روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير صحفي حول برنامج العراق الخاص بالاسلحة البيولوجية


نشرت صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر امس مقالة عن برنامج العراق الخاص بالاسلحة البيولوجية قالت فيها إن اجتماعا علميا لمتابعة اخر التطورات على صعيد مكافحة مرض الانثراكس او الجمرة الخبيثة عقد في شهر آب من عام 1988 في ونشستر في انكلترا تحت رعاية علماء من معهد الدفاع البيولوجي البريطاني في بورتون داون وان شخصين رئيسيين في برنامج العراق البكتيري السري حضرا هذا الاجتماع وهما البروفسور ناصر الهنداوي وزميله عبد الرحمن ثامر اللذان لم يثيرا الكثير من الانتباه.

الا ان مفتشي الامم المتحدة الذين كشفوا عن الاسلحة البيولوجية العراقية السرية اعتبروا لاحقا ان تلك الرحلة كانت جزءا من مهمة سرية لتحديد المجهزين الاجانب لبرنامج بغداد للاسلحة البيولوجية وللحصول على ميكروبات الانثراكس القاتلة وبضمنها عصيات ايمز وهي البكتريا التي عثر عليها في رسائل في الولايات المتحدة.
واضافت الصحيفة ان وزارة التجارة العراقية ارسلت بعد تلك الزيارة بفترة قصيرة طلبا الى بورتون داون لتزويدها بعينات من عصيات ايمس ونوعين اخرين في الاقل من الانثراكس الا ان العلماء البريطانيين شعروا بالريبة من ان بغداد ربما تسعى الى تطوير اسلحة بيولوجية فرفضوا تلبية الطلب.
هذا ولم يجد مسؤولو الولايات المتحدة وخبراء الاسلحة التابعون للامم المتحدة اي دليل على حصول العلماء العراقيين على عصيات ايمس من مجهز اخر. الا ان محاولة العراق هذه اثارت الشكوك لدى عدد من خبراء الولايات المتحدة والامم المتحدة في احتمال ارتباط العراق بسلسلة الهجمات البيولوجية ضد الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن رتشارد بيرتزيل وهو رئيس سابق لفرق التفتيش البيولوجي في العراق نقلت عنه قوله "نعرف ان العراق كان حريصا على الحصول على هذه العصيات وعلى غيرها وانه اتصل بعدة بلدان في العالم. الا ان الجهد الذي بذله مع بورتون داون يعني انه لو كان يعرف ان جهة اخرى تملكها لضغط عليها ايضا. ولكننا لا نعرف بكل بساطة".
واضافت الصحيفة قائلة إن علماء بورتون داون حصلوا على عصيات ايمس في بداية الثمانينات من معهد البحوث الطبية التابع للجيش الاميركي في فورت ديترك وان عددا غير معروف من العلماء حصلوا على العصية القاتلة.
الا ان محاولة العراق غير الناجحة للحصول على بكتريا ايمس من بريطانيا لا تمثل غير انتكاسة صغيرة في حملته الكبيرة الناجحة في منتصف الثمانينات للحصول على مكونات برنامجه السري للاسلحة البيولوجية. وقد سعى العراق وكما ورد في الصحيفة الى الحصول على المعدات اللازمة من مختبرات حكومية وتجارية في الولايات المتحدة واوربا وافريقيا.
ونقلت الصحيفة عن ريموند زالينسكاس وهو مفتش سابق في الامم المتحدة قوله "وضع العراقيون نظام شراء سري ومعقد بحيث لا يتمكن احد من معرفة ما كانوا يفعلون".
ثم في عام 1988 وكما نقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين في الامم المتحدة وعن تقرير الامم المتحدة لعام 1999 حصل العلماء العراقيون على اربعين طنا تقريبا من المادة المستخدمة في زرع الانثراكس وبكتيريا البوتولينوم من شركة بريطانية خاصة وهي اوكسويد لتد ومن مجهزين اخرين. كما حصل العراق ايضا على انواع اخرى من الانثراكس مثل عصية شتيرن المستخدمة عادة في لقاحات الحيوانات وعصية A-3.
ثم نقلت الصحيفة عن مايكل هاينز وهو ناطق بلسان شركة يونيليفير وهي شركة انكليزية هولندية عملاقة كانت تملك اوكسويد حتى عام 1997 نقلت عنه قوله: " لم يكن هناك على الاطلاق اي سبب لرفض طلبيات العراق في الثمانينات " ثم اشار الى ان العراق لم يكن يعتبر في ذلك الوقت معاديا للغرب ولم يكن يعاني من عقوبات اقتصادية واضاف: "على قدر ما نعرف كانت هذه المادة ستستخدم لاغراض طبية وانسانية".
ومضت الصحيفة الى القول إن مفتشي الامم المتحدة وجدوا اول دليل على برنامج العراق الخاص بالاسلحة البيولوجية عند بدء التفتيش في شهر آب من عام 1991 في سلمان باك حيث تقع واحدة من اهم منشآت العراق في مجال الاسلحة البيولوجية. وقد سلمت رحاب طه وهي رئيسة برنامج الحرب الجرثومية العراقي الى فريق من بيولوجيي الامم المتحدة عددا من القوارير المغلقة التي تحوي جراثيم انثراكس مجففة ومجمدة. وهي من نوعين من عصية فولوم التي استخدمت في برامج الحرب البيولوجية الاميركية والبريطانية.
وقال العلماء العراقيون اول الامر ان جزءا من الانثراكس استخدم في البحوث وانه لم يحول الى سلاح على الاطلاق. الا ان بغداد تقر ايضا بانها استلمت نوعين من عصيات فولوم وخمسة انواع من عصيات اخرى من بكتريا الانثراكس من اميركان تايب كالشر كولليكشون وهو بنك جراثيم تجاري يقع قرب ماناساس في الولايات المتحدة.
ثم اظهرت الوثائق العراقية التي حصلت عليها الامم المتحدة بعد ذلك ان بغداد ملأت اكثر من خمسين قنبلة وصاروخ بسائل يحوي عصيات فولوم. كما اثبتت الفحوص التي اجريت على الصواريخ المدمرة وجود اثار بكتريا تشبه عصية فولوم.
مضت الصحيفة الى القول أن الشركة الاميركية باعت العراق ايضا عصيات سموم اخرى منها البوتولينوم الذي يشل العضلات والرئتين ويقتل خنقا. ويقر العراق انه انتج تسعة عشر الف لتر من سم البوتولينوم وانه استخدم اكثر من نصف هذه الكمية في ملأ 116 قنبلة وصاروخ في الاقل وكما ورد في صحيفة واشنطن بوست.

على صلة

XS
SM
MD
LG