روابط للدخول

خبر عاجل

قدرات العراق الصاروخية


قدرات العراق الصاروخية جاءت ضمن تقرير تفصيلي لمركز المعلومات الدفاعية (CDI) مع التركيز على عدد صواريخ سكود التي يحتمل أن تكون بحوزة الجيش العراقي. تفاصيل هذا التقرير في العرض التالي من إعداد وتقديم (شيرزاد القاضي).

أكد التحليل الذي نشره مركز المعلومات الدفاعية الأميركي، على أن خطة غزو العراق، يجب أن تأخذ في الحسبان، ما تبقى من ترسانة صواريخ سكود العراقية.

واشار مركز المعلومات الى أن قوات التحالف، فشلت في اكتشاف مواقع صواريخ سكود أثناء حرب الخليج، مضيفاً أن الصواريخ العراقية ذات فاعلية عسكرية محدودة، لكن فائدتها من الناحية السياسية ما زالت قائمة.

يّذكر أن قرار مجلس الأمن 687، يمنع العراق من امتلاك صواريخ باليستية، يزيد مداها عن 150 كيلومتراً.

وتشير سجلات مفتشي الأسلحة في هذا الصدد، الى 817 من مجموع 819 صاروخاً بعيد المدى الممنوعة، كانت لدى العراق، وقد استخدم منها 516 صاروخاً ضد إيران في الفترة الواقعة بين شباط ونيسان عام 1988، واستخدم 93 صاروخاً آخر ضد إسرائيل وقوات التحالف، أثناء حرب الخليج عام 1991.

هذا ويُقدّر مجموع ما تم استخدامه لإجراء تجارب بـ 69 صاروخاً، وفي محاولة لإخفاء مستوى برنامج الصواريخ لجأ العراق الى تدمير 83 صاروخاً، دون الإعلان عن ذلك، وقام طاقم مفتشي الأسلحة التابع للأمم المتحدة (أونسكم)، بالإشراف على تدمير 48 صاروخاً بعيد المدى، بعد نهاية حرب الخليج.

يعتقد محللون عسكريون، أن العراق لا زال يمتلك مخزوناً صغيراً من صواريخ الحسين. علماً أن مفتشي الأسلحة لم يتأكدوا، من المزاعم العراقية بشأن تدميره لها، مما يدل على احتمال قيامه بنزع رؤوس القذائف قبل تدميرها.

وفي عام 1996، توصل طاقم أونسكم الى رأي مفاده، أن العراق انتج 80 صاروخ سكود من صنع محلي، مما يثير الشكوك حول عدد الصواريخ التي يملكها العراق.

وبالرغم من أن الولايات المتحدة، قامت بضرب المواقع التي لها علاقة بالصواريخ عام 1998، أثناء عملية ثعلب الصحراء، إلا أن العراق قد يكون احتفظ في الوقت نفسه، بالخبرة والمواد التي تساعده، في تمشية برنامج محدود لصناعة الصواريخ.

وبينما يتوقع البعض، أن عدد الصواريخ، الذي لم يجري التأكد منه يصل الى 60 من مجموع 819 صاروخاً، إلا أن الاستنتاج السائد لدى محللين عدة، هو أن باستطاعة العراق أن ينشر صواريخ مختلفة، قد يصل عددها الى 36 صاروخاً.

هذا ويمتلك العراق عدداً يتراوح بين 12 الى 20 قاذفة صواريخ متنقلة.

--- فاصل ---

تابع مركز المعلومات الدفاعية الأميركي، تحليله لقدرة العراق في مجال صواريخ سكود، قائلاً إن ( أونسكم) قامت بتدمير 30 رأسا يحمل متفجرات لصواريخ من نوع الحسين، لكن مصير عدداً آخر يتراوح بين 45 و70 مازال غامضاً.

وضمن هذا السياق فأن جميع أنواع هذا العتاد، يمكن أن تُستخدم لنقل وإلقاء أسلحة كيماوية وبيولوجية. وكان العراق أنتج 80 من رؤوس غير تقليدية، منها 50 كيماوية، و25 بيولوجية، وخمسة لإجراء التجارب، وتدّعي بغداد أنها دمرت 25 منها، ولكن ليس هناك ما يشير الى صدق هذه المزاعم.
وكانت (أونسكم) اكتشفت رؤوساً لأسلحة الدمار الشامل لم يعلن عنها العراق، بحسب مركز المعلومات الدفاعية.

ولصعوبة التأكد من مخزون العراق لرؤوس صواريخ، فأن جميع الأرقام تعتبر تقديرية، ومعروف أن العراق تمكن من تسليح عناصر مرض الجمرة الخبيثة (إنثراكسanthrax)، وكذلك بوتيولينوم توكسين botulinum toxin، وأفلاتوكسين aflatoxin، لكي تُنقل وتلقى، بواسطة صواريخ لها رؤوس مُحمّله بهذه المواد.

وكشفت أونسكم أيضا،ً عن وجود عنصر VX المهّيج للأعصاب عام 1998 في العراق، بالرغم من أن بغداد أنكرت هذا الموضوع بشدة. ومعروف أيضا،ً أن العراق وضع في عتاده، غاز السارين sarin، وقد تم تدمير 16قذيفة منها.

ويمكن اعتبار الدقة في مجال عدد الصواريخ مشكلة هامة، حيث استمر العراق في محاولة استيراد مستلزمات ترتبط بهذه الأسلحة، وتتميز الصواريخ العراقية، بأنها لا تدور حول محور، وإنما تسقط على أهدافها وهي تفتقد الدقة.

وعلى افتراض أن العراق يمتلك نظم الإطلاق، فان لدى بغداد القدرة على ضرب بلدان مجاورة، بما في ذلك مواقع في الكويت والعربية السعودية.
وكما جرى في حرب الخليج، فان للعراق القدرة على ضرب أهداف داخل المدن الإسرائيلية، لكن يجب على العراق أن ينقل صواريخ الحسين، الى حدوده الغربية، ليستطيع إصابة أهدافه في المدن الإسرائيلية، بحسب مركز المعلومات، لأن مدى الصواريخ يصل الى 650 كيلومتراً فقط.

وكان عدد القتلى في السعودية جراء الصواريخ العراقية عام 1991، 31 قتيلاً و400 جريح، بينما قُتل اثنان ومات 18 آخرون بالسكتة القلبية أو جراء عوامل أخرى، في إسرائيل، ويُتوقع أن يكون العدد مقارباً، في حرب مقبلة مع العراق، إذا لجأ الى استخدام صواريخ سكود.
لكن من الصعب تقدير الخسائر التي قد تسببها الصواريخ التي تحمل رؤوساً غير تقليدية.
وبسبب توقع قيام العراق، بنقل قاذفات الصواريخ الى حدوده الغربية، فقد جرى تبسيط عملية تدميرها، بالرغم من أن طائرات الاستطلاع وأقمار التجسس لم تستطع اكتشاف مواقع هذه الصواريخ أثناء حرب الخليج.

--- فاصل ---

مضى مركز المعلومات الدفاعية الأميركي في تحليله قائلاً، إن التطور الذي أحرزته الولايات المتحدة في هذا المجال، يمكن أن يساعد الطيارين الأميركيين في إحراز بعض النجاح، إلا أن قابلية العراق على إخفاء القاذفات في الصحراء، واستخدامها خلال مدة لا تتجاوز تسعين دقيقة، يُرجح كفة الداعين الى نشر مكثف للقوات الأميركية في غرب العراق، ومع ذلك يجب توقع، عدم سيطرة القوات على جميع القاذفات العراقية.

وبالرغم من أن أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ العراقية، في تطور مستمر، إلا أنها لم تصل الى درجة الكمال، ومن الصعب تلافي كل الأضرار.

حاول العراق أن يكسب سياسيا،ً من وراء ضرب إسرائيل عام 1991، لكن من المتوقع أن ترّد إسرائيل هذه المرّة، إذا لجأ الرئيس العراقي صدام حسين، الى توجيه ضربات، بصواريخ محملة برؤوس كيماوية أو بيولوجية، ويحمل هذا الموقف طبعاً، تبعات سياسية وعسكرية. ويبقى احتمال لجوء إسرائيل الى استخدام قدرتها النووية ضعيفاً، إلا انه غير مستبعد، وفقاً لطبيعة الهجوم العراقي، بحسب التحليل.

ولا يتوقع مركز المعلومات الأميركي، أن تكون مشاركة الدول العربية في تحالف يستهدف إطاحة صدام، علنية وصريحة، ولكنه لا يستبعد أن تثير ضربة إسرائيلية ضد العراق، غضب المواطنين العرب، وتزيد من ضغوطهم على الحكومات العربية للوقوف ضد الهجوم.

هذا وكانت الأنظمة العربية عام 1991، رفضت أن تساوم صدام، ولكنها شعرت بمزيد من التوتر مع كل صاروخ سقط على إسرائيل.

وختم مركز المعلومات الأميركي تقريره بالقول، إن من الصعب معرفة المواقف التي ستتخذها الأنظمة العربية في جولة قادمة، لكن الصراع الذي تسقط فيه صواريخ سكود عراقية على إسرائيل، سيكون صراعاً لن تؤيده هذه الأنظمة.

على صلة

XS
SM
MD
LG