قررت بغداد تأجيل محادثاتها المقررة الاسبوع المقبل مع الامم المتحدة في شأن عودة مفتشي الاسلحة، لانها تريد ان يواصل العالم تركيزه على أزمة الشرق الاوسط.
يذكر أن العراق كان اتفق مع الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان على إجراء جلسة ثانية من المحادثات بين الطرفين يومي 18 و19 من نيسان الجاري وذلك بهدف إيجاد حل لأزمة المفتشين الدوليين.
وكالة رويترز للأنباء قالت إن أي موعد جديد لم يُحدد للمحادثات. لكنها نقلت عن السفير العراقي لدى الامم المتحدة محمد الدوري توقعه ان يكون التأجيل قصيرا وربما حتى نهاية نيسان، مضيفاً أن بلاده لا تريد تحويل الاهتمام العام عن المشكلة الفلسطينية الى مشكلة الحوار مع الامم المتحدة.
من جهة أخرى، نسبت رويترز الى الناطق باسم الامم المتحدة فريد ايكهارد قوله إن محادثات الامين العام مع المسؤولين العراقيين، والتي كانت مزمعة الاسبوع المقبل، تأجلت بناءاً على طلب عراقي، مضيفاً أن المنظمة الدولية تحاول ترتيب مواعيد جديدة لهذه المحادثات.
ولفتت الوكالة الى أن الرئيس العراقي صدام حسين يحاول كسب تأييد في الشارع العربي في مواجهة محتملة مع الولايات المتحدة التي تهدد باسقاط حكومته.
في هذا الإطار نسبت وكالة رويترز الى دبلوماسية بريطانية لم تذكر اسمها أن العراق يخطئ إذا تصور ان الضغوط تراجعت عنه بسبب ازمة الشرق الاوسط، مشيرة الى جدية المجتمع الدولي في معالجة الأزمة العراقية، ومشددة في الوقت نفسه على أن الطرف العراقي مطلوب منه ان يظهر جديته.
--- فاصل ---
على صعيد ذي صلة، قللت الولايات المتحدة من أهمية القرار العراقي الخاص بتأجيل المحادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة.
وكالة فرانس برس للأنباء نقلت عن الناطق بإسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب ريكر أن واشنطن أكدت على الدوام عدم وجود أي موضوع للحوار حوله مع العراق، لأن القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن توضح ما يجب على العراق تنفيذه.
ريكر شدد من ناحيته على أن الموقف الاميركي من الأزمة العراقية ما زال ثابتاً في دعوته بغداد الى تطبيق القرارات الدولية والسماح بعودة المفتشين الدوليين للتثبت من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل.
أما وكالة رويترز فإنها نسبت الى مسؤول أميركي لم تذكر إسمه أن بغداد تعرف ما يجب عليها عمله، وهو إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بموعد عودة المفتشين الدوليين.
--- فاصل ---
لكن، كيف يمكن تفسير هذا القرار العراقي المفاجىء بتأجيل جلسة الحوار مع الأمين العام للأمم المتحدة؟ وما علاقة حوار بغداد مع الأمم المتحدة بأحداث الشرق الوسط والمواجهات الدموية بين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين؟ وهل يمكن لهذا القرار أن يعقّد من تطورات الأزمة العراقية؟
في إطار هذه الاسئلة تحدثنا الى المحلل السياسي العراقي ( ) وسألناه أولاً عن قراءته لقرار العراق تأجيل المحادثات:
(مقابلة)
--- فاصل ---
في سياق آخر، يأتي القرار العراقي الأخير في شأن تأجيل الحوار مع الأمم المتحدة بعد أيام قلائل من قرار عراقي آخر تم بموجبه وقف تصدير النفطي العراقي لمدة ثلاثين يوماً. وقالت بغداد في حينها إن هذا القرار يهدف الى دعم موقف الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل.
مراسلنا في عمان حازم مبيضين، تحدث في هذا الخصوص الى خبير أردني وسأله عن إنعكاسات القرار العراقي على الإقتصاد الاردني وتأثيرات عودة بغداد الى إستخدام النفط سلاحاً في السياسة، إضافة الى قراءته لدوافع الحكومة العراقية في إتخاذ هذا القرار:
(تقرير عمان)
--- فاصل ---
في محور آخر، كرر وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد إمكان إستخدام القوة العسكرية ضد العراق، في الوقت الذي إتهم فيه ايران بدعم منظمة القاعدة التي يتزعمها الارهابي المشتبه فيه أسامة بن لادن.
وكالة فرانس برس رأت أن تصريحات رمسفيلد تأتي لزيادة الضغط على الدولتين بهدف التقليل من تورطهما في دعم أعمال العنف بين الفلسطينيين واسرائيل، ناقلة عن وزير الدفاع الأميركي في حديث أجرته معه شبكة سي إن إن التلفزيونية الأميركية أن ايران وفرت الملجأ لعدد من عناصر القاعدة. كما أنها سهلت مرور عدد آخر الى مناطق أخرى.
أما حول الشأن العراقي، فقد شدد رمسفيلد على أن عالم اليوم لم يعد يسمح بالعيش مع أنظمة كالنظام العراقي يمارس الديكتاتورية ضد شعبه، ويمتلك أسلحة للدمار الشامل، معتبراً أن وجود هذه الاسلحة في أيدي النظام العراقي يستوجب اللجوء الى الوسائل الديبلوماسية والاقتصادية، إضافة الى الوسيلة العسكرية.
يذكر ان الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش كان صنّف العراق وايران مع كوريا الشمالية ضمن محور للشر. رمسفيلد أكد في مقابلته مع (سي إن إن) أن الولايات المتحدة يجب ان تتخذ موقفاً قوياً وحازماً وعدوانياً ضد دول محور الشر على حد تعبيره.
--- فاصل ---
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية أن الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما متورط بشكل مباشر في تزويد العراق بمنظومة اسلحة متطورة تقدر قيمتها بمئة مليون دولار.
فايننشيال تايمز نقلت عن أحد مساعدي كوتشما الهاربين الى الولايات المتحدة، وإسمه ميكولا ميلنيتشينكو، أنه زود محكمة أميركية بشريط مسجل يحوي حديثاً بين كوتشما وكبير خبراءه في تجارة الأسلحة فاليري ماليف يبحثان فيه تزويد العراق بمنظومة رادار متطورة تعرف بإسم (كولتشوكا).
الى ذلك أكد ميلنيتشينكو في حديث أجرته معه إذاعة ألمانية، أن مسؤولاً في الوكالة المركزية للإستخبارات الأميركية أدلى في المحكمة نفسها بشهادة قال فيها إن الوكالة الاميركية لاحظت إمتلاك العراق منظومة رادارات كولتشوغا.
يذكر ان الرئيس الأوكراني نفى في أوقات سابقة ما رددته تقارير صحافية عن قيام بلاده بتزويد العراق بمنظومة كولتشوغا الرادارية التي تفيد في تعقّب طائرات ستيلث الأميركية المتطورة.
--- فاصل ---
في محور آخر، نفى وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية محمد سالم الصباح التقارير الصحفية التي ذكرت أن الكويت وافقت في القمة العربية التي عقدت في بيروت على استخدام كلمة المرتهنين لوصف أسرى الحرب الكويتيين في العراق، وشدد على أن الكويتيين الذين اعتقلتهم القوات العراقية خلال إحتلالها الكويت في 1990 هم اسرى حرب.
التفاصيل مع مراسلنا في الكويت محمد الناجعي:
(تقرير الكويت)
--- فاصل ---
في المحور نفسه، تحدثنا الى المحلل السياسي الكويتي الدكتور سامي الفرج وسالناه أولاً عن مستجدات الموقف الكويتي على صعيد العراق منذ قمة بيروت:
(الجواب 1)
كما سألنا الدكتور الفرج عما إذا كانت تصريحات وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية تشير الى أي وجود خلافات في الأوساط الكويتية أو الى تحول في الموقف الكويتي الرسمي إزاء العراق:
(الجواب 2)