روابط للدخول

خبر عاجل

الإسلام في ألمانيا بين دعم الحكومة وعداء بيغيدا


جانب من تظاهرة إسلامية في برلين تدعو الى التسامح
جانب من تظاهرة إسلامية في برلين تدعو الى التسامح

زادت الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس من إنقسام الشارع الألماني بين مناهضة الإسلام والتسامح، وسط مخاوف من تزايد وتيرة التظاهرات المناهضة للمسلمين والأجانب في أوروبا. وحذرت منظمات إسلامية في ألمانيا من انقسام المجتمع عقب الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة، في ظل مخاوف من تصاعد الهجمات والإعتداءات ضد المساجد والمسلمين.

وصدر الأربعاء أول عدد لمجلة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة، منذ الهجوم الذي تعرضت له الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن نُسخ العدد الأول نفذت خلال دقائق من توزيعها على أكشاك بيع الصحف في أنحاء فرنسا يوم الأربعاء، حيث اصطف الناس لشراء الصحيفة الساخرة دعما لها. وطبعت الصحيفة ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة من العدد الذي أطلق عليه "عدد الناجين" مقارنة بستين ألف نسخة عادة ومع ذلك نفدت الأعداد سريعا من عدد كبير من أكشاك البيع.

مسلمو فرنسا أكتفوا بالصمت، وهناك من إستثمر هجوم باريس، لتأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين ... إعلامي

جواد بشارة الإعلامي العراقي المقيم في فرنسا، أكد لإذاعة العراق الحر في إتصال هاتفي من باريس، أنه حصل على نسخة من مجلة شارلي أبدو، التي نشرت على الصفحة الأولى رسما للنبي محمد وقد سالت دمعة على وجنته وهو يرفع لافتة كتب عليها (أنا شارلي)، وواصلت المجلة الإسبوعية سخريتها المعتادة لكل الظواهر السلبية.

وكان مفتي الديار المصرية شوقي علام حذر من نشر رسوم جديدة مسيئة للنبي محمد قائلا إن ذلك "فعل عنصري يؤجج الصراع بين الشعوب"، كما ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الداعية يوسف القرضاوي، بإعادة نشر صحيفة شارلي ابدو رسوما للنبي محمد معتبرا أن هذه الخطوة "ليست من الحكمة" و"تساعد المتطرفين".

جواد بشارة
جواد بشارة

الإعلامي جواد بشارة أوضح أن المسلمين في فرنسا أكتفوا بالصمت إزاء نشر الرسوم الجديدة للنبي، لأنهم الآن في دائرة الضوء، وكانوا قد أعلنوا بوضوح عن إدانتهم ورفضهم لجريمة قتل الصحفيين ورسامي الكاريكاتير.

ويرى بشارة أنه لا يكف أن يقول المسلمون أن ما يقوم به الإرهابيون والمتشددون الإسلاميون لا علاقة له بالإسلام ويكتفون بإعلان رفضهم للاعمال الإرهابية التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ(داعش) والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتشددة، مشدداً على ضرورة إعداد خطاب إسلامي يتلائم ومتطلبات العصر.

ويرى بشارة أن هناك جماعات في كل دول أوروبا وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، إستثمرت هجوم باريس، لتأجيج مشاعر الكراهية والخوف من الإسلام والمسلمين والأجانب، الإسلاموفوبيا.

الاسلام جزء أساسي من المجتمع الحديث في ألمانيا ... إنغيلا ميركل

ومع ظهور ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا، إزدادت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في أوروبا، وظهرت حركات عنصرية مناهضة للمسلمين منها حركة (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) أو (Pegida) في ألمانيا. لكن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكدت في تصريحات ان حكومتها ستستخدم كل الوسائل المتاحة لها لمكافحة التعصب والتمييز، وانضمت ميركل الى الرئيس يواخيم غاوك وزعماء دينيين في تظاهرة غير مسبوقة دعا إليها المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، وشارك فيها الآلاف عند بوابة براندنبورغ ببرلين، للتضامن مع ضحايا هجمات الاسبوع الماضي التي نفذها متطرفون إسلاميون في باريس وقتل فيها 17 شخصا. وقالت ميركل إن الاسلام جزء أساسي من المجتمع الحديث في ألمانيا.

مواقف المسلمين تباينت ازاء هجوم باريس ... الشيخ أبو آدم شعشاعة

وأشاد الشيخ أبو آدم شعشاعة إمام مسجد دار القرآن ميونيخ ألمانيا، بموقف الحكومة الألمانية والمستشارة ميركل تجاه المسلمين، الذي جاء مطمئناً المسلمين وجعلهم يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الأولى.

الشيخ شعشاعة
الشيخ شعشاعة

أما عن موقف المسلمين مما حدث في باريس من هجوم فيقول الشيخ شعشاعة إن المواقف كانت متباينة، بين من أدان هذا العمل الإرهابي وهم اغلبية، وبينم من بقي صامتاً ولم يُعلق، وقسم آخر هم المسلمون المتشددون والمتطرفون والفرحون بهذا العمل.

الإسلاموفوبيا إزدادت بسبب ممارسات "داعش" ... محمد عامر:

وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة بيرتيلسمان قبل الهجمات في باريس، أظهر ان 57 في المئة من الالمان غير المسلمين يشعرون بالتهديد من الاسلام. وشددت مؤسسة برتلسمان على أن هذه الكراهية للإسلام شبيهة بمعاداة السامية التي سادت ألمانيا في القرن التاسع عشر. لكن السيد محمد عامر من مؤسسة التراث الإسلامي في برلين، بيّن أن الإستطلاع أظهر أيضاً أن الأغلبية الساحقة من المسلمين الذين استطلعت المؤسسة آراءهم، يُقرون بقيم الديمقراطية والدستور الألماني.

وفي حديثه لإذاعة العراق الحر عبر إتصال هاتفي لفت عامر الى أن ممارسات داعش الإجرامية في العراق وسوريا، وإنتشار أخبار القتل والعنف في منطقة الشرق الأوسط، وتناقلها عبر وسائل الإعلام هي التي روجت لصورة سلبية للدين الإسلامي، وزادت مخاوف الألمان والغربيين من وجود المسلمين في الدول الأوروبية، وكانت السبب في إزدياد ظاهرة (الإسلاموفوبيا)،

الأغلبية العظمى من المسلمين فى ألمانيا اكدت أن الكراهية والعنف باسم الإسلام لا مسوغ لهما ... وزير الداخلية الألماني

وشدد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير في بداية مؤتمر الإسلام الألماني الذي عقد على مدى يومين في العاصمة برلين، على أن" الأغلبية العظمى من المسلمين فى ألمانيا اكدت أن الكراهية والعنف باسم الإسلام لا مسوغ لهما".

وأوضح السيد عامر محمد أن المؤتمر الذي شارك فيه ممثلاً عن الشيعة في ألمانيا، ناقش قضايا الإرهاب والتطرف، وندد بجرائم المنظمات الإرهابية التي تتخذ من الإسلام عنواناً لها، كما ناقش المؤتمر أيضًا قضايا المسلمين في ألمانيا، والخدمات الاجتماعية وانتفاعهم منها.

تظاهرة الثلاثاء إُعتبرت حدثاً تاريخياً لمسلمي ألمانيا ... صحفي

ويرى الصحفي والباحث التونسي منصف السليمي المقيم في ألمانيا، أن الكثير من المؤسسات والمراكز الإسلامية التي تنشط في ألمانيا تعود الى أحزاب أو أطراف سياسية أو دينية متشددة، بينما غالبية المسلمين المعتدلين لا ينتمون الى منظمات أو مؤسسات مدنية، كي يتم الوصول اليهم وبحث القضايا والمشاكل التي يعانون منها.

السليمي
السليمي

وبحسب السليمي الذي يعمل بمؤسسة دويتشه فيلله الألمانية، دعم الحكومة الألمانية ومشاركة كبار مسؤوليها في تظاهرات براندنبورغ مساء الثلاثاء لمناهضة العنف والعنصرية، أعتبرت حدثاً تاريخياً بالنسبة للمسلمين الألمان، ورداً لمؤيدي حركة بيغيدا المعادية للمسلمين والأجانب.

السليمي سلط الضوء على واقع المسلمين في المانيا والذين يشكلون 5% من تعداد سكان ألمانيا، وغالبيتهم من الأتراك، بينما العرب نسبتهم قليلة ولا يتعدى عددهم نصف مليون عربي، لكن العدد الأكبر من السلفيين المتشددين هم من العرب، إذ يصل عدد السلفيين الى 4 آلاف منهم 550 ذهبوا للقتال الى جانب المتشددين في سوريا والعراق، ولفت السليمي الى إشكاليات عديدة تواجهها الجالية المسلمة منها عدم الإندماج.

please wait

No media source currently available

0:00 0:25:44 0:00
رابط مباشر

XS
SM
MD
LG