روابط للدخول

خبر عاجل

صحيفة اميركية تعرض لخلافات في الرأي بين أعضاء مجلس الحكم في العراق، و مراجع دينية شيعية، بشأن طريقة اختيار او انتخاب حكومة مؤقتة في العراق


نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا من بغداد، تناول الخلافات في الرأي بين أعضاء مجلس الحكم في العراق، و مراجع دينية شيعية، بشأن طريقة اختيار او انتخاب حكومة مؤقتة في العراق. شيرزاد القاضي اطلع على التقرير و اعد العرض التالي

تتباين الآراء بشأن طريقة اختيار أعضاء الحكومة المؤقتة المقبلة داخل مجلس الحكم وخارجه، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريراً كتبه راجيف جاندراسيكاران Rajiv Chandrasekaran، جاء فيه إن غالبية أعضاء مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة قرروا دعم الخطة الأميركية لاختيار حكومة مؤقتة، من خلال عقد مؤتمرات في المحافظات يتم فيها ترشيح المندوبين، بالرغم من اعتراض رجل الدين الشيعي البارز آية الله علي السيستاني، بحسب ما نقلته الصحيفة عن أعضاء في مجلس الحكم.

وجاء موقف المجلس نتيجة لمشاورات ومحادثات مكثفة أجراها رئيس الإدارة المدنية الأميركية في العراق بول بريمر خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب الصحيفة التي أضافت أن هذا الموقف يمكن أن يؤدي الى توتر بين المجلس وآية الله السيستاني، الذي يُصر على تشكيل حكومة مؤقتة عبر إجراء انتخابات عامة في البلاد.

كاتب التقرير لفت الى أن إصرار مجلس الحكم على دعم الخطة الأميركية، ربما يدفع بالكثير من الشيعة الى رفض الحكومة المؤقتة وعدم الاعتراف بشرعيتها، نظراً للمكانة التي يحتلها السيستاني لدى غالبية الشيعة.

ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء المجلس أنهم يواجهون وضعاً صعباً، ربما هو الأصعب منذ انتهاء الحرب، لأن أعضاء المجلس لا يرغبون في حدوث مجابهة، لكن من الواضح أن السير في هذا الاتجاه يمكن أن يؤدي الى مجابهة.

الى ذلك قال أعضاء في المجلس ومسؤولون في سلطة التحالف إنهم يأملون في حل المشاكل القائمة من خلال إجراء تعديلات بسيطة في الخطة مع شرح واف ومفصل لعملية نقل السلطة لتبديد المخاوف التي ظهرت في وقت سابق عند الحديث عن صياغة دستور للبلاد، لكنهم لا يرغبون في تغيير موقفهم من موضوع إجراء انتخابات عامة، على أساس أن إجراء الانتخابات وفقاً لصناديق الاقتراع سيحتاج الى تحضيرات طويلة، وسيؤدي الى تأخير نقل السيادة، الذي سيتم في نهاية حزيران.

ونقلت الصحيفة عن غازي الياور، عضو المجلس وهو مسلم سني ويمثل عشيرة عراقية كبيرة قوله إن الجميع يحترمون آية الله السيستاني، لكن هناك فرقا بين ما تريده وما تستطيع أن تفعله، على حد تعبيره.

ولفت التقرير الى أن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق لا يتخذ نفس موقف السيستاني ونقل عن عادل عبد المهدي مدير المكتب السياسي للحزب قوله"عندما نقول بأن العراقيين يختارون، أو العراقيين ينتخبون، يمكن أن يكون لذلك معان كثيرة، فليست هناك طريقة واحدة للقيام بذلك."

وفي السياق ذاته نقل التقرير عن مسؤول أميركي في بغداد، إن مواقف مجلس الحكم مشجعة من خلال تركيزه على تنفيذ الاتفاق.


أضاف التقرير الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أن موقف مجلس الحكم نابع من رغبة العرب السنة، والكرد السنة، والعلمانيين من الشيعة، في عدم إعطاء أي رجل دين سلطة نقض القرارات السياسية، ونقلت عن عضو في مجلس الحكم أن هذه ستكون سابقة بالنسبة للمجلس وللسيستاني، لكن الموضوع لا يقتصر على الانتخابات فقط، وإنما يتعلق بالسماح لشخص بمفرده أن يملي شروطه بشأن الحكومة وسيادتها.

وأضاف عضو المجلس إن القوى السياسية الرئيسة في مجلس الحكم، لا ترغب في تجاوز السيستاني لكنها تريد التأكد من عدم قيام نظام تكون فيه الكلمة الأخيرة لرجال الدين، بحسب الصحيفة.

واشنطن بوست أشارت الى أن خطة الإدارة الأميركية التي وافق عليها المجلس ترمي الى عقد مؤتمرات في جميع المحافظات العراقية لاختيار ممثلين لمجلس تمثيلي انتقالي، يقوم بتشكيل حكومة مؤقتة، قبل نهاية حزيران، حيث يتم حل مجلس الحكم آنذاك، ويلي ذلك تعداد سكاني وتشريع قوانين انتخابية، وانتخاب مجلس لصياغة الدستور، على أن تجري انتخابات جديدة قبل نهاية عام 2005 لانتخاب حكومة متكاملة، بحسب الصحيفة.

----------- فاصل ----

وفي الإطار ذاته يرغب بعض الأعضاء في بقاء مجلس الحكم حتى بعد تشكيل حكومة مؤقتة، أو تحويله الى مجلس للسيادة، إلا أن المسؤولين الأميركيين يعارضون مثل هذا الرأي لإعطاء الحكومة القادمة زخماً أكبر، وتضيف واشنطن بوست أن بعض أعضاء المجلس طلبوا من رئيس الإدارة المدنية الأميركية في العراق، بول بريمر، أن يكون لهم دور في الحكومة القادمة، مقابل تأييدهم لفكرة عقد المؤتمرات لاختيار المندوبين.

وفي الإطار ذاته نقلت الصحيفة عن سياسي شيعي التقى السيستاني حديثاً إن إجراء انتخابات لمجالس المحافظات وتحسين وضعها يمكن أن يرضي السيستاني.

وقد شكّل مجلس الحكم لجنة لتقديم مقترحات حول الطريقة التي ستجري بها عملية الاختيار، بحسب الصحيفة التي قالت إن بريمر يرغب في إجراء تعديلات لكنه يرفض أن يعطي مجلس الحكم الدور الأكبر في اختيار المندوبين.

وتقول الصحيفة إن الإدارة الأميركية ترغب في الإصغاء الى السيستاني أكثر من بعض حلفائها في غرب الكرة الأرضية، للمكانة التي يحتلها السيستاني لدى ملايين الشيعة، وأيضاً لمطالبته بانتخابات ديمقراطية، لكن الصحيفة ترى إن السيستاني ربما يحاول كسب الوقت حيث يلتف الشيعة حول رجال الدين في الوقت الراهن، وبالتالي ستكون لرجال الدين كلمة الفصل في قضايا هامة مثل الدستور وحكومة المستقبل.

لكن الصحيفة ترى أن محاولة الإدارة إشراك آية الله السيستاني في قضايا هامة واستشارته في أمور أخرى تتعلق بتعزيز الديمقراطية هو أمر إيجابي، لكنها يجب أن توضح لزعماء الشيعة أن صناديق الاقتراع لن تكون أداة لطمس النظام السياسي الليبرالي في العراق، وعلى مجلس الحكم الوقوف الى جانب هذا الرأي، وضمان حقوق ألأقليات القومية والدينية وحقوق الإنسان، وأن لا يسمح لرجل دين أن يقرر الأمور بمفرده، بحسب الصحيفة.

الى ذلك قالت هيلاري كلينتون عضو مجلس الشيوخ الأميركي، بعد عودتها من العراق، إن التعجيل في منح السيادة قبل تموز المقبل يدخل في إطار المناورات السياسية ومحاولة إظهار النجاحات قبل انتخابات الرئاسة الأميركية.

ومن ناحيته قال السناتور جاك ريد الذي زار العراق حديثاً مع هيلاري كلينتون، إن الوضع في العراق أقل فوضى وأكثر خطورة الآن، ودعا كلاهما الى تعزيز دور الأمم المتحدة، بحسب ما نشرته واشنطن بوست.

على صلة

XS
SM
MD
LG