روابط للدخول

خبر عاجل

قصة لقاء الوصي (عبد الإله) مع الطلبة في سرسنك


خالد القشطيني حديث اليوم عن قصة لقاء تم بين الوصي وطلبة احد المخيمات في سرسنك.


اعتادت وزارة المعارف على ارسال طلبة المدارس الثانوية ، او من يرغب منهم، في عطلة كافية يقضونها في كردستان ، اثناء العطلة الصيفية ، للأطلاع على تلك المنطقة من بلادهم و التعرف بأخوانهم الأكراد. كان المصيف المفضل لهم في سرسنك ، الذي اعتاد ايضا الأمير عبد الأله ، الوصي على العرش و ولي العهد، ان يقضي عطلته الصيفية فيه ، حيث بنى لنفسه و للأسرة المالكة بيتا متواضعا لهذا الغرض.


كثيرا ما تزامنت عطلته مع المصيف الكشافي للطلبة ، فكان يستغل هذه الفرصة للأجتماع بهم و السمر معهم كل يوم ، احيانا يتجاذبون الحديث و رواية الأشعار الشعبية و احيانا لعب المحيبس او الطاولي. و في معظم المناسبات كان هناك من يغني من الطلبة او يعزف بعض الموسيقى حيث ما يتيسر.


وهو بالضبط ما حصل عندما كان بين الطلبة التلميذ عبد الرحمن الشمسي، من اهل الناصرية. كان لعبد الرحمن هذا موهبة جيدة في الغناء و صوت يناسبه. و كأي شاب من شبان الناصرية كان يجيد الرقص الشعبي ايضا. اشرف على المخيم الأساتذة عبد الحميد الراضي و عبد الرزاق الهلالي و الجرجفجي. فطلبوا من التلميذ ان يظهر مواهبه امام الوصي . وهو ما تم و جرى. غنى للحاضرين و انطلق يرقص امامهم بما تمتع به سموه و سائر مرافقيه و ضباطه و صفقوا له معجبين بمواهبه. ثم خطر للأمير عبد الأله ان يكافيء هذا التلميذ الموهوب على ما قام به. بعث اليه مرافقه في اليوم التالي ليسأله عما يتمناه من الوصي على العرش.


كان عبد الرحمن الشمسي تلميذا في الصف النهائي من الدراسة الثانوية . و لسوء حظه لم يستطع اجتياز امتحان الرياضيات ، الدرس الذي يعاني من صعوبته اكثر الطلبة. ظل عبد الرحمن الشمسي يرسب في هذه المادة سنة بعد سنة . ما ان سمع بعرض الوصي حتى تذكر محنته . فقال لا اريد أي شيء غير ان يوعز لمديرية المعارف لتنجيحه في هذا الدرس تقديرا لمواهبه الأخرى.


نقل السيد المرافق طلبه الى سمو الأمير ، فقطب جبينه و قال ، آسف هذا شيء لا استطيع ان أأمر به أي معلم او مدير مدرسة بما يقرره في مدرسته. هذه شؤونهم. و النجاح في الأمتحانات يجب ان يكون حسب المقرر ، لا حسب الوساطة. لكن الوصي على أي حال عزم على مكافأة هذا التلميذ فبعث له بيد الضابط المرافق بخمسة دنانير . نعم خمسة دنانير. كان هذا كل ما استطاع عليه الوصي على عرش العراق.


و الواقع ان سموه ربما كان يعرف انه حتى اذا تدخل في الموضوع و طلب من مدير المعارف في الناصرية تنجيح هذا التلميذ فأن المدير سيتجاهل امره. فقد حدث مثل هذا للتلميذ علي حسين الذي كان يدرس الحركة التعاونية في بريطانيا . حدث نزاع بينه و بين مديرية البعثات بشأن المدة المخصصة لدراسته. و امرته المديرية بالعودة للوطن و الأكتفاء بالدبلوم الذي ناله. اعترض على ذلك، ثم استغل وجود الوصي في لندن ليوسطه في الأمر. تربص له حتى رآه يخرج من مبنى السفارة في كنسنكتن يحيط به موظفوها ، فتقدم له و عرض عليه مشكلته. استطاع ان يقنعه بحقه ، فالتفت الوصي الى الأستاذ الحلي، الملحق الثقافي في السفارة، و قال له يا استاذ يبين لي ان هذا الولد على حق. فالرجاء الأستجابة لطلبه و تمديد دراسته. هز الملحق الثقافي رأسه بالأيجاب و الطاعة من باب المجاملة .


و لكنه ما أن زاره علي حسين في اليوم التالي طالبا تنفيذ امر الوصي حتى اجابه الملحق رافضا. قال له هذه موضوع مو من اختصاص الوصي. و الوصي لا يعرف القانون . هذا من اختصاصنا نحن . و اضطر التلميذ ان يذعن لأمر الوزارة و يعود.


حرمة القانون و الأنظمة و احترام الموظف فيما يقرره اساس من اسس الحياة الكريمة في تلك الأيام من ايام الخير.

على صلة

XS
SM
MD
LG