روابط للدخول

خبر عاجل

دعوات لتوسيع الحملة ضد الارهاب / لا وجود لخطة آنية أميركية لضرب العراق / مباحثات أميركية روسية تطرق للملف العراقي


أكرم أيوب أهلا بكم مستمعينا الكرام في جولتنا اليومية على انباء تطورات الشأن العراقي عربيا وإقليميا وعالميا كما تناولتها تقارير صحف ووكالات انباء عالمية ومن بينها: - تصاعد الدعوات لتوسيع الحملة ضد الارهاب لتشمل العراق. - دبلوماسيون اميركيون يشيرون الى عدم وجود خطة آنية لدى الولايات المتحدة لضرب العراق. - تصريحات بريطانية حول مواصلة العراق تطوير اسلحة الدمار الشامل. - قضية العراق ستكون على اجندة المباحثات القادمة بين وزير الخارجية الاميركي والرئيس الروسي. ويضم الملف الذي أعده اليوم أكرم أيوب مجموعة اخرى من الانباء والرسائل الصوتية والتعليقات ذات الصلة اضافة الى مقابلة مع خبير لبناني في الشؤون التركية، ومقابلة ثانية مع خبيرين اميركيين في شؤون الشرق الاوسط.

يبقى موضوع ضرب العراق في إطار الحرب ضد الارهاب مثار الاهتمام في الاوساط السياسية. ففي اليابان صرح السفير الاميركي هاوارد بيكر ان الولايات المتحدة على حد علمه ليست لديها خطة آنية لتوسيع الحرب لتشمل العراق.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن السفير قوله ان الولايات المتحدة حسب ظنه سوف لن تقوم بضرب العراق ما لم تكن هناك دلائل قاطعة على تورطه في احداث الحادي عشر من ايلول الارهابية، مضيفا ان هذا هو رأيه الشخصي.
وقد أدلى السفير الاميركي برأيه هذا اثناء لقائه مجموعة من الاكاديميين والصحفيين في طوكيو عقب حديث له عن العلاقات اليابانية الاميركية.

--- فاصل ---

في هذا الاطار نقلت وكالة اسوشيتد بريس للانباء عن وزير الخارجية الاميركي كولين باول اثناء وجوده في انقرة ان الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش لم يقرر بعد ما اذا كانت المرحلة الثانية من الحرب ضد الارهاب ستستهدف العراق. واضاف باول ان الولايات المتحدة مازالت قلقة بشأن جهود الرئيس العراقي صدام حسين لاحتياز اسلحة نووية وكيمياوية وبايولوجية.
المسؤولون الاتراك ضغطوا على باول لايضاح موقف الولايات المتحدة وسط تزايد التكهنات بأنها ستلاحق العراق بعد افغانستان.
وصرح وزير الخارجية التركي اسماعيل جم في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الاميركي انه لا يوجد هناك بلد في العالم يفضل ان يرى المشكلات في جواره.

حول ابعاد المحادثات التي اجراها وزير الخارجية الاميركي في انقرة وفيما اذا كانت التصريحات التي ادلى بها عن العراق قد أرضت الحكومة التركية، التقى علي الرماحي مراسل الاذاعة في بيروت بالخبير اللبناني في الشؤون التركية محمد نور الدين:

يبدو أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في أنقرة حول عدم اتخاذ الإدارة الأمريكية حتى الآن قراراً بتوجيه ضربة عسكرية إلى العراق لم يطمئن المسؤولين الاتراك الذين وضعوا أمام الوزير الأمريكي هواجسهم وقلقهم ومعارضتهم لمثل هذه الضربة إلا أن الخبير اللبناني في الشؤون التركية الدكنور محمد نور الدين يرى أن القرار النهائي التركي بيد المؤسسة العسكرية التركية التي يرجح أن تدعم أية ضربة خصوصاً إذا ما كانت تستهدف إسقاط النظام في العراق.

محمد نور الدين: حظت زيارة وزير الخارجية كولن باول إلى أنقرة باهتمام تركي لافت لسبب بسيط أن الشائعات سبقت كولن باول حول احتمالات توجيه ضربة إلى العراق بعد الضربة الأولى إلى أفغانستان وفي الواقع المسؤولون الأتراك أخذوا هذه الشائعات على محمل الجد لأنها صدرت عن مسؤولين كبار بدءاً من جورج بوش وصولاً إلى رئيس الاستخبارات الأمريكي السابق (وورسلي) الذي تحدث بصراحة في مقابلة تلفزيونية مع الـ CNN حول ضرب العراق وضرورة إعطاء نركيا جائزة لمشاركة مستقبلية وهي شمال العراق وجزء من نفط الموصل كركوك في الواقع لم يبدد (باول) الهواجس التركية حيال هذا الأمر الموقف التركي أكثر صلابة من قبل. حين تحدث (أجاويد) و (اسماعيل جم) إلى باول قائلين له أترك العراق جانباً وابحث عن المصادر الإرهابية في أوروبا الغربية يعني في ألمانيا وفي الدول التي تدعم حزب العمال الكردستاني.
باول اكتفى أعتقد بإشارات تؤكد برأيي أن احتمالات الضربة قائمة حين قال أن العراق يسمح للمنظمات الإرهابية باستخدام أراضيه ونحن قلقون من تطوير أسلحة الدمار الشامل في العراق رغم أنه لا يوجد حتى الآن قرار رسمي بذلك. وقال لأجاويد أؤكد لك ذلك ليس نحن قلقون من الوضع في العراق الأمر الذي فتح الباب أمام تقويم هذه الزيارة في أنقرة أن الولايات المتحدة ستضرب العراق.

إذاعة العراق الحر: ألا تعتقد أن كلام الوزير وحديثه عن عدم اتخاذ قرار بهذا الشأن لحد الآن لم يطمئن المسؤولين الأتراك؟

محمد نور الدين: لأ، أبداً.. يعني معظم التعليقات والتحليلات أشارت إلى أن (باول) أبقى الباب مفتوحاً أمام ضربة للعراق وهذا ما أجمعت عليه معظم وسائل الإعلام والصحف التركية. ولفت النظر هنا كتأكيد على هذا السيناريو الإشارات بضرب العراق إن أجاويد شمل في لقاءاته في انقرة لقاءاً مع رئيس الاستخبارات التركية (شانكال أتاسا نغرنغ) وهذا مؤشر على ان أمريكا تشتغل على خطين بالنسبة لتركيا والعلاقة مع العراق هي الخط السياسي المتمثل برئيس الجمهورية والحكومة والخارجية وهو المعارض لأي ضربة للعراق والخط الامني العسكري الذي يمكن أنت يتحرك بصورة امنية يعني من زاوية أمنية ينظر إلى الأمر وإلى المخاطر من ضرب العراق بدون مشاركة تركية. وبالتالي من هناك جناح أمني عسكري يؤيد ضرب العراق. في المقابل معارضة للطبقة السياسية في تركيا لمثل هذا الأمر.

إذاعة العراق الحر: طيب في النتيجة في حال حدوث مثل هذه الضربة التي يجري الحديث عنها ما أي خط في الإدارة التركية سيكون هو الذي يرسم الموقف التركي السياسي الرافض أم العسكري الأمني الذي تحدثت عنه؟

محمد نور الدين: يعني من الضرورة هنا أن نعود على التاريخ التركي البعيد والقريب في مثل هذه الأمور وهو ان المؤسسة الحاكمة في تركيا هي المؤسسة العسكرية والاستخبارات وبالتالي أعتقد إذا كانت الولايات المتحدة جدية في ضرب العراق وفي الإطاحة بالنظام في بغداد إذا كان هذا الامر جدي بشكل كامل فأعتقد أن الجناح العسكري سينتصر وسيرى أن هذه الحرب ستقع بتركيا وبدون تركيا وبالتالي الأفضل لتركيا أن تشارك وأن يكون لها مكان على طاولة المفاوضات بدلاً من أن تبقى خارج اللعبة وأن تبقى خارج تقرير المصير ورسم السيناريوهات المستقبلية في المنطقة.

إذاعة العراق الحر: يعني دكتور نور الدين، عموماً حتى لو كان الموقف التركي النهائي معارضاً للضربة هل ستؤثر المعارضة التركية في تأخير الضربة أو عدمم توجيه ضربة للحكومة العراقية؟

محمد نور الدين: لا أعتقد بذلك، يعني هناك إشارات وردت في بعض الأوساط الأمريكية من ان على الدول الأخرى ويقصدون هنا تركيا بالتحديد أن يأخذوا عبراً من دروس أفغانستان وهو ان الولايات المتحدة بعساكرها فقط خاضت الحرب الافغانية. طبعاً هي وبريطانيا، ولكن يشارك مع العساكر الأمريكية أحد من باكستان أو أي دولة إقليمية محيطة بأفغانستان وبالتالي الولايات المتحدة تروح لتعميم النموذج الأفغاني وهو أن يمكن ضرب العراق بمساعدة تركيا وبدون مساعدة تركيا وهذا نوع من الضغط أو التهديد لتركيا بضرورة أن تساعد الولايات تالمتحدة في ضرب العراق وبالتالي تحقيق النتائج الافضل علماً انني أعتقد شخصياً أن ضرب صدام حسين لا يمكن أن يتحقق انطلاقاً من أي أرض عربية لسبب الظروف في فلسطين وبسبب كل مسألة الحرب ضد الغرهاب والحساسية والعداوة التي نشأت في الغرب ضد السعودية والدول الأخرى وبالتالي لا مفر من الولايات المتحدة لكي تنجح أي محاولة لها للإطاحة بالنظام في العراق من دور فاعل وأساسي لتركيا بهذا الأمر.

إذاعة العراق الحر: دكتور محمد نور الدين الخبير في الشؤون التركية شكراً جزيلاً.

محمد نور الدين: أهلاً وسهلاً.

من بيروت كان معكم علي الرماحي – إذاعة العراق الحر – إذاعة أوروبا الحرة.

--- فاصل ---

الشأن العراقي سيكون ايضا من بين القضايا التي سيتناولها وزير الخارجية الاميركي في اثناء زيارته لموسكو قريبا. وكالة ايتار تاس الروسية اشارت في نبأ لها من موسكو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي كولين باول في الكرملين في العاشر من الشهر الحالي.
وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف لفت الى وجود العديد من القضايا بين الجانبين الروسي والاميركي تتطلب الانتقال من حالة المشاورات العامة الى اتخاذ بعض الخطوات الملموسة والعملية.
وكالة الانباء قالت ان باول يرمي الى مناقشة قضايا التعاون في ميدان مكافحة الارهاب الدولي، والعلاقات الاقتصادية، والامن الاقليمي، والوضع في العراق.

--- فاصل ---

وفي الاطار ذاته اشار وزير الدفاع البريطاني جيف هوون الى ان الحملة ضد افغانستان يمكن ان تتسع، وحذر من وجوب استخدام القوة لمنع دول اخرى من مد يد العون للارهاب.
الوزير البريطاني عرض مجموعة من الخيارات لردع الارهاب مشيرا الى انها جميعا تدرس بوصفها جزءا من عملية المراجعة لتطوير ستراتيجية مضادة للارهاب.
هوون لفت الى ان من بين الخيارات المطروحة استخدام ضربات عسكرية وقائية ضد دول تدعم الجماعات الارهابية في حالة فشل الوسائل الاخرى.
ونقلت وكالة الانباء عن وزير الدفاع البريطاني قوله ان الامر يتطلب القيام بتدمير الخلايا الارهابية عن طريق عمل عسكري، وربما اللجوء في النهاية الى القيام بعمل ضد انظمة مثل طالبان التي تساند وتحمي وترعى وتوجه تلك الخلايا.
وكالة الانباء لاحظت ان تعليقات الوزير البريطاني التي ادلى بها في كنكز كوليج في لندن ستثير القلق في الاوساط السياسية البريطانية التي تتخوف من قيام لندن بدعم الولايات المتحدة في مسعاها ضد دول تساند الجماعات الارهابية مثل شبكة القاعدة.
وكانت الحكومة البريطانية تتجنب في السابق قطع مثل هذه التعهدات، لكن التعليقات التي ادلى بها هوون كانت اقوى من التصريحات الحكومية السابقة.

ونبقى في لندن حيث صرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس ان العراق يواصل تطوير اسلحة الدمار الشامل وانه يبقى مكمن الخطر للامن الدولي. وكالة فرانس بريس للانباء نقلت عن الوزير البريطاني قوله ان العراق اذا اراد العودة الى (العالم المتحضر) فعليه تنفيذ قرارات مجلس الامن التي تدعو من بين ما تدعو اليه الى عودة المفتشين عن الاسلحة الى العراق.
وقال سترو امام البرلمان البريطاني ان العراق يواصل تشكيل تهديد جدي للدول العربية واسرائيل بمواصلته تطوير وبصورة غير قانونية اسلحة الدمار الشامل.
وكان سترو قد قال في وقت سابق امس امام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ان تطوير الرئيس العراقي صدام حسين لاسلحة الدمار الشامل يشكل تهديدا بالغ الخطورة للامن الدولي. ورفض سترو التكهن حول ضرب العراق في حالة عدم امتثاله لدعوة عودة المفتشين اليه.

--- فاصل ---

في غضون ذلك قال السناتور الاميركي والرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جيسي هيلمز ان حرب الولايات المتحدة ضد الارهاب لا يمكن لها ان تنتهي ما لم يجبر الرئيس العراقي صدام حسين على التخلي عن السلطة مثلما ما حدث لطالبان في افغانستان.
وكالة رويترز للانباء نقلت عن هيلمز قوله ان الحرب على الارهاب لا يمكن لها وسوف لن تنتهي الى ان يقاسي صدام حسين من المصير نفسه الذي اصاب طالبان.
وكالة الانباء قالت ان المحافظين الاميركيين يشددون من دعواتهم لجعل العراق الهدف التالي، لكن وجهة النظر هذه تثير جدلا واسع النطاق.

ويأتي انضمام عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جيسي هيلمز الى المطالبين بتعديل السياسة الاميركية تجاه العراق واستخدام القوة المسلحة لاقصاء الرئيس العراقي عن الحكم، وفي الوقت نفسه تأكيد كولين باول لنظيره التركي في انقرة ان الرئيس جورج بوش لم يتخذ قرارا بعد بخصوص المرحلة الثانية من الحرب ضد الارهاب، ليعكس حدة الجدل السياسي الدائر في واشنطن بين المؤيدين والمعارضين لضرب العراق.
مراسلنا في واشنطن وحيد حمدي تابع التطورات في هذا الشأن ووافانا بالتقرير التالي:

تشهد وسائل الإعلام الامريكية جدلاً ناشطاً حول الشأن العراقي هذه الأيام وينقسم خبراء الشأن العراقي إلى فريقين يحاول كل منهم التأثير لحل الرأي العام الأمريكي وعلى الإدارة الأمريكية في نفس الوقت ويطالب الفريق الأول بتركيز الحملة العسكرية على نظام طالبان وخلايا القاعدة وصرف النظر عن توجيه ضربة عسكرية للعراق خوفاً من أن يؤدي ذلك لانهيار التحالف الدولي ضد الإرهاب والاستحالة في تكوين تحالف دولي لضرب العراق ولأن التحقيقات الفيدرالية لم تثبت حتى الآن أن العراق كان متورطاً في أحداث الحادي عشر من تشرين الثاني ويعد (فينس كينيس تراتو) المسؤول السابق عن مقاومة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ CIA من المؤيدين لهذا الموقف وعبر عنهفي مقالة كتبها في صحيفة نيويورك تايمز وفي لقاء مع إذاعتنا قال: "من الواضح أن العراق لم يتورط في أحداث الحادي عشر من أيلول ولذلك لا يوجد دليل على ارتباط العراق بمنظمة القاعدة كما أن العراق لم يتورط في هجوم الأنثراكس والمسؤولون في الاستخبارات منهمكون الآن في حملة مكثفة لاقناع الجميع بأن المشكلة هي أسلحة الدمار الشامل وليست تورط صدام في أحداث الحادس عشر من أيلول.
الاستخبارات المركزية والتحقيقات الفيدرالية تابعت هذا الأمر بدقة وكانت نتيجة البحث أن مصدر الأنثراكس داخلي وليس خارجي فإذا لم يكن هناك دليل على تورط العراق في الهجوم الإرهابي فكيف يمكن توسيع نطاق الحرب ضد الإرهاب ليشمل العراق بالإضافة إلى ذلك لا توجد أدلة يفيد بأن العراق يرعى عمليات إرهابية ضد أمريكا أو أن له ارتباط بجماعات إرهابية تخطط لعمليات إرهابية ضد الولايات المتحدة."

أما الفريق الثاني فيطالب بتعديل السياسة الأمريكية تجاه الشأن العراقي والعمل بشكل علني بل وعسكري للإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين في إطار الحملة العسكرية ضد الإرهاب.
ويعبر عن وجهة النظر هذه الفريق (باتريك كلاوسون) خبير الشأن العراقي بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي قال لإذاعتنا:
"المسألة لا تتعلق بتورط صدام في عمليات الحادي عشر من أيلول والإدارة الامريكية تدرك ذلك جيداً لكن هناك إجماعاً دزلياً على ضرورة حرمان العراق من امتلاك أسلحة الدمار الشامل ونحن نركز على هذه القضية وطبعاً لن تتخذ خطوات عسكرية عملاقة مثل إرسال 500 ألف جندي إلى العراق لكننا سنتخذ عدداً من الخطوات الجدية ضد نظام صدام حسين وصدام نفسه لن يكون نقطة تركيز علناً لكنه قد يصبح كذلك بعد أن تنتهي مهمتنا في أفغانستان."

ويقول (باتريك كلاوسون) أن نقطة التركيز الرئيسية هي امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل: "التحالف الدولي العريض يقول أن صدام غير مسموح له بامتلاك أسلحة الدمار الشامل هناك أربعة عشر عضواً في مجلس الأمن يؤيدون قرار المجلس في هذا الخصوص وهذه هي القضية."

ويخشى عضو مجلس الشيوخ المحافظ (جيسي هيلز) الذي انضم أخيراً لفريق الداعين لتوجيه ضربة عسكرية للعراق أن يقضي ذلك على التحالف الدولي ضد الإرهاب أما (باتريك كلاوسون) فيعترض على ذلك ويؤكد أن الولايات المتحدة وحدها تخوض الحرب في أفغانستان: "كلا لا يوجد تحالف دولي يخوض الحرب في أفغانستان. الولايات المتحدة وحدها تخوض الحرب وقد يكون هذا هو الأنموذج الذي سيتبع في أماكن أخرى بعد أفغانستان فنحن لا نحتاج إلى تحالف دولي وهو أمر غير ضروري، الأمر الذي نحتاجه هو الدعم السياسي من الدول الأخرى وأغلب الظن أننا سنحصل على هذا الدعم."

ويقول (فينس كينيس تراتو) المسؤول السابق عن مكافحة الإرهاب في الـ CIA أن توسيع نطاق الحرب سيضر بمهمة القضاء على منظمة القاعدة: "إن مجهودنا الأساسي يجب أن يتركز في القضاء على خلايا منظمة القاعدة في الولايات المتحدة وأوروبا وفي جميع أنحاء العالم وحتى بعد القضاء على مركز العصب الرئيس لمنظمة القاعدة في افغانستان فإن المنظمة لن تختفي فهي دربت آلاف الناس في أفغانستان نفسها وفي دول أخرى كثيرة. هؤلاء سيحرمون من القيادة لكنهم سيكنون عداءاً شديداً لأمريكا وهؤلاء يشكلون خطراً مستمراً."

وأفادت صحيفة الـ (نيويورك تايمز) أن مجلس سياسات الدفاع الذي يعد هيئة استشارية تقدم توصيات إلى وزير الدفاع قد استضافت (أحمد شلبي) رئيس المؤتمر الوطني العراقي ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض انزعاجه من ذلك التطور لأن (كولن باول) لم يبلغ بهذه الزيارة.
(فينس كينيس تراتو) المسؤول السابق عن مكافحة الإرهاب في الـ CIA: "المجلس الدفاعي هيئة استشارية وليست رسمية يرأسها (ريتشارد بيرل) الذي يقود فريق الصقور المعادين للعراق لكنني أعتقد أن جهاز الاستخبارات في واشنطن أكثر تحفظاً بالنسبة إلى (الشلبي) وطروحات الصقور القائلة بأن العراق يشكل خطراً آنياً على الولايات المتحدة لكن مسؤولي الاستخبارات لا يصدقون ذلك وأعضاء هذا المجلس يحاول إقناع وزير الدفاع بوجهة نظرهم ولكن المسؤولين في الاستخبارات والأجهزة الأمنية غير مقتنعين بطروحات هذا الفريق الذي يعتبر أن العراق يعتبر خطراً آنياً على الولايات المتحدة. البيت الأبيض وطبعاً وزارة الخارجية لا يتفقان مع هذا الطرح."

ويشرح (باتريك كلاوسون) الخط الاستراتيجي للفريق المطالب بإقصاء الرئيس صدام حسين: "الوفاق الذي يتحقق في الإدارة على ما يبدو هو كالآتي، نعم سنفعل شيئاً ما للتعامل مع أسلحة الدمار الشامل في العراق لكننا لن نجعل ذلك نقطة تركيز لجهودنا العسكرية والدبلوماسية في الوقت الحاضر إذاً أسلحة الدمار الشامل هي المشكلة وليست تورط صدام في أحداث الحادي عشر من أيلول."

إن الاتفاق الوحيد بين العراقيين هو أنه يجب تأجيل التعامل مع العراق إلى ما بعد الانتصار الكامل على منظمة القاعدة ونظام حكم طالبان ولكن من غير المتوقع أن تتوقف المنازلة الإعلامية والسياسية بين الفريقين خلال الشهور القادمة.
وحيد حمدي – إذاعة العراق الحر – إذاعة أوروبا الحرة – واشنطن.

--- فاصل ---

نواصل مستمعي الكرام عرض الملف العراقي من اذاعة العراق الحر في براغ.

المؤسسات البحثية الاميركية انشغلت هي الاخرى بأطروحة ضرب العراق. باحثان اميركيان من معهد بروكنكز في واشنطن تسائلا عما اذا كانت الولايات المتحدة ستشن الحرب على العراق.
مازن نعمان اعد التقرير التالي عن التحليل الذي نشره المعهد الاميركي:

هل تعلن الولايات المتحدة الأميركية الحرب على العراق بعدما حذر الذي وجهه الرئيس جورج بوش الرئيس صدام حسين صدام من عواقب رفضه عودة مفتشي الأمم المتحدة إلى العراق؟
التحليل التالي يسعى الى الجواب عن هذا السؤال، وكتبه الباحثان – فيليب غوردُن PHILIP H. GORDON ومايكل أوهانلن MICHAEL O’HANLON في معهد بروكنكز BROOKINGS وهو أحد معاهد الفكر في واشنطن. ووزعت التحليل مجموعة صحف نايت رايدر.
يتطرق الباحثان الى الجدل الدائر في أوساط المحافظين، وأكثرهم من الحزب الجمهوري الاميركي، في كيفية الانتفاع من الفرصة المتاحة لتخليص العالم من هذا الطاغية المستبد، على حد تعبيرهما.
أما المعتدلون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري فنقاشهم يدور حول الافتقار الى الأدلة التي تثبت تورط صدام في أحداث الحادي عشر من أيلول الماضي، وكذلك الحاجة الى دعم دولي في حال مهاجمته.
وجاء في التحليل أن تخلص الولايات المتحدة من صدام حسين سيسعد دولا كروسيا وفرنسا اللتان ستستأنفان التجارة مع العراق وتستعيدان ديونهما البالغة بلايين الدولارات. وكذلك الحال مع العديد من الدول العربية التي تريد رفع العقوبات عن العراقيين الأبرياء. كما ستظهر دول كثيرة في العالم ارتياحها عندما سيتدفق النفط بحرية من جديد، بحسب ما جاء في التحليل.
ويعطي التحليل الحق للمحافظين في اعتبارهم أن التخلص من صدام أمر مهم لأنه يمتلك أسلحة البايولوجية وكيماوية ويطمح أن يطور سلاحه النووي، ويمتلك سجلا حافلا من الاعتداءات على شعبه وعدد من الدول المجاورة.
كما أن صدام – والكلام للمحللين الأميركيين - يمتلك رغبة عارمة غي الانتقام، حيث ظهر ذلك جلياً في محاولته اغتيال الرئيس الأسبق جورج بوش في الكويت عام 1993.
ويذهب تحليل مجموعة (نايت ريدر) الى القول إن هناك أدلة تثبت أن الإرهابيين تلقوا تدريباً في العراق وإن لم يكونوا ينتمون الى منظمة القاعدة. ومع أن صدام حسين وأسامة بن لادن خصمان، لكن ليس من المستبعد أن يتحالفا من أجل هدف مشترك هو مهاجمة الولايات المتحدة. فاللقاءات التي جرت في براغ عامي 2000 و 2001 بين مسؤولين من الاستخبارات العراقية ومحمد عطا المتورط في خطف إحدى الطائرات في الحادي عشر من أيلول، تُظهر أن اتصالا ما بين الجانبين قد تم فعلاً.
ويشير التحليل الى أن الداعين الى تغيير النظام العراقي يقللون من تكاليف ومخاطر تلك العملية. ويضيف أن الذين يعتقدون بأن انقلابا قد يقع داخل الحلقة الضيقة للحكم بمجرد توجيه ضربات جوية متتالية لعدة أيام، أو بإمكان تعبئة وتسليح المعارضة العراقية لقيادة زحف نحو بغداد، أن هؤلاء يعيشون في عالم خيالي.
ويتطرق تحليل نايت ريدر الى قوة الزعيم العراقي الذي برهن على قدرته في البقاء على رأس السلطة، بالقول إن لديه مئة ألف جندي يشكلون الحرس الجمهوري الخاص وقوات الحرس الخاصة بالإضافة الى أربعمائة ألف جندي في القوات المسلحة الأخرى، وهذا يعادل عشرة أضعاف ما كان لدى طالبان من قوات. أما المعارضة العراقية، فيرى التحليل أنها مجزئة وضعيفة.
وعن القوة التي تتطلبها الحرب المحتملة – كما يقول التحليل – فقد لا يتطلب الامر خمسمائة ألف جندي أميركي حاربوا في حرب الخليج، لكن نصف هذا العدد على الاقل كي يزحفوا ويقاتلوا في شوارع بغداد، ويطاردون الجنود العراقيين. وزاد التحليل - أن خسائر الأميركيين ستكون أكثر منها في عاصفة الصحراء لاختلاف مواقع القتال، إضافة الى أن صدام سيستعمل أسلحته الكيماوية والبايولوجية لصد القوات الأميركية الغازية.
ويتساءل التحليل هل في الإمكان إطاحة صدام؟
ويجيب أن أكثر الشواهد تدل في الوقت الحاضر على أن في الإمكان حدوث ذلك. فبعد عاصفة الصحراء لم يعد صدام يشكل خطراً على القوات الأميركية، لكنه سيبقى الوحش المتمسك بالسلطة والبقاء على قيد الحياة مهما كلف الأمر، على حد تعبير التحليل.
وختم الباحثان تحليلها الذي نشرته مجموعة صحف (نايت ريدر) بالقول إن شواهد المستقبل قد تُحتم على الولايات المتحدة أن تطيح صدام لو ثبت أنه متورط في أحداث الحادي عشر من أيلول أو أنه زود منظمة القاعدة بأسلحة الدمار الشامل.

--- فاصل ---

في المقابل صرح الرئيس العراقي امس ان بلده الذي يعاني من العقوبات يمتلك الوسائل للدفاع عن نفسه بحسب وكالة فرانس بريس للانباء التي اوردت النبأ نقلا عن وكالة الانباء العراقية الرسمية.
صدام قال ذلك لدى استقباله وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي الذي قام بتسلمه رسالة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تدور حول الاوضاع في العالم العربي وفي العالم وخاصة في فلسطين والتطورات في افغانستان.
القربي قام بزيارة الاردن وسوريا وهما ترفضان ضرب العراق لتسليم رسائل من الرئيس صالح الذي عاد مؤخرا من زيارة الى الولايات المتحدة.

--- فاصل ---

وفي الاطار العراقي قالت وكالة فرانس بريس للانباء وزير التجارة محمد مهدي صالح اتهم لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة بتعطيل ما قيمته ستة مليارات دولار من العقود المبرمة ضمن برنامج النفط للغذاء.
من ناحية اخرى استقبل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وزير التجارة العراقي على هامش اجتماعات مجلس الوحدة الاقتصادية. المزيد من الاضواء حول هذا الموضوع من مراسلنا في القاهرة احمد رجب:

يختتم مجلس الوحدة الاقتصادية العربية اجتماعات دورته الرابعة والسبعين اليوم ولم يشارك على المستوى الوزاري سوى كل من سوريا ومصر والعراق وليبيا والأردن وقد استقبل أمين عام جامعة الدول العربية (عمرو موسى) وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح الذي استعرض مع الأمين العام المقررات الصادرة عن اجتماعات مجلس الوحدة الاقتصادية العربية وسبل تطوير المجلس الاقتصادي والاجنماعي في المرحلة القادمة.
كما جرى استعراض لسبل دعم التجارة البينية العربية وعقب اللقاء صرح الوزير العراقي أنه أكد للأمين العام على السياسة العراقية الثابتة المتعلقة بتوسيع التعاون التجاري مع الدول العربية طبقاً للتوجيعان الصادرة عن الرئيس العراقي في هذا الصدد. وأشار الوزير العراقي أن إجمال الاستيراد العراقي من الدول العربية قرابة السنوات الخمس الماضية بلغ 21 مليار دولار أمريكي إلى جانب ذلك قال صالح أن اللقاء مع الأمين العام تناول كذلك الطلب العراقي برفع الحصار عنه بعد أن نفذ كل التزاماته في إطار قرار مجلس الأمن 687 وأضاف أنه من الواضح أن أمريكا وبريطانيا مصصمتين على إبقاء الحصار على العراق رغم أن هناك تقارير تفيد بأن العراق تخلص من كل أسلحة الدمار الشامل التي كانت لديه منذ العام 1994 وطالب الوزير العراقي بتنفيذ الفقرة 22 في القرار رقم 687 والمتعلقة بفورية رفع الحصار عن العراق حال تنفيذه للاتزامات المتعلقة بالتخلص من أسلحة الدمار الشامل كما طالب كذلك بالتحرك نحو تنفيذ الفقرة 14 من نفس القرار والمتعلقة بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل مما يستوجب بضرورة القضاء على أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها إسرائيل على حد ما قال وزير التجارة العراقي.
وشدد محمد مهدي صالح على أن العراق غير معني بما يثار حول تورطه بصورة أو أخرى في أحداث 11 أيلول إلا أن ذلك غير صحيح على الإطلاق كما قال.
وأضاف أن العراق سيدافع عن نفسه في حال تعرضه لأي هجوم مشيراً في الوقت نفسه إلى استمرار العدوان الأمريكي البريطاني على شمال وجنوب العراق واستهداف المنشآت المدنية والصحية ومرافق الغذاء العراقية على حد تعبيره وكما قال في تصريحاته للصحفيين.
وأضاف أن العراق لا يرى أن هناك أي أسباب لتعريضه أو تعريض أي دولة عربية أخرى لاعتداءات عسكرية.
أحمد رجب – غذاعة العراق الحر – إذاعة أوروبا الحرة – القاهرة.

على صلة

XS
SM
MD
LG