روابط للدخول

خبر عاجل

اسواق البالة في ديالى حيث يتحول محدودو الدخل تجارا ومشترين


جانب لسوق البالة في المقدادية
جانب لسوق البالة في المقدادية

من الظواهر التي بدات بالاتساع منذ تسعينيات القرن الماضي في العراق ظاهرة تجارة الملابس المستعملة والتي لا تكاد تخلو منها اي محافظة عراقية.

وفي ديالى هناك سوق المقدادية الكبير الذي يرتسم على شكل رصيف طويل يعرض عليه تجار "اللنكات" او "البالة" بالمصطلح الشعبي السائد في العراق، بضاعتهم من الملابس المستعملة.
صالح عبدالامير احد الباعة قال ان "اكثر الملابس يتم جلبها من محافظتي السليمانية واربيل والتي تكون في الغالب مستوردة من دول اوربية، كما ان اغلبية الزبائن هم من المتعففين والايتام والارامل"، مضيفا ان اسعار ملابس البالة تتراوح بين (250 -1000) دينار فقط وهو مناسب للكثير من ذوي الدخل المحدود.
فيما قال بائع اخر ان المواطنين يلجئون الى "اللنكات" لان ملابسها سميكة وتتميز بجودة قماشها بالرغم من انها مستعملة على عكس الملابس المحلية الجديدة والتي تكون في الغالب رديئة التصميم والمتانة.
اغلب باعة البالات التجئوا الى هذه المهنة هربا من البطالة.
احد العاملين ببيع البالة قال انه يعمل بهذه المهنة منذ (12) سنة وانه لا يستطيع العمل بالسوق لان ايجارات المحال التجارية باهضة الثمن ولذلك فهو يفضل العمل بالبسطيات او "العربات"، ويضيف ان هذه المهنة تدر عليه يوميا عشرة الاف دينار، فيما يستخدم باعة اخرون عجلة "الستوتة"، للترويج لبضاعتهم وبيعها.
وخلال جولتنا في سوق البالات التقينا بالبائع مجيد حميد وهو احد ضباط الجيش العراقي السابق اجبرته الظروف المعيشية الصعبة على العمل باللنكات، وطالب الحكومة العراقية بفتح مصانع النسيج وتشجيع القطاع الخاص كي تعود الملابس العراقية الى السوق ولكي يستغني المواطن عن المستورد من الثياب والبالات.
ام ابراهيم سيدة عراقية (في عقدها الخامس) بينت انها تلجأ الى الملابس المستعملة لان وضعها الاقتصادي صعب وزوجها رجل مسن متقاعد ويتقاضى راتبا شهريا مقداره (300) الف دينار وهو لا يتناسب مع متطلبات الحياة ولا يكفي العائلة.
والى القرب من ام ابراهيم كان ابو عبد الله (50 سنة) انشغل بالبحث عن ملابس لابنائه، حيث قال ان اسرته متكونة من (11) فردا، وهو احد منتسبي الجيش العراقي السابق وقد تاخر عنه راتبه (7) اشهر وداهمه الشتاء فجاء مسرعا للتبضع من "الباله" لعدم مقدرته على الشراء من السوق، فراتبه لا يتعدى الـ(250) الف دينار كل شهرين، وهي لا تكفي.
XS
SM
MD
LG