روابط للدخول

خبر عاجل

قلق من احتمالات تطور التوتر العراقي التركي إلى أزمة


رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان يستقبل نظيره العراقي نوري المالكي في أنقرة 7 آب 2007
رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان يستقبل نظيره العراقي نوري المالكي في أنقرة 7 آب 2007
يُـثير التوتّـرُ الذي شابَ علاقات بغداد مع أنقرة على نحوٍ مفاجئ خلال الأيام الأخيرة مخاوفَ من احتمالِ توسُّـعِه خارج نطاق التصريحات الإعلامية المتبادَلة بين الطرفين.
بغداد احتجّت رسمياً على ما اعتبَرته تدخلاً تركياً في الشؤون العراقية الداخلية بسبب الإشارات التي ورَدت في حديثٍ لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تناقَلته وسائل الإعلام الأسبوع الماضي عما وصفها بضرورة إصغاء مختلف الزعماء العراقيين "لضمائرهم للحيلولة دون أن يتحوّل التوتر الطائفي في بلادهم إلى نزاع بين الأخوة"، مشيراً إلى الأزمة السياسية العراقية التي نشأت على خلفية الاتهامات التي وُجّهت إلى نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي.
وأُفيد بأن أردوغان كرّر ملاحظات مماثلة خلال محادثة هاتفية خاصة مع نظيره العراقي نوري المالكي.

وفي مقابلةٍ تلفزيونية بثتها قناة (الحرة) الجمعة، انتقد رئيس الوزراء العراقي ما اعتبرَها تدخلات في الشؤون الداخلية محذّراً من أن تركيا لن تكون في منأى عن كارثة في حال نشوب صراع طائفي في الشرق الأوسط. وبعد ذلك بثلاثة أيام، أعلنت بغداد أنها استدعت السفير التركي المعتمد لديها إلى مقر وزارة الخارجية العراقية لإبلاغه رسمياً بالاحتجاج على تصريحات أنقرة. فَـرَدّت الخارجية التركية من جهتها باستدعاء السفير العراقي المعتمد لدى أنقرة الثلاثاء لتبليغه بأن اتهام تركيا بالتدخل في شؤون العراق "غير مقبول." ونُقل عن وكيل وزارة الخارجية التركية قوله للسفير العراقي إن "استقرار العراق يهمّ جميع جاراتها بما فيها تركيا، وهذا ليس تدخلا"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن مصدر دبلوماسي في أنقرة.

وفي تقريرٍ نشَرته صحيفة لندنية بارزة عن التوتر العراقي التركي، نقلت (فايننشيال تايمز) عن مسؤول في الحكومة التركية قوله الثلاثاء
"نؤكد على أهمية بقاء العراق موحّداً لأن العراق هو أشبه ما يكون بفسيفساء صغير للشرق الأوسط بأسرِه لما فيه من المجموعات العرقية والطائفية المختلفة كافة." وأضاف المسؤول التركي الذي لم تذكر الصحيفةُ اللندنية اسمه قائلاً "ما يحتاجونه هو شعور الوحدة الوطنية بدلاً من الطائفية السياسية. العراقيون سوف يُضطرون إلى العمل معاً على ذلك ولكن بالطبع أولئك الذين هم في موقع السلطة لديهم قدر أكبر من المسؤولية"، على حد تعبيره.

ونسَب التقرير إلى محللين قولهم إن "خلاف أنقرة مع بغداد يعكس أيضاً الضغوط المتزايدة في علاقتها مع طهران التي هي أقرب إلى المالكي منها إلى تركيا. كما أن الحكومة الإيرانية هي حليفة لسوريا في الوقت الذي تعارض طهران حملة تركيا التي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحّي"، بحسب تعبير (فايننشيال تايمز).

وفي تحليله للأسباب الكامنة وراء التوتر الأخير بين الدولتين المجاورتين، قال الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد لإذاعة العراق الحر إن "التدخل التركي بدا وكأنه كان منصبّاً على شخص رئيس الوزراء العراقي وذلك من خلال التصريحات التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية والتي لوحظ فيها أن الصيغة المستخدمة من قبل رئيس الوزراء التركي كانت متشددة ومتعالية....كذلك فإن اللغة المستخدمة حالياً في الخطاب الدبلوماسي هي غير دبلوماسية وبحاجة إلى أسلوب أكثر هدوءاً لأن مستقبل العلاقات التركية العراقية هو مستقبل إستراتيجي ينبغي أن ينتهج خططاً مدروسة وليست انفعالية......".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ظهر الأربعاء، أجاب المحلل الإستراتيجي العراقي عن أسئلة أخرى تتعلق بالأبعاد السياسية والإقليمية للتوتر الأخير وانعكاساته المحتملة على العلاقات الاقتصادية المتينة بين العراق وتركيا.

من جهته، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر إن بالإمكان تحليل "التوتر الحالي بين العراق وتركيا في ضوء مستويات مختلفة تتعلق بالأبعاد الإقليمية لعلاقات أنقرة مع دول المنطقة العربية من جهة وتوترات ما بعد الانسحاب الأميركي من العراق من جهة أخرى.... وفي المستوى الأول لهذا التحليل، يشار إلى التوازنات الإقليمية الجديدة التي بدأت تنشأ ومن بينها التوازن التركي الإيراني على الساحة العراقية.... فيما يمكن الحديث على المستوى الثاني عن الربيع العربي وما يدور من تحوّلات نحو مزيد من الديمقراطية.....".
وأعرب الباحث رزق عن اعتقاده بأن العراق "بما أنه كان منطقة نشِطة للصراعات الإقليمية خلال الفترة السابقة فإنه قد يشهد مزيداً من التوتر في ظل المتغيرات الراهنة.."، بحسب رأيه.

please wait

No media source currently available

0:00 0:12:17 0:00
رابط مباشر
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG