روابط للدخول

خبر عاجل

تصريحات متفائلة لبايدن ومواقف إقليمية مؤيدة لحكومة عراقية ائتلافية


نائب الرئيس الأميركي جو بايدن
نائب الرئيس الأميركي جو بايدن
أكدت أحدث التصريحات الرسمية الصادرة عن الولايات المتحدة وإيران والسعودية أهميةَ أن تكون الحكومة العراقية المقبلة "ائتلافية" جامعة للمكوّنات الكبرى في البلاد.
مواقفُ واشنطن وكلٍِ من طهران والرياض نُشِرت في وقتٍ متزامنٍ الأحد وذلك في الوقت الذي يواصلُ زعماء سياسيون عراقيون مشاوراتٍ ترمي إلى تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تضمّ القوائم الرئيسة الأربع الفائزة في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل أكثر من أربعة أسابيع.
نائبُ الرئيس الأميركي جو بايدن قال في مقابلةٍ أُجريت الخميس
ونُشرت الأحد إنه "من الضروري بالنسبة إلى العراق" وجود حكومة ائتلافية واسعة النطاق تجمع الجماعات العرقية والأحزاب الكبرى. وتوقّع أن يجرى تقسيم المناصب الوزارية الكبرى بين قائمة العراقية والمجلس الأعلى الإسلامي في العراق وأحزاب التحالف الكردستاني وائتلاف دولة القانون مضيفاً أن "كل المؤشرات التي حصلنا عليها من الأطراف كافة تشير إلى ضرورة أن تشمل الحكومة الأطراف الأربعة"، بحسب ما نقَل عنه الكاتب الأميركي المعروف ديفيد إغناتيوس.
المقالُ الذي نَشَرت صحيفتا (واشنطن بوست) الأميركية و(الشرق الأوسط) اللندنية نَسختيه الإنكليزية والعربية في آنٍ واحد الأحد
ذكر أن تعليقات بايدن التي وُصفت بـ"المتفائلة" جاءت بعد أيام من وقوع موجة جديدة من الهجمات التي أثارت مخاوف من إمكان انزلاق العراق مجدداً نحو أعمال عنف طائفي. وأوضح إغناتيوس أن مساعدي بايدن اقترحوا إجراء المقابلة "في محاولةٍ للتصدي لمثل هذه المخاوف ولتوضيح حدود "الخطوط الحُمُر" الأميركية في مرحلةِ ما بعد الانتخابات التي تنطوي على حساسية بالغة.
وقبل ساعاتٍ من نشر تصريحات نائب الرئيس الأميركي، عقد السفير الإيراني في العراق حسن كاظمي قمي مؤتمراً صحافياً في بغداد السبت حضّ فيه الزعماء العراقيين على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وصرّح قمي بأن قائمة (العراقية) التي فازت بأكبر نصيب من المقاعد البرلمانية ستجري مناقشات في طهران خلال الأيام المقبلة.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالتا رويترز وفرانس برس للأنباء عنه القول "نؤيد ونشجّع مشاركة كل الأطراف ولكن هذا أمر عراقي داخلي" مضيفاً "إنه تشاور فقط مع (العراقية) لا أكثر."
فيما أبرَزَت وكالة أسوشييتد برس للأنباء قوله إنه "ينبغي أن تشارك جميع الكتل في الحكومة التي يجب أن تكون شاملة"، بحسب تعبير السفير الإيراني في بغداد.
في غضون ذلك، أدلى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بتصريحاتٍ وُصِفت بأنها "الأولى المعبّرة عن وجهة نظر الرياض"
إزاء نتائج الانتخابات العراقية والمشاورات الرامية إلى تشكيل الحكومة المقبلة.
الفيصل قال في التصريحات التي انفَرَدَت بنشرها (الشرق الأوسط) اللندنية الأحد إن "كل ما نضمره للعراق هو الخير والاستقرار والوحدة والاستقلال، وهذا لن يأتي إلا بإرادة عراقية ولن يأتي من خارج العراق."
وفي نفيِه دعم الرياض لقائمة (العراقية)، قال الفيصل "نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية، ونقف مع كل عراقي مع وحدة العراق واستقلاله وسيادته على أراضيه، ونقف على مسافة واحدة من جميع السياسيين"، بحسب تعبيره.
المسؤول السعودي اعتبر أن الزيارة التي قام بها وفد التيار الصدري إلى الرياض كانت "مثمرة"، على حد وصفه. وكشف عن سلسلةِ زياراتٍ مرتقبة لسياسيين عراقيين إلى السعودية خلال الفترة المقبلة.
وفي تعليقه على مغزى كل هذه التصريحات التي أطلَقها مسؤولون دوليون وإقليميون بوقتٍ متزامن، قال مستشار جمعية الصحفيين الكويتيين الدكتور عايد المناع لإذاعة العراق الحر إن "الكل يريد حكومة تكون مقبولة أولاً من الشعب العراقي وثانياً مقبولة من الأطراف الأخرى، وهذه عملية ليست سهلة............"
وفي مزيدٍ من التحليل، تحدث الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر عن أسباب التقارب الجديد في وجهاتِ نظر أطراف دولية وإقليمية إزاء المشاورات السياسية العراقية لتشكيل الحكومة المقبلة.
وأجاب الباحث رزق في مقابلة أجريتها عبر الهاتف الأحد عن أسئلة تتعلق بالتصريحات الصادرة عن واشنطن والتي كان آخرها ما أدلى به نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وقال فيها إنه "أوضَحَ لجميع المعنيين" أن الولايات المتحدة ترى أن انتخابات السابع من آذار كانت عادلة، وأنها تعارض أي جهود غير مشروعة لإلغاء النتائج. وأضاف أنه حالَ اندلاع أعمال عنف طائفية كبرى مجددا العام المقبل، سيكون لدى الولايات المتحدة حينها 50,000 جندي في العراق، وأنها ستدرس أي طلب حكومي للمساعدة".
كما أجاب رزق عن سؤال آخر في شأن مستقبل العلاقات الإستراتيجية بين بغداد وواشنطن بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية العام المقبل خاصةً في ضوء ما قالَه بايدن بأنه أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تنوي "الإبقاء على تعاوننا هنا" ولا سيما في المجالات غير العسكرية التي تأمل واشنطن أنها ستشكّل جزءا من علاقة مستقرة طويلة الأمد، بحسب ما نُقل عنه.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقتطفات من مقابلة مع مستشار جمعية الصحفيين الكويتيين د. عايد المناع وأخرى مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG