روابط للدخول

خبر عاجل

صعوبة طبع الكتاب مشكلة مزمنة يواجهها المبدع العراقي


نفتتح عدد هذا الاسبوع من [المجلة الثقافية] بالمشكلة المزمنة التي يواجهها الادباء والكتاب العراقيون لطبع مؤلفاتهم، وعلى الرغم من ان دار الشؤون الثقافية تتولى طبع جزءمن هذه المؤلفات وتسد فراغا ملموسا في هذا المجال، الا ان حجم ما ينشر قليل جدا بالنسبة لما يكتب. الشاعر صادق الطريحي يقول ان الصعوبات التي يواجهها الكتاب متنوعة، منها صعوبات فنية، فمثلا تعجز بعض المؤسسات عن طبع الكتاب بسبب شحة الكهرباء او قدم اجهزة الطباعة فيها، وثمة صعوبات تسويقية، فدار الشؤون الثقافية مثلا ليست لديها هيئة متخصصة بالتسويق والتوزيع، وحتى الكتب التي تصدرها لا يتم التعريف والاعلان عنها بالطريقة الملائمة التي تعرف شرائح واسعة بصدورها.
الناقد زهير الجبوري تحدث عن تجربته الشخصية في هذا المضمار، اذ يقول انه في عامي 2007 و 2008 طبع كتابين في دمشق، اما كتابه الثالث الذي قدمه الى دار الشؤون الثقافية فلم يجد فرصته للنشر حتى الان، ويضيف ان عملية طبع ونشر كتابيه في دمشق كانت على حسابه الشخصي، وان الكتب لم تصل الى العراق.

** ونلتقي في عدد هذا الاسبوع من [المجلة الثقافية] بمبدع عراقي جمع بين الشعر والرسم، رسومه تعبر بدرجة واضحة عن ارث العراق الحضاري القديم، أما اشعاره فظلت على الرفوف طويلا حتى تمكن مؤخرا من طبع بعضها، انه الرسام والشاعر سبتي الهيتي الذي ولد في هيت، عام 1940، اما اهتماماته الشعرية فيرجعها الى مرحلة الصف الاول المتوسط، عندما سمع من استاذه قصيدة لابن الرومي وهو يرثي ابنه، وقد تاثر بهذه القصيدة لانه كان اصلا متأثرا بالموت الذي فجعه بسن مبكرة بوفاة امه. ويمكن القول انه ولد شاعرا اصلا، لانه كان منذ نعومة اضفاره يستيقظ مبكرا ويذهب الى ضفاف نهر الفرات الذي احبه ويحبه كثيرا، ليسمع الحكايا بشغف من النساء المسنات عن نهر الفرات ومدينة هيت، وكيف ان نهر الفرات له بعد اخر رمزي واسطوري، باعتباره احد الانهار التي تنبع من الجنة.
كتب سبتي الهيتي اول قصيدة له بعد ثورة عام 1958، ونشر اولى قصائده عام 1959 في احدى الصحف العراقية، وبين عامي 1959 و 1965 اكمل ديوانا شعريا لم يطبع الا في عام 2005. وهو يرجع سبب هذا التأخير في اصدار اشعاره الى انشغاله طوال العقود الماضية بمتطلبات المعيشة، حيث انه اب لسبعة اولاد، وكان السعي لتأمين معيشة هؤلاء شغله الشاغل. اما عن بدايات سبتي في الرسم فكانت عام 1959، إذ تم تعيينه مدرسا للرسم في احدى القرى النائية، وكان يستفيد من وقته هناك في ممارسة الرسم، بالاضافة الى ان مهنة تدريس الرسم التي مارسها طورت من امكانياته، وقد تخرج عليه، بالاضافة الى اثنين من ابنائه، بعض الرسامين المعروفين منهم علي المندلاوي. ويمتاز اسلوب الهيتي بتناول المواضيع الاسطورية والرمزية من تاريخ العراق القديم السومري والبابلي وسواه.

** ونتعرف في هذا العدد من [المجلة الثقافية] على شاعر كتب القصيدة العمودية يوما، ثم تحول الى قصيدة النثر، وتمتاز اشعاره بالغنائية العالية، ونبرة الصدق الواضحة، وهو الشاعر مروان عادل حمزة، الذي يصعب عليه الحديث عن نقطة بدايته مع الشعر، اذ كلما تصور ان قصيدة معينة تمثل بداية له، وجد قصيدة اخرى اقدم منها. لكنه يعتقد ان كتابته الشعر بطريقة مميزة لم تبدأ الا في المرحلة الرابعة من دراسته الجامعية، عندما بدا يكتب بطريقة نابعة من دوافعه الداخلية وتجسد هذه الدوافع. وان قصيدة النثر التي يكتبها الان بكثرة، بدأت في ذلك الحين كتؤأم لقصيدة العمود والقصيدة الحرة.

XS
SM
MD
LG