روابط للدخول

خبر عاجل

بايدن يؤكد الالتزام بتعزيز التعاون الأميركي - العراقي


بايدن مع الجنرال أوديرنو والسفير هيل
بايدن مع الجنرال أوديرنو والسفير هيل
جدد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في بغداد الأحد التزامَ الولايات المتحدة بإعادة قواتها من العراق إلى أرض الوطن.
بايدن كان يتحدث في اليوم الثاني من زيارته إلى العراق أمام حشدٍ من الجنود الأميركيين المحتفلين بيوم الرابع من تموز عيد الاستقلال الأميركي في قصر الفاو الواقع في وسط معسكر "فيكتوري" خارج العاصمة العراقية.

وأكد بايدن أن خمسين ألف جندي أميركي فقط سيبقون في العراق نهاية آب المقبل انخفاضاً من مائة وأربعين ألف فرد، وهو المجموع السابق لهذه القوات حينما أدى اليمين الدستورية كنائبٍ للرئيس باراك أوباما في العشرين من كانون الثاني 2009. أما المجموع الحالي لهذه القوات فهو 77 ألفاً.

وكان البيت الأبيض ذكر في بيانٍ أصدره قبيل مغادرة بايدن واشنطن أن نائب الرئيس الأميركي "سيعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة طويل المدى في العراق كما سيبحث آخر التطورات السياسية" في هذا البلد.

وبعد وصوله إلى بغداد السبت، أعرب بايدن عن "تفاؤله الكبير" بأن يتمكن الزعماء السياسيون العراقيون من تجاوز خلافاتهم لتشكيل الحكومة الجديدة بعد مرور نحو أربعة أشهر على الانتخابات النيابية.

بايدن التقى بعد وصوله أيضاً وفداً رباعياً من مجلس الشيوخ الأميركي كان ختَمَ للتو محادثاتٍ في بغداد. أعضاءُ الوفد، وهم السيناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين والمستقل جو ليبرمان والجمهوري ليندسي غرام والديمقراطي مارك يودال، شددوا في مؤتمر صحافي مشترك السبت على ضرورة أن تعكس الحكومة العراقية الجديدة "نتائج الانتخابات وإرادة الشعب."

ماكين أوضح أن الوفد لم يحاول خلال لقاءاته "تقديم أي اقتراحات تتعلق بتفاصيل تشكيل الحكومة"، ولكنه "شجّع على تشكيلها بأسرع وقت ممكن." فيما أشار ليبرمان إلى نقطتين أساسيتين هما "أن تعكس الحكومة رغبة الناس الذين أدلوا بأصواتهم، وأن تكون وطنية مستقلة، فالعراق للعراقيين".

من جهته، قال غرام إنه يناشد المسؤولين العراقيين "تشكيل حكومة قوية تحترم التضحيات التي قُدّمت في العراق" مضيفاً أن "كل أعضاء الكونغرس مقتنعون بضرورة بقاء التزاماتنا تجاه العراق."

الجهودُ الأميركية المكثّفة تجئ في أعقاب قمة الرئيس باراك أوباما والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التي نوقشت خلالها قضايا إقليمية بينها مستجدات الشأن العراقي. وأفاد البيت الأبيض في بيانٍ إثر اجتماع الزعيمين في الثلاثين من حزيران بأنهما أكدا "الحاجة إلى تشكيل حكومة وفاق شاملة لكل الأطراف في العراق وتأسيس علاقات بنّاءة بين العراق الموحّد ذي السيادة مع دولِ جوارِه".

وتزامَن بيان واشنطن مع تصريحاتٍ للبابا بنديكت السادس عشر في الفاتيكان شدد فيها على أهمية تشكيل حكومة جديدة في العراق. ونُقل عنه القول عند استقباله السفير العراقي الجديد لدى حاضرة الفاتيكان حبيب الصدر الجمعة إنه "ينبغي المضي قُدماً وبسرعة في عملية تشكيل حكومة جديدة، بحيث تتحقق إرادة الشعب في عراق موحّد وأكثر استقراراً" مشيداً بـ"الشجاعة العظيمة" التي أبداها العراقيون خلال انتخابات السابع من آذار.
التأكيدُ على حكومةِ وفاقٍ عراقية شاملة تَكرر في سياقِ كلمة بايدن أمام الجنود الأميركيين الأحد حينما شدد على أهمية أن تشعر جميعُ الكيانات المتنافسة في العراق بأنها "مُمثّلة في الحكومة الجديدة بصرف النظر عمّن يقودها."

بايدن قال أيضاً: "إن هذه الدولة التي كانت متورطة في عنفٍ وصراع طائفي تسيرُ نحو أمنٍ دائم وازدهار مع حكومةٍ تمثّل مصلحة كل أفراد المجتمع في العراق. إذ حتى وصولهم إلى ذلك مباشرةً ودون تردد، وهو ما يفعلونه الآن، ليس ثمة ما يحول دون بلوغهم أي هدف هم قادرون على تحقيقه فعلا. إن الولايات المتحدة ملتزمة، نحنُ ملتزمون، بتعزيز هذه العلاقات من خلال التعاون الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي وليس فقط عبر استخدام الأسلحة."
وأضاف نائب الرئيس الأميركي أن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة "سوف يؤشر أمراً رائعاً ألا وهو الانتقال السلمي للسلطة".

وفي تحليله لأهمية زيارة بايدن، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر إنها تأتي في أعقاب محادثات أجراها في الآونة الأخيرة مسؤولون من دول المنطقة في واشنطن وزياراتٍ لمسؤولين أميركيين إلى الشرق الأوسط ناقشوا خلالها آلية الانسحاب المتواصل للقوات الأميركية من العراق. وفي هذا الإطار، تجئ الزيارة الحالية "في سياقين هما إعادة ترتيب الساحة العراقية بعد إعادة انتشار الجيش الأميركي إضافةً إلى الخطوات المرتبطة تشكيل حكومة مُرضية لجميع الأطراف العراقية من أجل ضمان الاستقرار في المنطقة."

وفي مقابلة أُجريت عبر الهاتف الأحد، تحدث الباحث رزق عن موضوعات أخرى ذات صلة بمحادثات نائب الرئيس الأميركي مع الزعماء العراقيين وتأثير الأوضاع الداخلية في العراق على الأمن والاستقرار الإقليمييْن.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG