روابط للدخول

خبر عاجل

اكتشاف الأسرار الوراثية لأمراض رئيسية


فارس عمر

اعلنت مؤسسة ابحاث طبية مقرها في بريطانيا ان فريقا من العلماء اكتشف انواعا من الجينات يمكن ان تسبب امراض القلب والكآبة والسكري وامراضا خطيرة اخرى. الاكتشاف اعتُبر اختراقا في فهم هذه الامراض التي تصيب ملايين البشر في انحاء العالم.
وأوضحت موسسة "ويلكم" التي اعلنت الاكتشاف ان فريقا يضم نحو مئتي عالم قام خلال دراسته التي استمرت عامين بتحليل زهاء عشرة مليارات معلومة تتعلق بالجينات البشرية.
وتَعرَّف العلماء على عدد من الجينات التي ترتبط بعدد من أكثر الامراض انتشارا في العالم مثل ارتفاع ضغط الدم والكآبة والتهاب المفاصل وامراض القلق والسكري من النوعين الاول والثاني والتهاب الامعاء.
البروفيسور مارك ماكارثي من جامعة اوكسفورد العريقة تحدث عن اهمية الاكتشاف الطبي الجديد:
"لعل ما يثير استغراب المستمعين ان يسمعوا انه ما زال هناك الكثير من الثغرات الكبيرة في فهمنا لهذه الامراض الشائعة مثل السكري والاكتئاب ثنائي الاقطاب ومرض القلب. ومن البديهي ان التفكير في طرق جديدة لعلاج هذه الامراض أو الوقاية منها يقتضي منا ان نعرف ما هي الآليات ذات العلاقة. وعلم الوراثة واحد من اشد الادوات المتاحة لدينا فاعلية لفهم هذه الآليات".

واكد البروفيسور ماكارثي ان لدى علم الطب الآن مفاتيح جديدة ستؤدي الى معرفة اعمق بهذه الامراض واسعة الانتشار ، تُترجم في نهاية المطاف الى علاج افضل.

الطب يعرف منذ زمن ان العديد من الامراض الخطيرة ذات اصول وراثية في جانب منها ، تتفاعل عادة مع عوامل البيئة ونمط الحياة. غير ان الطب كان يلاقي صعوبة بالغة في تحديد وتشخيص هذه الاسباب الوراثية لأن خريطة الجينات خريطة هائلة في سعتها وتعددها وتشعباتها.

ولكن حجم الدراسة هو ما أتاح للعلماء ان يتعرفوا على نمط الجينات التي لها دور في الامراض.

اشتملت الدراسة التي كلفت 17 مليون دولار على فحص الحمض النووي في دم سبعة عشر الف شخص يعيشون في بريطانيا. ولتكوين فكرة عما تتسم به المادة الوراثية من تعقيد قال البروفيسور ماكارثي:
"هناك ثلاثة مليارات رمز في اللائحة الوراثية ، ونحن نعرف ان نحو عشرة ملايين من هذه الرموز تميل الى التباين بين الأفراد. لذا فان هذه الملايين العشرة من الرموز هي التي نريد اقتناصَها وتحديدَها. وللقيام بذلك كان علينا في الحقيقة ان نُجري على كل فرد نصف مليون اختبار وراثي للتعرف على ما يجري في غالبية هذه الملايين العشرة من الرموز موضع الاهتمام".
مدير معهد سانغر للدراسات الوراثية البروفيسور الن برادلي قال ان تحليل هذا العدد الهائل من العينات ذات العلاقة بأمراض متعددة لم يُجرَّب من قبل على مثل هذا النطاق الواسع. واضاف ان منهج البحث في تنسيق العمل بين مئات العلماء من معاهد ابحاث متعددة طُبق بنجاح منقطع النظير.
فريق العلماء نفسه يخطط لتحليل العلاقات الوراثية لأمراض الالتهاب الرئوي وسرطان الثدي والغدة الدرقية والتليف المتعدد. ومن المتوقع ان تظهر نتائج هذا البحث خلال العام الجاري.

على صلة

XS
SM
MD
LG