روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: إمكانية الإطاحة بصدام حسين من الداخل مع توفر الدعم الخارجي


في تقرير لوكالة أسوشيتد بريس رأى عدد من الخبراء والمحللين العسكريين أن قادة حاليين في القوات المسلحة العراقية أو جماعات كردية مسلحة يمكن أن يشعلوا فتيل الإطاحة بصدام حسين مع توفر دعم خارجي لهم. إلا أن آخرين يعتقدون أن ظروف القمع والإرهاب التي يفرضها النظام العراقي تجعل الأمر صعباً. (محمد إبراهيم) يعرض للتقرير ويحاور بشأنه ضابطاً عراقياً.

سيداتي وسادتي..
ينقل تقرير الوكالة عن مسؤولين سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وخبراء عسكريين، أن الولايات المتحدة تحتاج في خطتها للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، إلى ضباط عراقيين ينشقون عن الجيش أو إلى تمرد كردي، للمساعدة في إلحاق هزيمة بالوحدات العراقية الموالية للزعيم العراقي موضحا أنه لا يوجد هناك خيار مقنع آخر.
ويشير التقرير، بحسب محللين استراتيجيين، إلى أن جهاز الأمن الداخلي لصدام حسين جهاز فعال ونشيط بحيث أن من الصعب استمالة أي من الضباط الكبار الحاليين في الجيش العراقي إلى الجانب الأميركي، ويعتقد هؤلاء المحللون أن القوات المتمردة على الرئيس صدام حسين لا تستطيع لوحدها إلحاق الهزيمة بالقوات الخاصة الموالية للرئيس العراقي.
ورأى الخبراء، كما ورد في تقرير اسيوشيتدبريس، أن قائدا عسكريا ينشق مع كامل وحدته التي يفضل ألا تقل عن حجم فرقة عسكرية يمكن أن يكون مرشحا مثاليا يجند لهذا الغرض.
وأشار التقرير إلى أن قوام الفرقة العسكرية العراقية يتراوح بين اثني عشر وأربعة عشر ألف فرد، وأن لدى الجيش العراقي حاليا قوات مسلحة منظمة يتراوح تعدادها بين ثلاثمائة وخمسين إلى أربعمائة ألف منتشرة في مختلف أرجاء البلاد للدفاع عن البلاد أمام هجمات إيران أو غيرها من دول الجوار وللحفاظ على نظام الرئيس صدام حسين.
وذكر التقرير أن مقر الفيلق الأول في الجيش العراقي موجود في كركوك فيما مقر الفيلق الخامس في الموصل وأن وحداتهما يفترض أن تصد هجمات كردية محتملة وان تتعامل مع أي تطور يأتي من سورية. وأضاف أن أفضل وحدات فيالق الحرس الجمهوري عدة وتسلحا في شمال العراق تعمل هي الأخرى في المنطقة للدفاع عن بغداد.
وفي شرق العراق يرابط الفيلق الثاني، ومقره في ديالى، شمال شرق العاصمة ووحداته مكلفة بمراقبة الحدود مع إيران ومواجهة المتمردين الشيعة الذين تدعمهم طهران وينشطون في تلك المنطقة.
وترابط في جنوب العراق وحدات الفيلقين الثالث والرابع لمواجهة إيران أيضا والمتمردين الشيعة، والقوات الأميركية التي يمكن أن تدخل من الكويت أو من السواحل العراقية الضيقة على الخليج.
أما العاصمة بغداد، فإنها تحت رقابة الحرس الجمهوري الذي يصل عدد عناصره إلى خمسة وعشرين ألف، وواجبه حماية العاصمة العراقية والدفاع عن الرئيس صدام حسين.
ويظن المحللون العسكريون أن القوات العراقية التي يمكن أن تتعاون وتنسق مع الأميركيين في الإمساك بنقاط القيادة والسيطرة وإقناع وحض الوحدات الأخرى على الانشقاق وربما المساهمة في البحث عن الرئيس صدام حسين وإلقاء القبض عليه.
وينقل تقرير أسيوشيتدبريس عن رئيس هيئة العمليات البحرية في القيادة الوسطى الأميركية، الأدميرال ستيفن بيكر، أن الذين المنشقين حديثا عن الوحدات القتالية العراقية يمكن أن يشكلوا عاملا حساسا ولهم قيمة كبيرة جدا في العملية.
لكن النائب السابق لرئيس وكالة الاستخبارات المركزية، جون غانون، أعرب عن شكوكه في أن ينشق ضباط كبار على سلطة الرئيس صدام حسين ورأى أنه ليس من السهل دفع الضباط القادة نحو التمرد لافتا إلى أن من الصعب القضاء على صدام حسين عبر عمل سري.
وأوضح المسؤول الأميركي السابق أن رغبة الرئيس العراقي في إعدام القادة العسكريين الذين يشك في احتمال تشكيلهم أي تهديد يعد جزء من المشكلة وإذا ما طرق سمعه خوف ما من انشقاق ضابط كبير فإن من المستبعد أن يتركه على قيد الحياة.
ضابط سابق آخر، عمل في قسم مكافحة الإرهاب في الاستخبارات الأميركية، وله خبرة في الشرق الأوسط، وهو فينس كانّيسترارو، قال إن أحدا من القادة الموجودين حاليين في داخل العراق لا يميل إلى العمل ضد صدام حسين خوفا من أن يخدع، بسبب أجواء الرعب والقمع التي تجتاح البلد. لذا فإن من غير الواقعي بالنسبة إليهم التفكير في التمرد عليه قبل أن يروه ميتا.
خبراء عسكريون يرون أن من الأفضل للولايات المتحدة ألا تركز على قادة معينين في الجيش العراقي وتعريض حياتهم للخطر بل عليها خلق أجواء داخل صفوف الجيش العراقي يشجعهم على التسليم والتمرد عندما تتحرك القوات الأميركية.
كانّيسترارو أشار إلى أن من الممكن تجنب المزيد من نزيف الدم بمجرد تسليم جماعات من القوات العراقية عند بدء الهجوم الأميركي عليها.
ولفتت اسيوشيتدبريس إلى أن إدارة الرئيس بوش تتهم صدام حسين بالاستمرار في تطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية ولذلك يجب إزاحته عن السلطة. إلا أن حلفاء الولايات المتحدة ينتقدون فكرة القيام بهجوم عسكري يهدف إلى تشجيع العراقيين على تغيير النظام الحاكم.
كما ذكّر التقرير بأن الرئيس بوش وقع في وقت سابق من العام الجاري أمرا موجها للاستخبارات الأميركية يدعو إلى زيادة دعم جماعات المعارضة العراقية والسماح باستخدام فرق من السي آي أي والقوات الأميركية الخاصة بالعمل ضد صدام حسين.
لكن عددا قليلا من الخبراء يرى أن دعم المتمردين العراقيين سيكون كافيا لإسقاط صدام حسين مع تدخل عسكري ضروري.
واعتبر المحللون الاستراتيجيون أن الكرد في شمال العراق، وهي القومية التي تعرضت لقمع واضطهاد على مدى سنين طويلة، مرشحا آخر لدعم الولايات المتحدة فباستطاعتهم كما ورد في التقرير إعداد وحدات قتالية لكنها لن تتمكن لوحدها من القضاء على الجيش العراقي. وما يزيد من صعوبة هذا، كما يقول غانّون، الخيار أن الجماعتين الكرديتين الرئيستين تعارض إحداهما الأخرى ولا تثق أي منهما بالولايات المتحدة التي تبادل الجماعتين الشعور ذاته.فضلا عن ذلك لا أحد يعرف إن كان الكرد راغبين في خوض المعركة. فمناطقهم التي لا تخضع لسلطة الحكومة العراقية تعيش في حالة رفاه تحت غطاء جوي توفره المقاتلات الأميركية والبريطانية التي تقوم، منذ انتهاء حرب الخليج عام 1991، بدوريات مستمرة في منطقة الحظر الجوي الشمالية من أجل منع صدام حسين من استخدام قوته الجوية في الهجوم على الكرد.
ورأى كانسترارو أن الكرد يملكون الآن كل مقومات الدولة عدا الاسم، وإنهم سيعرضون ذلك كله للخطر إن هم شاركوا في أي شيء.
ومع ذلك فإن القادة الكرد يجتمعون مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية لمناقشة إطاحة الرئيس صدام حسين.

--- فاصل ---

ولتسليط الضوء على مضمون التقرير ومناقشة ما ورد فيه اتصلنا بالعقيد أحمد الزيادي، وسألناه أولا عن إمكان انشقاق ضابط كبير في الجيش العراقي وقيادته تمردا عسكريا، فقال:

(الجزء الأول)

كما رأى أن مناوشات بين مسلحين كرد ووحدات عسكرية عراقية ترابط على خطوط التماس مع المناطق الكردية الخارجة عن سلطة بغداد، راى فيها أمرا غير مجد وقال:

(الجزء الثاني)

واعتبر أن القيام بهجوم عسكري منظم تشنه قوات معدة إعدادا جيدا هو الخيار الوحيد الذي يشجع الوحدات العسكرية على التمرد والعصيان كما حصل عام 1991 وقال:

(الجزء الثالث)

وفي أربيل أجرى مراسلنا أحمد سعيد حوارا مع خبير عسكري آخر، أشار فيه إلى أن حجم وتدريب وإعداد القوات الدولية، والأميركية على وجه التحديد ن أفضل بكثير من وضع القوات العراقية.
مزيد من التفصيلات في سياق هذا التقرير:

(تقرير أربيل)

على صلة

XS
SM
MD
LG