روابط للدخول

خبر عاجل

صحيفة بريطانية نشرت تقريرا عن دور صدام حسين، في تدمير مناطق الاهوار في العراق، بسبب لجوء المعارضين لنظامه الى هذه المناطق.


اياد الكيلاني اعد عرضا للتقرير

في تقرير له من جنوب العراق ، ينسب Robert Fisk ، محرر صحيفة الIndependent البريطانية ، إلى أحد سكان منطقة الأهوار (عباس عويد) تأكيده بضرورة تدوينه أسماء قرى المنطقة القريبة من بقايا السد الذي كان أنشأه صدام حسين من أجل تجفيف منطقة الأهوار ، ويضيف أنه كان منشغلا بكتابة أسماء القرى ، حين سمع الرجلان تغريد طير جعل (عباس) يتبسم ويقول: حيث توجد الطيور توجد المياه ، مؤكدا بأن الطيور بدأت فعلا بالعودة إلى آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي المجففة ، مع بدء المياه بالعودة إليها.
ويمضي المحرر إلى أن قيام صدام بتدمير موطن عرب الأهوار قوبل بالتنديد الواسع خارج العراق ، ولكن عليك أن تزور المنطقة لتتفهم مدى إصراره في هذا الهدف. فبعد أن شجع الأميركيون والبريطانيون المسلمين الشيعة على الانتفاض ضد حكم صدام ، ثم تخلوا عنهم لدى إبادته من كان يعتبرهم أعداءه ، لجأ الجنود العراقيون الهاربون وبعض المنتفضين الراغبين في مواصلة مقاومتهم لكمه ، لجئوا إلى مناطق أهوار الحويزة والعمارة والحمار ، حيث وفر لهم عرب الأهوار الملاذ الآمن ، في منطقة لم تتمكن دبابات ومروحيات النظام البائد من ملاحقتهم فيها.
وهذا ما دفع صدام إلى وضع إستراتيجية لمكافحة المتمردين تفوق بكثير ما تقوم به إسرائيل من اغتيالات سياسية وتدمير للممتلكات. فلقد شيد سلسلة من السدود ، بل المئات من السدود ، لحجب تدفق المياه إلى الأهوار من نهري دجلة والفرات ، وحول مجرى المياه إلى ممرات مائية اصطناعية – سمي أحدها نهر أم المعارك – لتزويد المدن والقرى التي ظلت موالية له بالمياه. وفي نهاية المطاف ، لم يبق سوى القليل جدا من تلك الحضارة السومرية العريقة التي بقيت دورها تشبه الدور المشيدة في حضارة سومر القديمة.

-------------------فاصل--------------

ويمضي Fisk في تقريره إلى أن عدة مئات الكيلومترات المربعة من الأهوار كانت لم تزل موجودة حين اقتحمت القوات الأميركية / البريطانية أراضي العراق في آذار الماضي ، وأن الساعات الأولى التالية لبلوغ القوات البريطانية مدينة البصرة شهدت سكان (حمّار) ويهم يهدمون السدود الترابية الكونكريتية التي كان صدام شيدها للقضاء عليهم.
وينسب المحرر إلى رجل ختيار من الناصرية قوله إن زوجته أيقظته في أعقاب الليلة الأولى من القصف الجوي لتخبره بأن تسمع خرير الماء في المجرى القديم الواقع خلف دارهما ، فاستيقظت وخرجت لأشاهد الماء في ضوء القمر – بحسب تعبيره.
أما (فيصل خيّون) فينسب المحرر له أن والده قتلته شرطة صدام السرية في 1993 وهو يقود سيارته قرب البصرة ، ويمضي قائلا: أطلقوا الرصاص على جبينه وعلى عنقه. كما تم القبض على عمي وابن عمي في 1997 ، وتم إعدامهما شنقا في سجن أبو غريب. كانت المخابرات تشن عمليات اقتحام هنا في الرابعة فجرا ، وأنا كنت أمضي الليلي على سطح دارنا تحسبا لقدومهم. أما الآن ولأول مرة في حياتي ، فأنام في داري حتى توقظني أشعة الشمس في الصباح – بحسب تعبير (فيصل خيون).

------------------فاصل---------------

صحيح – يقول Fisk في تقريره – أن العديد من عرب الأهوار استبدلوا الجاموس الذي كان لديهم بسيارات فخمة وتحولوا إلى تجار ، كما قدمت إلى المنطقة بعض القبائل التي فضلت اللجوء إلى الزراعة ، ولكن عرب الأهوار تمكنوا من الصمود في الوقت الذي لم يتمكن نظام صدام من البقاء ، ولقد شاهدت أمس تيارا صغيرا من المياه الزرقاء تتدفق عائدة إلى الصحراء ليلتف حول كل تلك القرى المهجورة في منطقة الأهوار.

على صلة

XS
SM
MD
LG