روابط للدخول

خبر عاجل

تحذيرات من اللغة الطائفية في الشعارات الانتخابية


(عملية الفجر الجديد) هو الاسم الجديد الذي أطلقته الإدارة الأميركية على الحرب في العراق في إشارة إلى انتهاء الدور العسكري للقوات الأميركية في حماية العراق مع انخفاض عديدها. يأتي هذا في وقت يتزايد القلق من تصاعد العنف في ظل انتشار الشعارات الانتخابية للكتل المتنافسة في الانتخابات التشريعية المقبلة، وتحذيرات من خطورتها في إذكاء مشاعر الطائفية.
وكالة فرانس بريس للأنباء ونقلا عن قناة ABC الإخبارية ذكرت أن مذكرة أصدرها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس تقضي بتسمية الحرب على العراق بـ"عملية الفجر الجديد" مع مطلع أيلول المقبل أي في الوقت الذي ينبغي فيه أن ينخفض عديد القوات الأميركية في العراق إلى قرابة 50 ألف جندي.
ويشير التقرير إلى أن غيتس كتب إلى قائد القوات الأمريكية في العراق ديفيد بترايوس يخبره بأن تغيير الاسم يرمي إلى الإشارة بأن الدور الهجومي العسكري للقوات الأميركية في العراق يتجه إلى الانتهاء.
وكان اسم "عملية تحرير العراق" قد أطلق على الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الاميركية لإسقاط النظام السابق في العام 2003 .
وتؤكد الإدارة الأميركية على التزامها بالجداول الزمنية للانسحاب رغم قلقها من تأثير إيران في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في السابع من آذار المقبل، إذ وجه السفير الأميركي لدى بغداد كريستوفر هيل انتقادات قاسية إلى إيران، قائلاً إنها "أظهرت وجهاً خبيثاً" في العراق.
واتفق السفير هيل في ندوة عقدت في واشنطن الأربعاء، مع تصريحات قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو فيما يتعلق برئيسي لجنة اجتثاث البعث علي اللامي واحمد الجلبي، مؤكدا أنهما تحت تأثير إيران.. لكن الجلبي واللامي اعتبرا تصريحات اوديرنوا "تدخلا في شؤون العراق".
وما يزال الجدل مستمرا حول قضية المرشحين المبعدين، وأبرزهم رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك الذي أعلنت قائمته انسحابها من المشاركة ومقاطعتها الانتخابات بحسب ما نقلته وكالات أنباء عن الناطق باسم الجبهة حيدر الملا الذي أوضح أن قرار المقاطعة جاء في ضوء تقريرين أميركيين اتهم فيهما مسؤولان في هيئة المساءلة والعدالة بتنفيذ أجندات إيرانية.
الناطق الرسمي باسم كتلة العراقية ميسون الدملوجي، نفت في تصريحات لوكالة أصوات العراق، انسحاب جبهة الحوار الوطني من المشاركة في الانتخابات، مشيرة إلى أن قائمة العراقية ستعلن لاحقا تفاصيل ونتائج اجتماع عقدته مع أعضاء الجبهة.
عضو جبهة الحوار الوطني حامد المطلك أكد لإذاعة العراق الحر خبر مقاطعة الجبهة للانتخابات لافتا إلى أن الجبهة تشكك بنزاهة الانتخابات المقبلة وهذا ما دفعها إلى الانسحاب ومقاطعة الانتخابات.
لكن قاسم العبودي الناطق باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أكد لإذاعة العراق الحر أن جبهة الحوار الوطني لم تفاتح المفوضية بقرار الانسحاب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يسمح الآن بانسحاب أي كيان سياسي أو الانضمام لائتلافات أخرى.
وفيما يزداد القلق من استمرار التوتر على خلفية تداعيات قضية المرشحين المبعدين لارتباطهم بحزب البعث المنحل، واستخدام هذه القضية في الحملات الانتخابية، تشهد بعض المناطق في العراق تفجيرات تحصد أرواح المواطنين الأبرياء.
وكالة اسيوشيتيد بريس للأنباء ذكرت أن الحملات الانتخابية لا تفعل شيئا إلا إذكاء التوترات، إذ تلعب آلاف الملصقات واللافتات المنتشرة حول بغداد على حالة الغضب الطائفي المحتملة، بحسب تعبير الوكالة التي وصفت المشهد في بغداد بأنه لا يختلف كثيرا عما كان عليه عندما كان العراق على شفير حرب أهلية عام 2006.
المحلل السياسي حميد فاضل ورغم تأكيده على أن الشعارات الانتخابية هي استمرار للخطاب الطائفي الذي كان سائدا في المرحلة الماضية وأن القوى السياسية تحاول من خلال هذا الخطاب أن تحصل على أكثر عدد من أصوات الناخبين لتلك الطائفة أو ذاك المكون، إلا أنه يستبعد عودة الطائفية ويرى بأن إثارة هذا الموضوع يصب في موضوع التحريض على الطائفية.
ويشير أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بواشنطن الدكتور ادموند غريب إلى وجود انتقادات داخل الولايات المتحدة من قبل وسائل الإعلام ومنظمات غير حكومية وقلق من عدم إشراك مكون معين في الانتخابات، مؤكدا على اهتمام الإدارة الأميركية بالانتخابات العراقية التي ترى بأن مستقبل العراق يرتبط ارتباطا رئيسيا ومهما بشكل العلاقة بينها وبين إيران، وأن ذلك سيؤثر على الوضع في العراق والمنطقة.
المحلل السياسي العراقي حميد فاضل يعتقد أن العراق الجديد لا يحتمل بعد اليوم عزل أو تهميش لأية طائفة أو أي مكون داعيا إلى تبني التسامح والعدالة الانتقالية..
المزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهم في إعداده مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد خالد وليد..
XS
SM
MD
LG