روابط للدخول

خبر عاجل

بغداد وعاطلين... قصيدتان تنطقان بلسان واحد


الشاعر العراقي جبار عودة الخطاط
الشاعر العراقي جبار عودة الخطاط

حلقة هذا الاسبوع من [مواويل وشعر] تتضمن قصيدة جديدة للشاعر جبار عودة الخطاط، وأخرى جديدة ايضا للشاعر عارف مامون، والقصيدتان تنتميان لعذابات واحدة، ووجع واحد، وحب واحد، وخوف واحد، ولغة واحدة، وإن إختلف الشاعران بكل شيء.

ففي قصيدة جبارعودة الخطاط نجد ثمة نوعاً من الأسى، والوجع الشفيف الذي يدفع بالشاعر الى الخوف حد البكاء على جمال وسلام مدينته الحبيبة بغداد، حتى أنه وصفها من فرط حبه وخوفه عليها بـ"ليلى"، التي تغزَّل بها مجنون الشعر، بعد أن أطفأ الأرهابيون، والقتلة، والأشباح، وأعداء الحب، والسلام قناديل سهر بغداد، وعشقها، وفرحها الصادح في ليالي أبي النؤاس، لكنَّ مدينةً بحجم بغداد لن تنكسر قطعاً، ومدينة جميلة بجمال (ليلى) لن تشيخ، أو تكبر أبداً، فالحب دائماً أكبر من الكراهية والحقد. والجمال هو أسطع أبداً من كل ليالي القبح والظلام الملبدة بالسواد. فصباحات بغداد هي المنتصرة حتماً. وخوف الشعراء المحبين مبرر، ودموعهم مبررة أيضاً، شرط أن يكون "الدمع حد الجفن".
يقول الشاعر المبدع جبارعودة الخطاط في قصيدته:

بغـداد
يا ليلى التغزل بيها
مجنون الشِعر
بغداد
يا ناعور ايبّدي
على جروف السهر
گمرة
ومواويل
وصور
شنهو الخبر ..
شنهو الخبر
***
مو ﭽان ليلچ ليل
بيه يزهي العمر
لمَّن يشع وينزل إبلهفه الـگمر
ايبوس دجله
ويسبح بميّْ النهر
شنهو الخبر
***
فهميني يا مزيونه
شنهو الِّي جرى
شنهو الخبر
شنهو الخبر ..
(لاخبر .. لاچفيـّه
لا حامض حلو لا شربت)
گالوا صوانيـچ
ادموع انترسَّت
وطشـَّت الحلوات
من كل بيت حلوة انخلسَّت
وردة السوسَّن غدت
طشار بالغربه
صح تبچي عطر
ما يبست
گالو شوارعنه
فرهود انحرست
گالو شوارعنه
جدران انغرست
واختنگت الضحكات
وسط الروح
بسمة انحبست
والـَّليل يا بغداد
شو صاير ينام من الظـّهر
نعسانة النجمات .. كحلهه الصبر
تعبانة النجمات كلهه
والـگمر
شنهو الخبر
شنهو الخبر؟
***
بغداد
يا ليلى التغزل بيها
مجنون الشِعر
شنهو الخبر
لا زحمة
لا عشَّاگ
لا مسگوف
لا حس للسمر
اولا گطه التترس شوارعنه
بهمسات التذوب
ابشوك بعيون المها
لمّن تمر
بين الرصافة والكرخ
واتيه تتكهرب غزل
بالعين نسمات الجسر
شنهو الخبر
***
ويا صبرهه كهرمانه ...
والشوارع ياحزنهه
تشتكي بالليل
لعيون الشجر
تبـچي الشوارع
من تِرض اضلوعهه
شنهو الخبر؟
***
بغداد
ياناعور إيبَّدي
على جروف السهر
گمره
ومواويل
وصور
شنهو الخبر؟
وأهيس الاحباب
مهضومه توّن بكل كتر
يحبيبه
متوزعه
بمحطات السفر
بغداد
يا ليلى التغزل بيها
مجنون الشعر
شنهو الخبر
شنهو الخبر؟؟؟

بينما نجد الشاعرعارف مامون يرسل رسالة واضحة عبر قصيدة (عاطلين) الى المسؤولين في العراق، يعبر من خلالها عن هموم (العاطلين) وعذاباتهم. فتارة يسخر عارف من الأوضاع السائدة في البلد، بل يسخر أحياناً من كل شيء، مُستخدماً الجملة الشعرية (الدالة)، المهذبة، وتارة يصرخ الشاعر بأسى عال ومسموع، فينادي الجميع بلسان جراحاته، وعذاباته، وهي مثل قصيدة الخطاط تنتمي لذات المناخ، وذات الطرح لكن بإسلوب إخر، وصيغة أخرى، إذ يقول عارف مامون في قصيدته (رسالة العاطلين):

عاطلين...
اهنا يقادتنه العظام
اهنا ينواب الزمان
عاطلين من الحياة...
من الفرح والامنيات
نريد من عدكم هوه ونطلق نداء
موش بيد الدوله تيار الهواء !
عاطلين من التميّز والبنون
النوم بالظلمه يخلّف اغبياء
عاطلين..ونستغيث
عاطلين من العمل الاَّ الصلاح
هواي نعمل صالح بلايه رغيف
عاطلين اهل الشهايد والعقول
بس طلع تعينيهم فوك الرصيف
عاطلين..
اهنا يرواد المنابر والحديث
شلون حي اعله العمل وي عاطلين ؟
لا تكَلي القصد اعمال الصلاح
الصلاح بلا خبز يعني بلاء
العوز شايل سيف هد حيل الفقير
بس رجع مكسور من صبر الشريف
عاطلين ...
وما يحركنه بعد قائد غشيم
نريد (فيترجي)1 يشغلنه ونسير
نريد حاكم لو صعد كرسي الملوك
مقتنع باجر يرد فوك الحصير
عاطلين ...
من العمل الا ادعاء
وعاقل اليحذر دعاء المعدمين

وفي حلقة هذا الاسبوع من [مواويل وشعر] ثمة إبوذيات قديمة وجديدة، وعدد من المواويل والأغنيات الدافئة. بامكانكم الاستماع اليها بالرجوع الى التسجيل الصوتي للحلقة.
XS
SM
MD
LG