روابط للدخول

خبر عاجل

تراجع الإقبال على المدارس الدينية في كربلاء


اشتهرت المدن العراقية التي تضم مزارات دينية بمدارسها الدينية أو ما تعرف بالحوزة العلمية التي يمتد تاريخ تأسيسها لقرون بعيدة، فكربلاء مثلا وهي تضم أضرحة لبعض أئمة آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام، فيها مدرسة دينية يقول الشيخ ناصر ألأسدي من مكتب آية الله العظمى صادق الشيرازي وهو أستاذ في الحوزة العلمية إنها" تأسست منذ ما يزيد على العشرة قرون".
ومرت الحوزة العلمية في كربلاء بمراحل نشاط وازدهار كغيرها من الحوزات العلمية في النجف والكاظمية وسامراء، غير أن" الخمول الأخير لهذه الحوزة بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي لأسباب سياسية حيث ضيقت السلطة آنذاك على عمل الحوزات وأخضعتها للمراقبة ومن ثم الملاحقة" وكما يقول الشيخ حسن عبد الله الجشعمي مضيفا القول إن "المضايقات والضغوطات التي تعرضت لها الحوزة في كربلاء أدت إلى ما اسماه بالركود5".
لكن الحوزة العلمية تعاني اليوم من تحديات من نوع آخر، فبعد 2003 زالت الضغوط السياسية وتم فتح العديد من المدارس الدينية في كربلاء غير أن هذه المدارس لم تحظ بالإقبال والمكانة التي كانت تحظى بها خلال القرون الماضية" فلم يقبل على التسجيل في الحوزة العلمية في كربلاء إلا القليل من الناس" بحسب الشيخ علي محمد المجاهد.
وعن أسباب عزوف الشباب عن الالتحاق بالحوزة الدينية لدراسة العلوم الدينية يقول المواطن سعد رحيم إن" الاهتمام اليوم بات منصبا على العلوم الحديثة لأن الفرص المترتبة على هذه الدراسة كبيرة بينما لا تخرج الحوزات العلمية إلا خطباء وعلماء حديث" ويضيف سعد أن" من يدرسون في الحوزات يعانون من الفقر حيث لا توجد مدخولات ثابتة لهم ويعيشون على الإعانات" بينما يرى صلاح العميدي وهو إعلامي أن" للحوزة العلمية دور كبير في حفظ الأخلاق على مر التاريخ ويدعو للاهتمام بها".
إذن خلال أكثر من ثلاثة عقود تلاشى فيها دور الحوزة العلمية في كربلاء يحاول القائمون على هذه الحوزة وهي كما معلوم مرتبطة بمرجعيات دينية يحاولون إعادة الحياة لهذه الحوزة ولكن مساعيهم هذه تصطدم بقلة إقبال الراغبين بدراسة العلوم الدينية، وهو تحد يقول بعض أساتذة الحوزة العلمية إنه لا يقل خطرا عن المطاردات التي تعرض لها الحوزويون خلال حكم حزب البعث.
XS
SM
MD
LG