روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة الأميرکية


أياد الکيلاني – لندن

ضمن جولتنا اليوم على الصحافة الأميركية نتوقف أولا عند مقال في صحيفة New York Times للصحافي Nicholas Kristof يعتبر فيه أن مع تخبط السياسة الأميركية في العراق فلقد حان الوقت لاستشارة الخبراء في هذا الشأن، أي العراقيين أنفسهم.
وينقل الكاتب عن نتائج استطلاع رأي جديد أجري الشهر الماضي أن ما يزيد عن 61% من العراقيين يوافقون الآن على شن هجمات ضد الأميركيين، بالمقارنة مع 47% في بداية العام الجاري، الأمر الذي يجعل مهام محاربة المتمردين شبه مستحيلة، إذ بات الناس العاديون الآن يشجعون ويحمون منفذي التفجيرات التي تستهدف الأميركيين. كما يشير الاستطلاع إلى أن 78% من العراقيين يعتقدون الآن أن الوجود العسكري الأميركي يحرض على النزاع بدلا عن منعه.
ويمضي الكاتب إلى أن الموسم الحالي للانتخابات التشريعية الأميركية يتيح فرصة مثالية لإجراء مناظرة عامة حول السياسة العراقية، وأن السيناتور John Warner – الزعيم الجهوري المخضرم في مجال القضايا العسكرية محق في إثارته احتمال ما أسماه (تعديل المسار)، إذ تشير الدلائل بوضوح متزايد أننا علينا ألا نسارع في الخروج، بل علينا التخلي عن فكرة القواعد الدائمة، وأن نعلن بأننا سنسحب قواتنا في غضون عام واحد.
ويخلص الكاتب إلى أن تقريرا جديدا للأمم المتحدة يشير إلى أن التمرد العراقي بات مصدر إلهام لمقاتلي طالبان في أفغانستان، حيث تظهر تصاميم جديدة للقنابل هناك، بعد شهر واحد من ظهورها في العراق.

** ** **

وتتناول مراسلة New York Times في بغداد Sabrina Tavernise موضوع الشباب في العراق اليوم وتروي أن (نور) – وهو شاب في التاسعة عشرة من عمره – هو بمثابة سجين وحيد في غرفته المظلمة بمنزله وسط بغداد، فلقد غادر البلاد معظم أصدقائه، في حين تبنى الذين بقوا توجهات جديدة، فالشيعي منهم بات متعصبا دينيا، في حين يسعى السني منهم إلى الانتماء إلى عصابة مسلحة.
وتمضي المراسلة إلى أن بعد مرور ثلاث سنوات ونصف السنة على الغزو الأميركي، بات العنف المستمر يؤثر في الشباب بتأثيرات جديدة، وتنقل عن الشباب في خمس مناطق زارتها في بغداد قولهم إن حياتهم قد تقلصت إلى حجم غرف نومهم، وأن أحلامهم قد تم تغليفها وخزنها، بل وتم نسينها، فالحياة تمر لحظة بلحظة، ولا مجال فيها للتخطيط. أما (نور) – الجالس في المطبخ وهو ينتظر غليان ماء الشاي – فيتابع حديثه بقوله: "ليس في وسعي الخروج من الدار، ولست قادرا على الالتحاق بكلية، ولو تعرضت للقتل، فذلك لن يغير شيئا لأنني ميت الآن."
وتضيف المراسلة أن (نور) – وهو سني علماني من الطبقة الوسطى – كان لديه صديق من الأعظمية، إلا أنه التحق بإحدى الميليشيات في المنطقة إثر مقتل والده بالرصاص أمام باب منزله، وسمع عنه (نور) في وقت لاحق بأنه بات يضع القنابل على قارعة الطريق لاستهداف الجنود العراقيين، ويضيف (نور): "إنه يكره الشيعة لكونهم قتلوا والده، ولقد تحول إلى شخص آخر مختلف، فبات اليوم وحشا."

على صلة

XS
SM
MD
LG