روابط للدخول

خبر عاجل

مثقفون يطالبون الحكومات العربية بالاهتمام بالترجمة



كانت الترجمة مرآة تتجول بين الثقافات واليوم باتت جسدا ثقافيا يضم شعوب العالم إذ كان لها الفضل في التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات والثقافة العربية.
ولعل أوضح الأمثلة على ذلك هو الدور الذي أدته بغداد حيث كان يقف بيت الحكمة الذي أنشأه الخليفة المأمون والذي كان مسرحاً للحوار بين حضارات الشرق والغرب وأساسا للنهضة الأوروبية.
كانت هذا هو محور المؤتمر الدولي الأول للترجمة الذي استضافته القاهرة ونظمه المركز القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة المصرية.
ضم المؤتمر الذي حمل عنوان "الترجمة وتحديات العصر" أكثر من ثمانين باحثا ومترجما عربيا وأجنبيا ناقشوا العديد من القضايا المتصلة بعملية الترجمة ومنها "تحولات نظرية الترجمة"، و"الترجمة والهوية الثقافية"، و"الترجمة في عصر ما بعد الاستعمار"، و"معوقات التمويل والنشر والتوزيع"، و"الترجمة العلمية".
أكد الكاتب والشاعر اللبناني الدكتور عيسى مخلوف أهمية المؤتمر باعتباره أول مؤتمر دولي يدور حول الترجمة والتحديات التي تواجهها، مشيرا إلى أنه سيساهم في بناء اللبنات الأولى في تأسيس تفكير جديد للترجمة في مصر والعالم العربي.
وأوضح مخلوف أهمية دور بيت الحكمة في بغداد من خلال الترجمات التي أنجزها في مجالات الثقافة والمعرفة لإثراء الثقافة العربية وغير العربية وخاصة الأوربية، وأشار إلى أهمية تعامل الحكومات بجدية مع حركة الترجمة من خلال تطوير مناهج التربية والتعليم وإنشاء معاهد كبرى للترجمة وتهيئة المترجمين كي يتمكنوا من ترجمة النصوص التي ساهمت في انطلاق الثورات المعرفية والاجتماعية.
وفي سياق آخر، استعرض الشاعر والناقد والمترجم العراقي الدكتور صلاح نيازي البحث الذي تقدم به إلى المؤتمر والذي يحمل عنوان "من أفانين شكسبير وتأثيرها في الترجمة"، مؤكدا أهمية التعرف على تقنيات التعبير لدى الكاتب الإنجليزي لفهم نصوصه التي شدد على أهمية ترجمتها ونشرها في العالم العربي.
ودلل نيازي على أهمية ترجمة أعمال شكسبير بمسرحية "ماكبث" باعتبارها إجابة عملية لما يدور في بعض البلدان العربية من سفك للدماء وقال إن هذه الرواية أثرت في الأدب الروسي والفرنسي وأدت إلى إلغاء عقوبة الإعدام في أوروبا، مؤكدا حاجة العالم العربي إلى مثل هذه الأعمال الأدبية لمجابهة الروح العدوانية وإثارة التقزز من الدم.
أما الشاعر الللبناني بول شاؤول فرأى أن حركة الترجمة في العالم العربي جيدة لكنها تحتاج لمؤسسات أكبر، وأشاد بالخطوة التي قام بها المركز القومي للترجمة في مصر برئاسة الدكتور جابر عصفور في بناء سياسة وإسترايجية شاملة للترجمة وإحياء التوازن بين العلم والفلسفة والأدب.
لكن المدير العام المساعد لمعهد العالي العربي في باريس الكاتب والمترجم السوري الدكتور بدر الدين عردوكي فقد انتقد وضع الترجمة في العالم العربي ووصفه بأنه "سيء للغاية"، مشيرا إلى أن "ما يقوم به العالم العربي من ترجمة لا يساوي عدد ما تترجمه دولة واحدة مثل أسبانيا تضم من 30 إلى 40 مليون مواطن فقط".
عرودكي وألقى مسؤولية تدهور حركة الترجمة في العالم العربي على دور النشر الخاصة.
XS
SM
MD
LG