روابط للدخول

خبر عاجل

عرض لكتاب عن العراق وصدام حسين


صحيفة أميركية تعرض لكتاب عن العراق وصدام حسين يشير إلى أن الرئيس العراقي قد يكون أهون الشرين. (أكرم أيوب) أعد التقرير التالي.

الرئيس صدام حسين قد يكون أهون الشرين - هذا ما انتهت اليه تيريسا ويفر في عرضها لكتاب ساندرا ماكي الصادر عن دار نشر نورتون تحت عنوان، الحساب: العراق وإرث صدام حسين.
تستهل ويفر عرضها في عدد اليوم من صحيفة (ذي ميامي هيرالد) بالاشارة الى أن مواجهة العدو توحد الشعوب، وأن الاميركيين بسبب اهتمامهم الذي لا يدوم طويلا، وبسبب فهمهم السطحي للتاريخ، كانوا بحاجة الى رؤية وجه ما للتعرف على مفهوم الشر.
ورأت ويفر بأن أسامة بن لادن يخدم هذا الغرض بشكل جيد في الوقت الحاضر، لكن الرئيس صدام حسين يتوارى داخل الوعي القومي الاميركي باعتباره
العدو الذي لم يقدم فروض التوبة، ولم يهزم بشكل نهائي في عملية عاصفة الصحراء. فمنذ ما يزيد على العشر سنوات، أمتنع الرئيس بوش الاب عن الاطاحة بصدام بسبب تعارض غيابه مع المصالح الاميركية.
وقالت ويفر بأن الكاتبة ماكي رأت في كتابها الذي يدرس أوضاع العراق قبل، وأثناء، ونظريا بعد صدام - رأت أن تردد بوش الاب في الاطاحة بصدام كان مناسبا.
ونقلت ويفر عن ماكي قولها بأن العراق أضحى جسما يبدو الجلد منه سليما، لكن عظامه محطمة، وأنه أنتقل من حالة الأمة الى مجموعة من العشائر التي تحيا في مجتمع ممزق الى أشلاء.
وتقول ويفر إن وحدة العراق بحاجة الى حكم استبدادي يصونها، وبعكسه قد تنجر البلاد الى حروب أهلية تبدو معها دول البلقان متحضرة. وحذرت مؤلفة الكتاب من احتمالات دخول العراق في ما أسمته بحمام الدم، حال رفع القبضة المحكمة عن رقبة العراقيين حيث ستقوم كل فئة بصب جام غضبها على الأخرى، بسبب عقود من الطغيان، والمعاناة الهائلة تحت العقوبات، والممارسات غير العادلة الحقيقية منها والموهومة التي ارتكبتها الفئات المختلفة ضد بعضها. وحتى لو لم يحدث هذا، فستعم الفوضى في تلك الدولة البوليسية التي لم تمنح العراقيين أية فرصة للمشاركة في إدارة شؤون الحكم، وسوف لن يكون بمقدور العراقيين لوحدهم استعادة النظام.
ونفت ويفر ان تكون مؤلفة الكتاب من الذين يكتبون بلغة إخطارية، فهي متخصصة في العلوم السياسية، وعاشت في السعودية لفترة، وتولت التعليق لشبكة أخبار السي أن أن أثناء حرب الخليج، وكتبت عن شؤون الشرق الاوسط في صحف أميركية بارزة على مدى العقدين الماضيين، إضافة الى قيامها بتأليف عدة كتب تناولت موضوعات سياسية متنوعة.
وتقول ويفر بأن ماكي حاولت سبر أغوار النقص في إحساس العراقيين بالهوية الوطنية، فحضارة ما بين النهرين لا يتردد صداها في نفوس العراقيين على النحو الذي تتردد فيه الحضارات القديمة في نفوس وارثيها. فالغالبية العظمى من سكان العراق يرون أنفسهم كعرب من خلال اللغة العربية. وجميع هؤلاء العرب تقريبا هم من المسلمين، لكنهم ينتمون الى مذهبين: المذهب السني والمذهب الشيعي، وكل منهما يدعي امتلاك هوية مميزة خاصة به. والنتيجة التي تستخلصها ماكي هي أن العرب الذين تربطهم اللغة يعانون فيما بينهم من انفصال على المستويات الدينية والاجتماعية والسياسية.
وختمت ويفر عرضها لكتاب ماكي بالاشارة الى مخاطر النظرة التبسيطية الى تاريخ حضارة تعود الى آلاف السنين من قبل البلد الذي يمتلك حضارة فتية، مؤكدة على أن الخطر الاكبر يكمن في عدم القيام بمحاولة لفهم تلك الحضارة القديمة – بحسب تعبير الكاتبة.

على صلة

XS
SM
MD
LG