روابط للدخول

خبر عاجل

دقيقة حداد على ذكرى ضحايا هجمات 11 أيلول


ولاء صادق قبل ثلاثة اشهر هاجم الارهابيون الولايات المتحدة وقتلوا حوالي ثلاثة آلاف وثلاثمائة شخص مما احل حالة الحزن باميركا. ومنذ ذلك الوقت تحول الحزن والالم الى اصرار وتصميم وراح القادة الاميركيون يكرسون انفسهم وطاقاتهم لجعل مرتكبي الهجمات يمثلون امام العدالة. وأمس، الحادي عشر من كانون الاول وقف الاميركيون والناس في جميع انحاء العالم دقيقة حداد على ذكرى ضحايا الهجمات. عن هذا الموضوع وافانا مراسلنا في واشنطن ايف تولي بالتقرير التالي.

بعد مرور ثلاثة اشهر على احداث الحادي عشر من ايلول احيا قادة الولايات المتحدة ذكرى ضحايا ذلك اليوم الذي يعود بالم وغضب وتصميم.
وقد رعى الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش امس الثلاثاء الحادي عشر من كانون الاول في البيت الابيض مراسيم احياء هذه الذكرى وقال ان الاميركيين سيتذكرون على الدوام ذلك اليوم باعتباره نداءا لاداء الواجب وانهم وجدوا فيه ما دعاه "بالتصميم على تصحيح هذا الخطأ الجسيم".
هذا ومن المعتقد ان القتلة تحركوا تحت قيادة اسامة بن لادن وخطفوا اربع طائرات لمهاجمة مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون في واشنطن مما ادى الى مقتل حوالي ثلاثة آلاف وثلاثمائة من الاميركيين ومن رعايا دول اخرى. بينما سقطت طائرة اخرى في بنسلفانيا من المعتقد انها كانت متوجهة نحو هدف اخر في واشنطن. ثم اضاف:

"بالنسبة لاولئك الذين بقوا بعد تلك الاحداث، العلامة التي سنحتاجها هي نبض عقرب الساعة الذي يؤشر الى الساعة الثامنة وستة واربعين دقيقة يوم الحادي عشر من ايلول. سنتذكر اين كنا وكيف شعرنا. سنتذكر القتلى وواجبنا تجاههم، وسنتذكر ما فقدنا وما عثرنا عليه".

وقال الرئيس بوش ايضا إن الاميركيين لن ينسوا هذا اليوم على الاطلاق بل وانهم سيقومون بفعل بشأنه ايضا ثم اشار الى النجاح العسكري المستمر الذي تحققه الولايات المتحدة وحلفاؤها في افغانستان. وقال:

"ارتكب اعداؤنا الخطأ نفسه الذي يرتكبه اعداء اميركا دائما. لقد رأوا الحرية واعتقدوا ان الحرية ضعف. وهم يشهدون الهزيمة الآن".

وبعد ساعة تقريبا رعى وزير الدفاع رونالد رامسفيلد مراسيم مشابهة اقيمت في موقع التفجير حيث ارتطمت طائرة بمبنى البنتاغون. واخبر رامسفيلد موظفي وزارة الدفاع الذين تجمعوا بهذه المناسبة بان رد الامة على الهجمات الارهابية ساهم في توحيد النفوس. وقال:

"سنتذكر حياتهم وسبب وفاتهم حتى تنتصر الحرية على الاضطهاد وعلى الخوف بل واكثر. سنتذكرهم وسنتذكر ضحايا ذلك اليوم الاخرين واطفالهم واسرهم واصدقاءهم وسنتذكر الابطال، الاحياء منهم والاموات والذين منعوا بقوتهم وبشجاعتهم ضياع ارواح اخرى".

وقال وزير الدفاع الاميركي ايضا ان ضحايا الهجمة في البنتاغون وعددهم 184 شخصا، استهدفوا لانهم يعملون في مؤسسة حكومية تعمل على تعزيز حرية وقوة اميركا وان الهجمة اظهرت ان ما يزال في البلد ابطال، اولئك الذين انقذوا الاحياء واستخرجوا جثث الضحايا بعد الهجمات.
اما نيويورك فقد اقامت مراسيمها في الموقع الذي انهار فيه مركز التجارة العالمي بطوابقه المائة وعشرة بعد الهجمات. ووقف رجال الاطفاء والشرطة وعمال البناء دقيقة حداد وادوا الصلاة على ارواح الضحايا بحضور حاخام يهودي وقس كاثوليكي وامام مسلم.

وتم احياء ذكرى هذا اليوم في ثمانين بلد اخر ايضا. ففي لندن رعى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي يزور البلاد مراسيم اقيمت امام مقر رئاسة الوزراء البريطاني في داوننغ ستريت واستمعوا الى السلام الوطني للبلدين.
وفي كانبيرا في استراليا التقى دبلوماسيون في مقر سفير الولايات المتحدة توم شيفر وزرعوا شجرة صنوبر وهي رمز الحياة. وفي كوبنهاغن اخبر وزير الخارجية الدنماركي بير ستغ مولر المسؤولين الاميركيين بان بلاده ستقف الى جانب اميركا في حربها ضد الارهاب.
وهذا ولم تقتصر احياء ذكرى احداث الحادي عشر من ايلول على الكرة الارضية اذ استمع رواد الفضاء في مكوك الفضاء الاميركي انديفر وفي المحطة الفضائية الدولية الى السلامين الوطنيين الروسي والاميركي. وقال فرانك كولبيرتسون الذي انهى فترته كرئيس للمحطة الفضائية إن الهجمات جعلت اعضاء الفريق يصممون على النهوض بالتعاون الدولي في الفضاء.
ومن جهة اخرى، اصدرت وزارة العدل الاميركية امس لائحة الاتهام الاولى ذات العلاقة بهجمات الحادي عشر من ايلول. وقال وزير العدل الاميركي جون اشكروفت:

"اليوم وبعد مرور ثلاثة اشهر على الهجوم الذي تعرض اليه بلدنا طبقت الولايات المتحدة العدالة ضد الارهابيين الذي قتلوا اميركيين ابرياء بوحشية. اذ صدرت لائحة الاتهام الاولى ضد ارهابيي الحادي عشر من ايلول وستواجه القاعدة الآن العدالة التي تمقتها والحكم الذي تخشاه".

وصدرت لائحة الاتهام هذه في حق زكريا موسوي المتهم بالتآمر في احداث الارهاب. كما ورد ذكر اسم بن لادن في هذه اللائحة المكونة من ثلاثين صفحة.
وقال اشكروفت ان موسوي تلقى التدريب نفسه الذي تلقاه الارهابيون التسعة عشر الذين اختطفوا الطائرات. وقال ان الادلة دامغة على ان بن لادن ومنظمته القاعدة هم المسؤولون عن هجمات الحادي عشر من ايلول. ثم اضاف:
"لائحة الاتهام التي صدرت اليوم تؤرخ لمسيرة الشر، وتوثق تاريخ المؤامرة الارهابية بشكل جيد، سنة بسنة وشهرا بشهر ويوما بيوم، تلك المؤامرة التي جمعت قواها وركزتها في الاسابيع التي سبقت الحادي عشر من ايلول. من المعتقد ان زكريا موسوي كان عضوا نشطا في المؤامرة اضافة الى الاشخاص التسعة عشر الذي قاموا بالهجوم".

وكان قد القي القبض على موسوي في السابع عشر من شهر آب الماضي بعد ان ابلغت مدرسة لتعليم الطيران الاجهزة القانونية بشكوك تتعلق به. اذ قال المدربون انه اراد تعلم كيفية الدوران بالطائرة وليس الاقلاع ولا الهبوط. وهو نوع التدريب نفسه الذي احتاجه مرتكبو هجمات الحادي عشر من ايلول.
وكان موسوي قد ظل قيد الاحتجاز على ذمة التحقيق في احداث الحادي عشر من ايلول باعتباره شخصا يمتلك معلومات مهمة عن الجريمة ولضمان وجوده متى ما احتاجه المحققون.

على صلة

XS
SM
MD
LG