما أنهم لم يفقدوا زمنا فقط بل فقدوا صحتهم في ظل هذه الظروف.
عبد الستار قال إنهم ومنذ عودتهم في أوائل تسعينات القرن الماضي لم يلقوا أي رعاية واستمر الأمر حتى بعد السقوط في 2003 وعبر عن استغرابه لهذا النسيان والتهميش.
إننا نعيش في فترة الجاهلية الاولى، ارحمونا...

"خاطبت دائرة شؤون اللجان في الأمانة العامة لمجلس الوزراء دائرة عقارات الدولة في وزارة المالية حول إبداء الرأي في تخصيص قطع أراض في بغداد والمحافظات لتنفيذ مشاريع المجمعات السكنية ضمن مشروع الإسكان الوطني.
وأشار مصدر في دائرة شؤون اللجان إلى أن عدد المشاريع في محافظة بغداد ثمانية ومثلها في ديالى وثلاثة في كل من واسط والمثنى والديوانية وأربعة في بابل واثنان في صلاح الدين ومشروع واحد في الانبار ونينوى".

هذا الخبر الرسمي يثلج الصدور وينشر الفرح في النفوس لاسيما وأن العراق يشكو من أزمة سكن خانقة يبدو أن موارد العراق المالية لا تكفي للتخلص منها.
عدم توفر السكن وغلاء الايجارات دفع الكثيرين في بغداد وفي محافظات أخرى إلى اختيار بقع أراضي فارغة لا على التعيين ماتت فيها الزراعة ولا يستخدمها احد وراحوا يبنون عليها مساكن تؤويهم. بعض هؤلاء من المهجرين واغلبهم من الفقراء والمعوزين رغم أن المسؤولين يقولون إن بينهم تجار ومقاولون يستغلون الأوضاع لتحقيق المكاسب.
برنامج عين ثالثة تسلم رسالة من مواطن يسمي نفسه أبو علي وهو يسكن منطقة عشوائية قال إنها غير موجودة على الخارطة وشرح بالقول إنها تقع خلف مدينة الصدر، خلف سدة تقع خلف المدينة وهي منطقة زراعية اشتراها البعض من مالكها وبنوا عليها بيوتا بسيطة تحميهم من قسوة الطبيعة في الأقل.
عدد بيوت هذه المنطقة التي لا تدخل ضمن خارطة بغداد الأساسية حوالى ألف بيت حسب قول أبو علي وهي منطقة لا يعترف احد بها إلا وقت الانتخابات حسب قوله أيضا.
"في فترة الانتخابات تتوافد على منطقتنا سيارات سودا فخمة ويهبط منها أناس يرتدون بذلات غالية ومكوية بشكل جيد. هؤلاء يتوجهون إلينا بالكلام ويقولون: انتم عراقيون وانتم الأمل والمستقبل ومن حقكم ممارسة حقكم في الانتخاب ... فانتخبونا".
"وبعد الانتخابات، والكلام ما يزال لأبي علي، تجاهلنا كل المسؤولين وراحوا يلوموننا على السكن في هذا المكان إذا ما طالبنا بأي شئ".
أبو علي أضاف أن هذه البقعة التي يسكنون فيها ليس فيها لا مدرسة ولا مستوصف ولا حتى شارع وهو وجميع الساكنين يعرفون تماما أنها خارج التصميم الأساسي لمدينة بغداد وأطرافها مما يعني عدم تمتعها بأي نوع من الخدمات غير انه يقول أيضا إنه والآخرين لا يعرفون ماذا يفعلون وأين يتوجهون وهم لا يطالبون بخدمات ضخمة بل بمجرد أمور بسيطة تساعدهم على الحياة لأنهم وبكل بساطة بلا حل آخر ولا بديل للسكن.
أحد اطفال بغداد
أحد اطفال بغداد

أبو علي وصف الحياة في منطقتهم بحياة الجاهلية الأولى وقال إن الظروف هي التي أجبرتنا على أن نكون من المتجاوزين وان نسكن في عشوائية ولو كان لنا بيت قانوني لما حدث ما حدث غير أن هذا لا يعني أن ليس من حقنا التمتع ببعض الخدمات التي لخصها أبو علي بالشكل التالي: "لا نريد شوارع مبلطة بل شارع سبيس ولا نريد كهرباء متواصلة ورسمية بل بعض الإنارة، ولا نريد ماءا لأن لدينا آبار بل نريد وقف حبوبا لتصفية المياه ولا نريد مستوصفا بل سيارة معالجة متنقلة وهذه الأمور بسيطة جدا وغير تعجيزية".
أبو علي قال إن جميع الساكنين في هذه البقعة من الفقراء ويعيشون حياة تشبه حياة الجاهلية الأولى ولديهم جامع واحد يلجؤون إليه ويدعون الله أن يفك عنهم ضيقهم.
سكان هذه البقعة حسب قول أبي علي يمثلون موزائيك العراق لأنهم من مختلف المناطق فهو نفسه مهاجر من الناصرية وهناك سنة وشيعة وأكراد وأكراد فيليون ومهاجرون من مدينة الصدر نفسها دفعهم الفقر إلى خارج المدينة وهناك أيضا مهاجرون من ميسان ومحافظات أخرى.

ما ورد في رسائل المستمعين:

- صديق البرنامج الدائم عبد الرزاق عبد الله كتب يقول:
إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، محد ينولد مجرم أو سفاح بس الظروف القاسية تصنعه بهالطريقة والدليل حتى الأسد إذا تربيه تربية عدلة يصير أليف ومو مؤذي وهو بدون عقل فكيف بالبشر؟ وفر له عيشة كريمة ومدرسة وتعليم، يصير بالمستقبل دكتور يداوي الناس، بس عيشة الحرمان والفقر تحول الإنسان مو لأسد، تحوله إلى ديناصور ميهمه منو يدوس ومنو يأذي لأن المهم يسد جوعه حتى لو على حساب الدين والمعتقد والاخلاق، وميمز الصح من الغلط...اتمنى يخلص بلدنا من الوحوش والمفترسين ونعيش عيشة تليق بالبشر، وكل هذا تقدر توفره الحكومة...

- مستمع لم يذكر اسمه كتب يقول: قديما كان يطلق على بلدنا العراق اسم ارض السواد لكثرة زرعه ونخيله وخصوبة أرضه، واليوم تطلق عليه التسمية نفسُها لكثرة أرامله المتشحات بالسواد.
XS
SM
MD
LG