روابط للدخول

خبر عاجل

ضجة جديدة في موضوع تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول إسرائيل واقتراحه على أوروبا أن تمنح اليهود ولايات في بلدانها


أياد الکيلاني وقسم الأخبار وشؤون الساعة في إذاعة أوربا الحرة

بعد أن وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعوة في تشرين الأول المنصرم إلى ما وصفه بمحو إسرائيل عن الخريطة ، عاد الآن ليثير الشكوك حول مدى حملة الإبادة التي تعرض لها اليهود إبان عهد الزعيم النازي (آدولف هتلر)، واقترح نقل الدولة اليهودية إلى أوروبا. ولقد أعدت المحررة بقسم الأخبار في إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية تقريرا حوا تصريحات أحمد نجاد، التي أدلى بها على هامش قمة منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة بمدينة مكة المكرمة، وهي التصريحات التي أثارت ردود فعل تتسم بالصدمة والاشمئزاز في كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الأوروبية وإسرائيل.
ففي حديث له أمام الصحافيين على هامش القمة، قال أحمدي نجاد: "تصر بعض الدول الأوروبية في الادعاء بأن هتلر قام بحرق ملايين اليهود إبان الحرب العالمية الثانية ، ويبلغ مدى إصرارهم على هذه القضية درجة إدانة كل من ينكر حدثها وسجنه". وتابع الرئيس الإيراني قائلا: "بالرغم من عدم تصديقنا هذا الادعاء، دعونا نفترض أن ما يقوله الأوروبيون هو الحقيقة، ولنعطي بعض الأرض إلى الصهاينة في أوروبا أو في ألمانيا أو في النمسا، الأمر الذي سنؤيده نحن أيضا" ، ومضى مضيفا: "لقد واجهوا الظلم في أوروبا، فما الذي يجعل تداعيات ذلك تقع على الفلسطينيين".
وتتابع المحررة في تقريرها بأن تصريحات الرئيس الإيراني بعد بضعة أسابيع من دعوته إلى محو إسرائيل عن الخريطة، وهي دعوة أثارة بدورها عاصفة من الانتقادات والإدانة. أما إسرائيل فلقد وصفت تعليقات أحمد نجاد الأخيرة بأنها شنيعة، فلقد أكد وزير خارجيتها (سلفان شالوم) بأن النظام الإيراني يبدو عازما على تدمير إسرائيل، ولا بد من منعه من تطوير أسلحة نووية، وتابع قائلا:
(( ))

يتعين على الدول الأوروبية وروسيا أن تنضم إلى الأميركيين في تحويل ملف إيراني المتعلق ببرنامجها النووي إلى مجلس، والأفضل هو الإسراع في الأمر.

---------------------------------

ويمضي التقرير إلى أن الولايات المتحدة نددت بدورها بتصريحات أحمدي نجاد، وذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية Adam Ereli ، الذي قال:
(( ))

إن هذه التصريحات الأخيرة، التي حملتها إلينا التقارير ، تعتبر مذهلة ومشينة على السواء، فهي بالتأكيد لا تبعث على أي أمل بين من ينتمي منا إلى المجتمع الدولي، بأن الحكومة الإيرانية على استعداد للتعامل باعتبارها عضوا مسئولا في ذلك المجتمع.

أما البيت الأبيض فأكد بأن تصريحات أحمدي نجاد تشير مرة أخرى إلى ما يجعل الولايات المتحدة تقتنع بضرورة منع إيران من تطوير أسلحة نووية.
ومن جانبه فلقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي آنان في تصريح خطي، عن الصدمة إزاء التصريحات، وذكر بأنه لم يمض سوى شهر واحد على موافقة الجمعية العمومية على قرار يرفض أي نكران لكون المحرقة من الأحداث التاريخية الواقعة فعلا.
ويمضي التقرير إلى أن تصريحات الرئيس الإيراني أثارت انتقادات قوية في أوروبا أيضا، حيث وصفت المستشارة الألمانية Angela Merkel الاقتراح الداعي بنقل إسرائيل إلى الأراضي الألمانية أو النمساوية، بأنه أمر مرفوض.
كما شدد وزير الخارجية البريطاني Jack Straw – وهو يتحدث باسم الدول ال25 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي – شدد بأن تصريحات أحمدي نجاد لا مكان لها في الحوار السياسي المتحضر.
ويوضح التقرير بأن بعض المراقبين مقتنعون بأن الرئيس الإيراني يتعمد الإدلاء بمثل هذه التصريحات بهدف إثارة ضجة إعلامية ومن أجل إرضاء مؤيديه المتشددين في إيران وفي أماكن أخرى.

---------------------------------

وتمضي المحررة في تقريرا لتنقل عن (مسعود بهنود) – وهو صحافي إيراني مخضرم كانت تحدثت معه في أعقاب دعوة أحمدي نجاد إلى إزالة إسرائيل – اعتقاده بأن ذلك التصريح كان محسوبا بمنتهى الدقة، وتابع قائلا:
((

في لقاء بثه التلفزيون الحكومي الإيراني ، وردا على سؤال بشأن الضجة الدولية التي أثارتها تصريحاته، قال أحمدي نجاد: "إذا كان لدى الآخرين ما يقولون، فدعهم يقولونه أيضا، وسوف نرى إن كانت أقوالهم ستنقل". هذا ما يجعلني أعتقد أن أحمدي نجاد كان يقصد تصدر نشرات الأخبار وإثارة ضجة إعلامية تجعل منه شخصية مرموقة في العالم الراديكالي، وأعتقد أنه قد نجه في تحقيق هذا الهدف.

وينقل التقرير عن (فيصل علي) – المحرر لدى صحيفة Arab News السعودية التي تصدر باللغة الانكليزية – تأكيده بأن دعوة أحمدي نجاد لنقل إسرائيل إلى أوروبا لم تنل تغطية واسعة خلال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، التي انتهت إلى دعوة الدول الإسلامية إلى محاربة الإرهاب وإلى الترويج للتسامح، ثم أضاف:
(( ))

لم يدلِ بأية تصريحات خلال لقاء القمة، بل أثار مسألة نقل إسرائيل إلى خارج منطقة الشرق الأوسط في مقابلة منفصلة مع إحدى القنوات التلفزيونية. ولكن ، ولحد الآن ، لم تلقَ تلك التصريحات أي تشجيع من قبل أحد هنا. ولكنها بالتأكيد تثير ردود فعل في الشارع ، فالناس يحبون مثل هذه الأشياء ، لكون القضية الفلسطينية تعتبر قضية كبيرة للغاية في الشرق الأوسط.

وكانت صحيفة Arab News نقلت عن أحد المراقبين السعوديين في الخامس من الشهر الجاري تأكيده بأن أحمدي نجاد اكتسب محبة المسلمين حول العالم نتيجة ما وصفه بموقف أحمدي نجاد الصارم في وجه الولايات المتحدة.

وتضيف المحررة أن من المتوقع أن تتسبب تصريحات أحمدي نجاد في إثارة عدم الارتياح والقلق، فلقد أعرب بعد المسئولين والإصلاحيين عن قلقهم من أن نمط المواجه الذي يتبعه الرئيس الإيراني في مجال الشؤون الخارجية، تلحق أضرارا في مصالح إيران الوطنية.
أما المرشد الإيراني الأعلى – آية الله علي خامنئي – فلقد أعرب الشهر الماضي عن تأييده لأحمدي نجاد، مؤكدا على ضرورة وضع حد للانتقادات الموجهة له.

على صلة

XS
SM
MD
LG