روابط للدخول

خبر عاجل

ابرز الروافد الفنية العالمية التي تاثر بها الفنان الراحل جواد سليم


نصب الحرية في ساحة التحرير في العاصمة بغداد من اعمال الفنان العراقي جواد سليم
نصب الحرية في ساحة التحرير في العاصمة بغداد من اعمال الفنان العراقي جواد سليم
الفنان الراحل جواد سليم يعد ايضا اول فنان عراقي يبذل محاولات جادة في الرسم الحديث كما وتعد لوحته الشهيرة (الملاريا) تتويجاً لمحاولاته الفنية خلال تلك الفترة التي قام فيها بتأسيس فرع النحت في معهد الفنون الجميلة نهاية الثلاثينات ..حيث كان جواد يتميز بقدرات عالية وفكر بناءً وممارسة جادة وتقنية فاعلة استمدها من دراسته الفنية التي قطعت مراحل متقدمة في الفن التشكيلي والنحت ..ومن تجذره الاجتماعي العراقي منذ السومريين والاشوريين وعطاءات حضارة وادي الرافدين فضلا عن تواصله مع الفن الاسلامي والزخرفة العربية والموروث الشعبي والشناشيل… اذ اكتسب جواد خبرات متنوعة من ابرز الفنانين العالمين امثال بيكاسو ومور ورودان ومارينو ماري وغيرهم .
في الجزء الثاني من هذه المسيرة الإبداعية يتحدث أولا الدكتور حمد الشاوي احد الفنانين والتدريسيين في قسم التشكيل في معهد الفنون الجميلة واحد المهتمين بافكار جواد والمعتمدين لاسلوبه في النحت والتشكيل والمتبعين لنهجه الفني يتحدث عن الروافد التي تاثر بها الفنان ودراسته للفن الاوربي ومعاصرته للرواد الكبار في النحت ولتاريخ الحضارات العربية والاوربية العريقة في اعماله الفنية .
ومن اشهر الاعمال التي استطاع ان يقدمها جواد كما ذكرنا في الجزء الاول من هذه الحلقة هو (نصب الحرية) في بغداد الذي يعتبر اسطورة كبرى وملحمة متجددة تتواصل مع الزمن… في ملامحها التقنية ومضمونها الانساني الدال على ثورة 14 تموز 1958 وهذا العمل التاريخي بقي شاخصاً امام العراقيين معبراً عن حريتهم متحدياً الظلم والاستبداد و الايام الحاضرة تشهد سقوط الدكتاتورية وبقاء الاعمال الخالدة التي تعبر عن حرية الشعوب ومستقبلها والتي عبر عنها الفنان جواد سليم في هذا النصب بتحطيم جدران السجون وابوابها الحديدية من قبل ارادة الشعب ونضاله الطويل من اجل الحرية ..على هذا النحو فان الفنان نداء كاظم وهو ابرز طلاب جواد ومن المقربين اليه انذاك تحدث عن المنجز الخالد الذي يتوسط العاصمة بغداد والعقبات التي رافقت الفنان طيلة فترة عمله في هذا المنجز .
ومن المفارقات الغريبة ان ينجز النصب التاريخي لجواد سليم بمدلولاته الرمزية المعبرة ومكوناته الابداعية الضخمة على مدى ثلاث سنوات فقط ..فالاشارة تجدر هنا الى ان امكانية انجاز هذا النصب قد تسغرق عشر سنوات او يزيد ما جاء على لسان النحات قاسم مرشد وهو اشد المتابعين لاعمال الفنان والمعجبين باسلوبه وافكاره الفنية والابداعية .
ومن اعمال جواد الشهيرة ايضا منحوتته الفنية (السجين السياسي) التي قام بتهريبها الى لندن عام 1953 للمشاركة في المسابقة الدولية مع 3500 نحات حيث فاز بالمرتبة الاولى لفناني الوطن العربي وبالمرتبة السادسة لنحاتي العالم ..ماشار اليه نداء مستلهما تجربة استاذه الفنية ولمساته التي لاتمحى من الذاكرة .
ولم تقتصر اهتمامات جواد على الرسم والنحت فحسب وانما اهتم بالسيراميك وبرسم الكاريكاتير كما كان يصنع التحف الفضية والنحاسية.. وله تصاميم عدة لاغلفة عدد من الكتب والدواوين الادبية والفنية والفكرية لاهم الرواد منها ديوان الجواهري الاول وديوان (قصائد عارية) للشاعر حسين مردان ومجموعة قصص لجبرا ابراهيم جبرا والمجموعة القصصية (اشياء تافهة) لاخيه الفنان نزار سليم وكذلك ديوان (اغاني المدينة الميتة) للشاعر بلند الحيدري ..اضافة الى ذلك فقد نجح جواد في العزف على آلة (الكيتار) مع فرقة الرافدين الموسيقية وكتب العديد من المقالات عن الموسيقى ..النحات عباس حسين عبد احد المعجبين باداء الفنان الراحل تحدث عن ذلك قائلا :
وفي لوحاته كلوحة (السقاء) استلهم جواد حياة الناس البسطاء وعكس عالم الطفولة في لوحات اخرى مثل (اطفال يلعبون) وغيرها من الاعمال التي تجسد قدرته على تعبيره عن بيئته كونه شكل جزءاً من مكوناتها وحاجتها ومستقبلها المنشود ..وبدلا من ان يترك فراغا ترك جواد بعد رحيله بصمة شاخصة ليصبح بعد ذلك منبعاً لامكانات اخرى وطاقات مختلفة تتفاوت بالقدرة مكملة لما بدأ به جواد وهنا تؤطر المقولة الشائعة بقوسين (ان ملحمتين مهمتين حدثتاً في العراق اولاهما ملحمة كلكامش والاخرى ملحمة الحرية لجواد سليم) .
XS
SM
MD
LG