روابط للدخول

خبر عاجل

شكوك ومخاوف تحيط بمجالس الصحوات ومستقبلها في العراق


ليث أحمد – بغداد

بالرغم من إجماع العديد من الجهات السياسية والحكومية وحتى الشعبية على الدور الذي لعبته
مجاميع الصحوات في محاربة تنظيم القاعدة والتحسن النسبي الذي تشهده العديد من مناطق العراق، إلا أن الشكوك لا زالت لدى البعض حول مستقبل هذه الصحوات وولاءاتها. فالحكومة العراقية وضمن برنامجها الذي بدأت فيه بتحويل جزء من هؤلاء إلى الأجهزة الأمنية ودوائر الدولة المختلفة، في حين سعى قادة هذا التنظيم للدخول إلى العملية السياسية عن طريق الانتخابات القادمة. إلا أن ولوج المجال السياسي يبدو غير كاف لهذه المجاميع كي
يجعلها تلقي سلاحها، فالأمين العام للمجلس الوطني لتجمع عشائر العراق وقائد صحوات جنوب بغداد مصطفى كامل حمد الشبيب يؤكد أنهم سيبقون يحملون السلاح تحت ذريعة محاربة الإرهاب حتى لو أمروا بإلقاء سلاحهم.

يذكر أن معظم مجاميع الصحوات التي تشكلت خارج وحول بغداد هم من العرب السنة ومن البعثيين، ومعظمهم كانوا ضباطاً وجنوداً في الجيش السابق، بينهم عدد كبير من قوات الحرس الجمهوري. وفي مقابلة نشرتها صحيفة الإنديبندت البريطانية في وقت سابق من هذا العام مع قائد صحوة التاجي ويدعى أبو معروف الزوبعي، نسبت للزوبعي قوله إنه إذا تم التخلي عنهم فإنهم سيعودون للتحالف مع تنظيم القاعدة. ويبدو أن هنالك مخاوف من قبل بعض قادة الصحوات فيما إذا تم حرمانهم من دخول الانتخابات إذا ما شملوا بقانون اجتثاث البعث ضمن لوائح المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بحسب المستشار العام للصحوات في العراق ثامر التميمي.

وفي ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية وحتى الأمنية فإن العديد من الجهات السياسية تجد أن بعضاً من مجاميع الصحوة لا زالوا يشكلون تهديداً للواقع العراقي. ويشير الناطق باسم جبهة التوافق العراقية سليم عبد الله الجبوري أكبر االتكتلات السنية في مجلس النواب أن الخشية يجب أن تنصب على من كان يمارس دوراً تخريبياً وانبرى للعمل السياسي وله أجندة خارجية فإن مداه سيكون مخيفاً في المستقبل.

القيادي في حزب الدعوة الإسلامية والمقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي قسم مجاميع الصحوة إلى ثلاث فئات، الأولى هي التي حاربت أساساً القاعدة، والأخرى التي كانت تحمل فكر هذا التنظيم ومن ثم انقلبت ضده، أما الثالثة فهي التي لا زالت تحمل أفكار القاعدة وهي ما
وصفها العبادي بأكثرها خطورة داعياً الحكومة إلى التثبت من هؤلاء خلال دمجهم في الأجهزة
الأمنية.

وبالرغم من التأكيدات الصادرة عن مسؤولين عسكريين أميركيين في مساعدة الحكومة في نقل
ملف الصحوات لها وإنهاء هذا الملف، إلا أن سياسيين وجدوا أن الأميركان ما زالوا يمتلكون مفاتيح تلك الصحوات وقد يستخدمونهم كورقة ضغط على الحكومة في ظل تباين الآراء حول توقيع الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة الأميركية والحكومة العراقية، حيث أشار عضو القائمة العراقية الوطنية عزت الشابندر إلى أن القرار السياسي الأميركي هو الذي يوجه هذه القدرات.

وبالرغم من جميع تلك المخاوف فإن ما سيحمله قادة الصحوات من برامج سياسية واقتصادية وهم يدخلون الانتخابات المحلية القادمة ستكون هي المرآة التي ستعكس مستقبل هؤلاء القادة ودرجة قبولهم لدى المجتمع العراقي.

على صلة

XS
SM
MD
LG