مستقبل العراق السياسي بعد الانتخابات، ورابطة الجوار العربي، إضافة إلى متابعة مقررات القمة العربية الأخيرة في مدينة سرت الليبية، كانت بين القضايا التي بحثها الاثنين أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى مع الرئيس السوري بشار الأسد.
بيان سوري أوضح أن الأسد وموسى ناقشا مقترح رابطة الجوار العربي ووجهات النظر المتعلقة به وضرورة أن تكون هذه الرابطة مدخلاً للتقارب والتعاون المجدي بين الدول العربية ودول الجوار.
وبحسب البيان الرسمي السوري فقد تناول اللقاء التطورات على الساحة العراقية بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة وضرورة الإسراع بتشكيل حكومة توفر للشعب العراقي الأمن والاستقرار.
حسن العلوي: العراق خاضع لبيئته العربية
زيارة عمرو موسى إلى دمشق تأتي في إطار جولة عربية ستأخذه الأسبوع المقبل إلى الأردن، وتتزامن مع جولات قادة الكتل السياسية العراقية في دول الجوار، فهل بات العرب يتحركون بشكل أكثر فاعلية لرسم مستقبل العراق السياسي، وهل يمكن تصنيف ذلك في إطار التدخل بالشؤون العراقية؟
الكاتب وعضو إئتلاف العراقية حسن العلوي يقول ان هذا لا يعتبر تدخلاً، مشيراً الى انه حتى اللحظة لا توجد تيارات في العراق سعودية أو مصرية أو سورية مثلما كان الحال سابقا عبر التيار الناصري أو الوهابي أو البعثي.
ويضيف العلوي ان هناك مناخاً عربياً، وان العراق خاضع لبيئته العربية، لافتاً الى ان الأحزاب الانعزالية التي نشأت في لبنان لإقصاء لبنان من محيطه العربي قد فشلت فكيف الحال بالنسبة للعراق.
ويؤكد حسن العلوي أن العراق هو جزء من البيئة العربية ولا يجوز الآن لحكومة العراق أن تسير دون أن يكون لديها سفارات عربية كما هو الحال حالياً، موضحاً أن العرب هم عامل قوة لضمان استقرار الوضع في العراق وعامل قوة لتشكيل حكومة قوية، والعرب جربوا الحكومة الضعيفة التي تؤدي إلى الانشقاق والانشقاق يؤدي إلى العنف.
محسن راضي: العراق مركز للتوافقات أم بؤرة للنزاعات؟
ويعتقد مختصون أن بعضاً من الأنظمة العربية وغير العربية ممن يمكن تصنيفهم، اصطلاحاً، على أنهم من يتامى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ونظرية الفوضى الخلاّقة، يعتقدون أن بعض الأنظمة ربما تدفع بالعراق ليصبح ساحة مواجهة، لكن هل التعاطي العربي عموما مع الشأن العراقي يأتي لصالح تحويله إلى ساحة توافقات أو ساحة حروب وتصفية حسابات؟
المحلل السياسي والصحفي السوري راضي محسن يقول إن الوضع في العراق مفتوح على احتمالين؛ الأول مشابه لما آلت إليه الأوضاع أخيرا في لبنان فيصبح مركزا للتوافقات، أو يمكن أن يكون بؤرة لتفجير الأوضاع، وان الذي يحدد ذلك يتمثّل في أسلوب تعاطي العرب مع هذا الأمر على وجه التحديد.
وينعكس التعاطي العربي المكثف أخيرا مع ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، في ذلك التوافق العربي الواضح على ضرورة إعادة العراق إلى حاضنته وعمقه الإستراتيجي، وبحسب رأي الكاتب والسياسي العراقي حسن العلوي فإن التوجه العربي اليوم هو نحو دعم تشكيل حكومة عريضة تضم مختلف الفئات العراقية. ويضيف العلوي قائلاً:
"العرب راهنوا على حكومة علمانية بديلاً لقائمة حكمت بالدين، لكن أي قائمة علمانية في العراق اليوم لا تستطيع أن تقيم حكما علمانيا لأن الشريك الآخر هو إما ديني أو كردي ولذلك فالحكم المختلط هو الصحيح، وقد أعطت الاتصالات العربية دعما كبيرا لقائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي، وأصبحت وكأنها قائمة العرب وصار عليها اجماع عربي وما بين اليمن واليسار وبين الاردن وسورية وبين سورية والسعودية وبين السعودية ومصر، ولذلك نشطت السعودية أخيرا عندما شعرت الدول العربية بأن هناك محاولات لإفشال حظ الفائز الأول برئاسة الوزراء، ورغم ذلك فإن الحكومة ستشكل كما شكلت الحكومات السابقة أي يمكن ان يكون رئيس الوزراء علماني ولكن حكومته لن تكون إسلامية او يكون رئيس الوزراء إسلامياً وتكون حكومته علمانية وهكذا".
دمشق وعلى أعلى مستوياتها السياسية، أكدت أكثر من مرة أن من الخطير جدا أن يدير العرب ظهورهم لما يجري في العراق، وسط وضع سياسي غير ناضج بصورة كافية بعد، الأمر الذي سيفتح الباب أمام نمو نفوذ الآخرين، وإن كانت دمشق تتخوف من خطط "يتامى بوش" إلى أنها لا تتوجس من الدورين التركي والإيراني، ويستبعد المحلل السياسي والصحفي السوري راضي محسن أن تلعب كلٌّ من الدولتين دوراً باتجاه تأزيم الأوضاع في العراق، ويضيف قائلاً:
"استنادا لما تعلنه دول جوار العراق إيران وتركيا وسورية من خطط إستراتيجية بعيدة المدى بهدف إيجاد الأمن والاستقرار في المنطقة فإن هذه الدول تريد أن تدفع بالعراق نحو الاستقرار وفق المصالح المشتركة التي تجمع هذه الدول مع العراق على أن تقوم هذه المصالح بخلق إقليم اقتصادي كبير ينعكس خيراً على المنطقة بدلاً من أن تكون ساحة مواجهات تستنزف خيراتها".
يأمل المهتمون بالشأن العراقي في العاصمة السورية أن يسلك العراق الطريق الذي سلكه لبنان خلال الفترة الأخيرة، فيتحول من ساحة لتصفية الآخرين حساباتهم فيه إلى مركز لصنع التوافقات في المنطقة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
بيان سوري أوضح أن الأسد وموسى ناقشا مقترح رابطة الجوار العربي ووجهات النظر المتعلقة به وضرورة أن تكون هذه الرابطة مدخلاً للتقارب والتعاون المجدي بين الدول العربية ودول الجوار.
وبحسب البيان الرسمي السوري فقد تناول اللقاء التطورات على الساحة العراقية بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة وضرورة الإسراع بتشكيل حكومة توفر للشعب العراقي الأمن والاستقرار.
حسن العلوي: العراق خاضع لبيئته العربية
زيارة عمرو موسى إلى دمشق تأتي في إطار جولة عربية ستأخذه الأسبوع المقبل إلى الأردن، وتتزامن مع جولات قادة الكتل السياسية العراقية في دول الجوار، فهل بات العرب يتحركون بشكل أكثر فاعلية لرسم مستقبل العراق السياسي، وهل يمكن تصنيف ذلك في إطار التدخل بالشؤون العراقية؟
الكاتب وعضو إئتلاف العراقية حسن العلوي يقول ان هذا لا يعتبر تدخلاً، مشيراً الى انه حتى اللحظة لا توجد تيارات في العراق سعودية أو مصرية أو سورية مثلما كان الحال سابقا عبر التيار الناصري أو الوهابي أو البعثي.
ويضيف العلوي ان هناك مناخاً عربياً، وان العراق خاضع لبيئته العربية، لافتاً الى ان الأحزاب الانعزالية التي نشأت في لبنان لإقصاء لبنان من محيطه العربي قد فشلت فكيف الحال بالنسبة للعراق.
ويؤكد حسن العلوي أن العراق هو جزء من البيئة العربية ولا يجوز الآن لحكومة العراق أن تسير دون أن يكون لديها سفارات عربية كما هو الحال حالياً، موضحاً أن العرب هم عامل قوة لضمان استقرار الوضع في العراق وعامل قوة لتشكيل حكومة قوية، والعرب جربوا الحكومة الضعيفة التي تؤدي إلى الانشقاق والانشقاق يؤدي إلى العنف.
محسن راضي: العراق مركز للتوافقات أم بؤرة للنزاعات؟
ويعتقد مختصون أن بعضاً من الأنظمة العربية وغير العربية ممن يمكن تصنيفهم، اصطلاحاً، على أنهم من يتامى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ونظرية الفوضى الخلاّقة، يعتقدون أن بعض الأنظمة ربما تدفع بالعراق ليصبح ساحة مواجهة، لكن هل التعاطي العربي عموما مع الشأن العراقي يأتي لصالح تحويله إلى ساحة توافقات أو ساحة حروب وتصفية حسابات؟
المحلل السياسي والصحفي السوري راضي محسن يقول إن الوضع في العراق مفتوح على احتمالين؛ الأول مشابه لما آلت إليه الأوضاع أخيرا في لبنان فيصبح مركزا للتوافقات، أو يمكن أن يكون بؤرة لتفجير الأوضاع، وان الذي يحدد ذلك يتمثّل في أسلوب تعاطي العرب مع هذا الأمر على وجه التحديد.
وينعكس التعاطي العربي المكثف أخيرا مع ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، في ذلك التوافق العربي الواضح على ضرورة إعادة العراق إلى حاضنته وعمقه الإستراتيجي، وبحسب رأي الكاتب والسياسي العراقي حسن العلوي فإن التوجه العربي اليوم هو نحو دعم تشكيل حكومة عريضة تضم مختلف الفئات العراقية. ويضيف العلوي قائلاً:
"العرب راهنوا على حكومة علمانية بديلاً لقائمة حكمت بالدين، لكن أي قائمة علمانية في العراق اليوم لا تستطيع أن تقيم حكما علمانيا لأن الشريك الآخر هو إما ديني أو كردي ولذلك فالحكم المختلط هو الصحيح، وقد أعطت الاتصالات العربية دعما كبيرا لقائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي، وأصبحت وكأنها قائمة العرب وصار عليها اجماع عربي وما بين اليمن واليسار وبين الاردن وسورية وبين سورية والسعودية وبين السعودية ومصر، ولذلك نشطت السعودية أخيرا عندما شعرت الدول العربية بأن هناك محاولات لإفشال حظ الفائز الأول برئاسة الوزراء، ورغم ذلك فإن الحكومة ستشكل كما شكلت الحكومات السابقة أي يمكن ان يكون رئيس الوزراء علماني ولكن حكومته لن تكون إسلامية او يكون رئيس الوزراء إسلامياً وتكون حكومته علمانية وهكذا".
دمشق وعلى أعلى مستوياتها السياسية، أكدت أكثر من مرة أن من الخطير جدا أن يدير العرب ظهورهم لما يجري في العراق، وسط وضع سياسي غير ناضج بصورة كافية بعد، الأمر الذي سيفتح الباب أمام نمو نفوذ الآخرين، وإن كانت دمشق تتخوف من خطط "يتامى بوش" إلى أنها لا تتوجس من الدورين التركي والإيراني، ويستبعد المحلل السياسي والصحفي السوري راضي محسن أن تلعب كلٌّ من الدولتين دوراً باتجاه تأزيم الأوضاع في العراق، ويضيف قائلاً:
"استنادا لما تعلنه دول جوار العراق إيران وتركيا وسورية من خطط إستراتيجية بعيدة المدى بهدف إيجاد الأمن والاستقرار في المنطقة فإن هذه الدول تريد أن تدفع بالعراق نحو الاستقرار وفق المصالح المشتركة التي تجمع هذه الدول مع العراق على أن تقوم هذه المصالح بخلق إقليم اقتصادي كبير ينعكس خيراً على المنطقة بدلاً من أن تكون ساحة مواجهات تستنزف خيراتها".
يأمل المهتمون بالشأن العراقي في العاصمة السورية أن يسلك العراق الطريق الذي سلكه لبنان خلال الفترة الأخيرة، فيتحول من ساحة لتصفية الآخرين حساباتهم فيه إلى مركز لصنع التوافقات في المنطقة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.