روابط للدخول

خبر عاجل

قضية ضعيفة لمهاجمة العراق


نشرت صحيفة شيكاغو تريبيون مقال رأي تحت عنوان قضية ضعيفة لمهاجمة العراق. (ولاء صادق) تعرض لهذا المقال.

كتب ستيف شابمان في صحيفة شيكاغو تربيون امس مقال رأي يحمل عنوان "قضية ضعيفة لمهاجمة العراق" قال فيه إن جوزيه باديللا وهو المعروف باسم عبد الله المهاجر، اعتقل لشك في التآمر لاستخدام القنبلة القذرة ضد الولايات المتحدة علما انه كان قد عاش في مصر واتصل باعوان اسامة بن لادن في باكستان وفي افغانستان. وتساءل الكاتب عن البلد الذي يقف وراء مثل هذه النشاطات واجاب انه العراق بالتأكيد حسب طريقة تفكير صحيفة وول ستريت جورنال كما وردت في افتتاحية لها القت فيها اللوم في كل شيء على صدام حسين وفي كل ما لم تستطع القاءه على حكومة بيل كلينتون. فبعد انتشار الخبر الخاص بباديللا او عبد الله المهاجر، اوردت صحيفة وول ستريت جورنال وكما تابع الكاتب، جملة كتبها مسؤول عراقي سابق وهي "ايقاف مشبوه بالقنبلة القذرة في شيكاغو ركز الانتباه مرة اخرى على القاعدة. ولكن سيكون من الخطأ تجاهل وجود علاقة لهذا الامر بدولة وخاصة بصدام حسين". وكاتب هذه الجملة هو خضر حمزة الذي قال ايضا انه تمت تجربة للقنبلة القذرة عندما كان مسؤولا عن برنامج العراق النووي في الثمانينات. ثم اشار الكاتب الى ان افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال لم تعرض اي دليل على وجود علاقة بين باديللا والعراق وعلى خزن الاخير قنابل قذرة وعلى ان صدام يخطط لمهاجمة الولايات المتحدة.
واورد الكاتب ايضا ما اضافه خضر حمزة محذرا بالقول إن قصر البحث عن مصدر الارهاب على القاعدة فقط يعني اختيار طريق خروج سهل. ثم علق كاتب المقال بالقول إنه كذلك بالفعل واضاف أن ملاحقة الاشخاص الذين يحاولون مهاجمتنا له معنى اكثر من ملاحقة اولئك الذين لا يفعلون.
وتابع الكاتب قائلا: منذ الحادي عشر من ايلول ساد اندفاع نحو استخدام الخوف كاساس لمهاجمة العراق. اذ شك الصقور بصدام حسين في الحال ونشروا تقارير عن لقاء تم بين محمد عطا احد المفجرين الانتحاريين ومسؤول عراقي في براغ العام الماضي. ثم ما لبث ان تبين خطأ ذلك. وذكّر الكاتب بما نشرته صحيفة لوس انجلس تايمز الشهر الماضي عن ان المحققين في الولايات المتحدة ما عادوا يعتقدون بان محمد عطا التقى عميل مخابرات عراقي في اوربا العام الماضي الامر الذي يقضي على الرابطة الوحيدة المعروفة بين حكومة صدام حسين وهجمات الحادي عشر من ايلول الارهابية. ثم حدث الشيء نفسه مع رسائل الانتراكس في الخريف الماضي. اذ اتجهت الشكوك الى العراق مباشرة ثم ما لبث مكتب الامن القومي ان تخلى عن هذه الفكرة واكتشف ان الفاعل هو اميركي لديه معرفة علمية ولديه ايضا حقد على الحكومة الاميركية.

--- فاصل ---

ومضى الكاتب الى القول في مقالته في صحيفة شيكاغو تربيون إن المرء قد يعتقد ان قلة الادلة التي تربط صدام بارهاب مناهض لاميركا ستقف ضد اجتياح العراق. الا ان ما يحدث هو تكون نوع من الاجماع حاليا في واشنطن على توجيه ضربة وقائية. فالقادة الديمقراطيون والجمهوريون في الكونجرس يؤيدون هذا العمل ولم يترك الرئيس بوش اي مجال للشك في انه يخطط لفعل ما يتطلبه الامر للتخلص من صدام. وذكر الكاتب بتصريح اخير للرئيس بوش قال فيه إنه لن يقف جانبا وهو يرى المخاطر تقترب اكثر فاكثر، في اشارة واضحة الى العراق ثم اضاف "اذا ما انتظرنا حتى تتحقق التهديدات فسنكون قد انتظرنا طويلا جدا".
الا ان الكاتب عبر عن اعتقاده ان كل هذا هو طريقة ذكية للالتفاف على مصدر ازعاج كبير، وهو رفض صدام استفزاز الولايات المتحدة. فرغم ان صدام اكتفى بدور المتفرج على الحرب الدائرة بين الارهابيين والولايات المتحدة يقول الرئيس بوش عنه انه رجل سيء يريد الحصول على اسلحة الدمار الشامل وان من الضروري تصفيته قبل ان يحصل على وسائل يهاجمنا بها.
ورأى الكاتب وكما ورد في مقالته الا وجود لسبب يدعونا الى الاعتقاد بان صدام سيهاجمنا ان كان يملك مثل هذه الاسلحة. إذ كان في امكانه استخدام اسلحته الكيمياوية والبيولوجية في عام 1991 عندما مزقنا جيشه إربا. الا انه لم يفعل لمعرفته اننا سنمحوه هو ونظامه من على وجه البسيطة. وهذا ما يفسر تردد صدام ايضا وكما يعتقد الكاتب، في الانضمام الى القاعدة. فهو يعرف اننا ان كشفنا اي رابطة مباشرة بينه والهجمات الارهابية فسنجعله في خبر كان، كما الفراعنة.
واضاف الكاتب بالقول إن صدام ربما يكون شخصا مزعجا بشكل دائمي الا انه لا يمثل اي خطر لسنا قادرين على احتوائه. بل ان الخطر الحقيقي قد ينجم عن قيامنا باجتياح العراق وهي عملية ستتطلب مشاركة 200 الف رجل كما اخبرت قيادة القوات المشتركة الرئيس بوش بذلك.
وما هو اسوأ وكما أكد الكاتب هو اننا سنقضي على السبب القوي الوحيد الذي منع صدام من استخدام اسلحته الكيمياوية والبيولوجية والنووية. فاذا ما شعر انه سيتم القضاء عليه بغض النظر عما يملك فما الذي سيمنعه من فعل الاسوأ؟
وانهى الكاتب مقالته بالقول: هنا تكمن عبقرية خطة الصقور الخاصة بالعراق: فهي تستبدل سياسة ردعت صدام حسين من استخدام اسلحة الدمار الشامل بسياسة تضمن انه سيستخدمها.

على صلة

XS
SM
MD
LG