روابط للدخول

خبر عاجل

وفود من الكتل السياسية العراقية تتوافد إلى دول الجوار


مع تعثر عملية تشكيل الحكومة في بغداد، بدأت الكتل السياسية العراقية حركة نشطة باتجاه عواصم الإقليم، عل هذه تستطيع مد يد العون لإخراج الأزمة من عنق الزجاجة. ولم تعد طهران المقصد الوحيد لبعض الكتل التي كانت تحسب عليها، وإنما بدأت عواصم مثل دمشق وأنقرة وحتى الرياض تستقبل ممثلي هذه الكتل.
وفي مقابل هذه الحركة نحو الخارج، علت أصوات في الداخل العراقي وربما كان من بين أبرزها رئيس الوزراء نوري المالكي، تؤكد على أن تشكيل الحكومة يجب أن يتم في بغداد وليس في مكان آخر، فوسط هذه الجدلية، كيف يمكن تفسير حركة الكتل السياسية العراقية نحو دول الجوار، وما مدى تأثير هذه الدول على صورة مستقبل العراق؟
يقول الخبير الإستراتيجي العراقي صبحي ناظم توفيق في حديث لإذاعة العراق الحر:
"مادامت الفوضى قائمة في العراق، وما دام العراق غير مستقر من الناحية الأمنية، ومادمت الحدود العراقية غير منضبطة، فإن دول الجوار لها تأثير مباشر وتأثير غير مباشر على الأوضاع في العراق، هذه نقطة، ونقطة ثانية: ربما زعماء الكتل السياسية الذين تفضلت بالحديث عنهم (المالكي)، هم أول من نسقوا مع إيران وبعد أن كثرت الأقاويل عليهم بات عليهم تغطية ذلك التنسيق مع إيران بالتنسيق مع دول الجوار الأخرى، وعلى الأقل إعلاميا، ليقولوا لنا نحن ننسق أيضا مع الأردن وتركيا والسعودية وسورية بالذات".
في الأسبوع الأخير استقبلت دمشق وفدا من "التيار الصدري"، ثم وصلها وفد من "المجلس الأعلى" يقوده نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي شخصيا، ومن المتوقع أن يصلها في أي لحظة وفد من "ائتلاف العراقية"، ويعتبر مصدر مقرب من أحد الكتل الشيعية الكبيرة في العراق أن هذه الزيارات ضرورية لإطلاع ووضع مسؤولي دول الجوار بصورة ما يجري في العراق.
المصدر الذي قال انه يفضل عدم الكشف عن اسمه، لأن الظرف في المرحلة الحالية حساس للغاية، يؤكد على أن جميع الجهود مطلوبة من أجل إنهاء أزمة تشكيل الحكومة، وتستطيع دول الجوار العراقي أن تساهم في عملية تقريب وجهات النظر وتوظيف المشتركات بين الأطراف والكتل السياسية العراقية التي ربما يكون بينها خلاف على العديد من القضايا والملفات السياسية.
المحلل السياسي والصحفي السوري راضي محسن يرى في زيارات رموز الكتل السياسية العراقية إلى دمشق وغيرها، نوعا من العودة أو الاستعانة العراقية بالعمق العربي، ويضيف قائلاً:
"انها مؤشر على تعثر العملية السياسية في العراق ودليل على أن الديمقراطية التي يعيشها العراق الآن مازالت ناشئة وبحاجة إلى دعم ومساعدة.
اعتقد أن هذه الزيارات قد تساعد الوفود العراقية على جلاء الأمور أكثر باتجاه تشكيل حكومة عراقية جديدة من خلال الاستماع إلى النصيحة والمشورة التي يمكن أن يحصلوا عليها من هذه الدول أو تلك، دون أن يتعدى الأمر مستوى التدخل في الشؤون الداخلية العراقية..إن من مصلحة سورية تشكيل حكومة عراقية قوية قادرة على ضبط الأوضاع الأمنية وتعيد الاستقرار إلى العراق، على أن تمثل هذه الحكومة جميع أطياف الشعب العراقي وإلا يهمش مكون على حساب آخر حتى لا نعود إلى مرحلة الفوضى السياسية والأمنية".
يذهب بعض المتابعين للملف العراقي هنا في العاصمة السورية إلى التأكيد بأن توافد قيادات الكتل السياسية العراقية على دمشق إنما يعبر بصورة ما عن مدى التقارب والتقاطع في السياسات السورية الأميركية تجاه صورة مستقبل العراق، وبهدف وقف أو تخفيف المد والنفوذ الإيراني، يقول الخبير الإستراتيجي العراقي المقيم بدمشق صبحي ناظم توفيق:
"من المؤكد ان العلاقات السورية الأميركية قد تحسنت كثيرا وخصوصا بعد تعيين سفير أميركي في سورية، ويجب أن يكون هناك بتصوري، تقارب بين السياستين السورية والأميركية تجاه العراق، وأنا أرى شخصيا أن سورية كدولة بالتأكيد لا تتمنى أن يكون هناك نفوذ إيراني أوسع مما هو قائم في الوقت الحاضر، لأن سورية دولة ذات توجهات قومية عربية، فيجب الحد من النفوذ الإيراني عبر التنسيق مع دول إقليمية أو عالمية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية".
ويتفق توفيق مع المحلل والصحفي السوري راضي محسن أن دمشق ستبقى تستقبل وفودا من الكتل العراقية ليس فقط إلى حين تشكيل الحكومة وإنما إلى ما بعد ذلك بكثير بسبب العلاقات الخاصة التي تربط هذه الكتل مع دمشق، وهي علاقة تعود إلى عشرات السنين، وأيضا بسبب المصلحة السورية البحتة بعراق آمن ومستقر يشكل عمقا استراتيجيا كما أعلنه أكثر من مسؤول سوري.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
XS
SM
MD
LG