روابط للدخول

خبر عاجل

نجاحات وإخفاقات المشهد الثقافي العراقي عام 2009 كما يراها المثقفون العراقيون


على إيقاعات التجدد وأنغام الحياة، نلتقي بكم مجددا مستمعينا الكرام في آخر عدد من مجلتنا لهذا العام.

بعد رحلة طفنا فيها خلال الشهور الماضية على مختلف مظاهر الحياة الثقافية وتنوعاتها. واليوم ونحن نقترب من نهاية عام آخر، فإننا نطل مرة أخيرة على هذا العام ومشهد الثقافة العراقية فيه. عدد مجلتنا لهذا الأسبوع يتضمن محورا عن ابرز عناصر المشهد الثقافي وإحداثه في العام المنصرم، وموضوعا عن الشاعر العراقي بدر شاكر السياب بمناسبة ذكرى رحيله التي تصادف في الرابع والعشرين من شهر كانون الأول.

* السياب هذا الاسم الذي أصبح من ابرز الأسماء الشعرية العراقية في القرن الماضي، إن لم يكن أبرزها، مرت في الرابع والعشرين من الشهر الجاري ذكرى وفاته. ويعتبر السياب رائدا للشعر الحديث أو الشعر الحر الذي خرج على شكل العمود الشعري، وهو وان ترك تراثا شعريا يتباين في مستواه، فان قصائده التي عبرت عن أجمل ما لديه، كانت ولا تزال تحظى بحضور كبير في الأدب العراقي والعربي. يقول السياب في إحدى قصائده الشهيرة:

* بينما يقترب عام 2009 من نهايته ، نتطلع إلى الخلف لننظر إلى ابرز الإحداث التي حدثت في هذا العام ضمن المشهد الثقافي ، وما هي ابرز ملامح هذا المشهد، وبالتأكيد فان استقرار الأوضاع الأمنية النسبي جلب نشاطا للحركة الثقافية تجسد في أشكال مختلفة، وان كانت الخروقات الأمنية لا تزال تلقي بظلالها على هذا المشهد أيضا. لنبدأ أولا من عالم الفن التشكيلي ومنظمات المجتمع المدني الثقافية مع الفنان حسن نصار مدير مؤسسة اتجاهات الثقافية وقاعة مدارات للفن التشكيلي، حيث يقول أن الحركة التشكيلية شهدت نشاطا اكبر في عام 2009 من خلال نشاط ثلاث قاعات رئيسة في بغداد هي قاعات أكد ومدارات وحوار، وشهدت معارض فنية كثيرة لعدد من الفنانين المعروفين، كما ان وزارة الثقافية من جهتها رممت وهيأت عدد من المعارض التي في حوزتها وأقامت معارض متنوعة عليها. ولكن نشاط منظمات المجتمع المدني الثقافية شهد تراجعا في رأي نصار، إذ يقول أن هذه المنظمات تعتمد أساسا على الدعم سواء من الحكومة أو من منظمات خارجية وهذا ما شهد انحسارا في عام 2009.
وبينما شهد النشاط المسرحي عودة ملحوظة عبر عدد من العروض الشعبية والجادة، فان النشاط السينمائي لا يزال شبه غائب عن حياة الناس ودور السينما لا تزال مغلقة في معظمها، أما على مستوى العمل الإبداعي فقد برزت ظاهرة إنتاج أفلام قصيرة ذات طابع وثائقي فاز بعض منها ببعض الجوائز المعروفة. من المؤسسات التي لعبت وتلعب دورا ملحوظا في المشهد الثقافي العراقي هي مؤسسة المدى الثقافية واتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وفي لقاء مع الناقد علي الفواز مسؤول الشؤون الثقافية في الاتحاد حدثنا عن رؤيته لعام 2009 من جانبها الثقافي قائلا ان اتحاد الأدباء قام بفعاليات ونشاطات متنوعة خلال هذا العام، تجسد في المهرجانات والندوات والنشاطات المستمرة التي قام ويقوم بها، كما انه سعى للانفتاح على أدباء المحافظات التي عانت من الإرهاب في الأعوام الماضية، لإعادة اللحمة إلى المشهد الثقافي العراقي. وعند سؤاله عما إذا كانت الفعاليات المختلفة التي تجري في المشهد الثقافي هي فعاليات تحري أساسا على السطح، وتفتقد إلى تطوير البنى التحتية للثقافة العراقية مثل القاعات الأدبية والمسارح ومراكز البحوث والدراسات وغيرها، أجاب بان احد أسباب هذه المشكلة هو ان النشاط الثقافي عموما في العراق خلال العقود الماضية ظل مرتبطا بالسلطات والحكومات المتعاقبة التي مرت على البلد، وبالتالي فان حركة مأسسة الثقافة العراقية بصورة منهجية ظلت ولا تزال ضعيفة، وان كانت هناك بعض المبادرات الحالية التي تعمل على تأسيس مؤسسات من نوع (المجلس الأعلى للثقافة في العراق) والذي لا يزال مشروعا مؤجلا.
كما شهد العام المنصرم إعادة افتتاح شارع المتنبي وعودة الحياة النشطة إليه بعد ترميمه من آثار التفجير الذي عطل الحياة فيه، بالإضافة إلى مراكز أخرى كالمتحف البغدادي. أما على صعيد وزارة الثقافة، فقد استمرت باختيار المدن العراقية تباعا باعتبارها عواصم للثقافة العراقية، كما أقامت أياما عراقية ثقافية في عدد من البلدان الخارجية، ولكن يبقى التنسيق والانسجام بين المؤسسات الثقافية المختلفة في البلد غائبا وهو ما ينعكس على المشهد الثقافي، والذي يعبر عنه الأديب مروان عادل حمزة خلال اللقاء الذي اجريناه معه بالقول أن من يتمعن في عناصر ومؤسسات المشهد الثقافي يجد أن ليس هناك مشكلة في كل مؤسسة او جانب على حدة، وان المشكلة الأكبر تتمثل في التنسيق بين هذه المؤسسات والنشاطات المختلفة الجارية.
ولا تزال الثقافة العراقية تفتقر إلى البنى الأساسية التي يمكن أن تجعل من الفعل الثقافي العراقي فعلا منهجيا متطورا، مثل القاعات والمراكز الثقافية ودور السينما وغير ذلك، وفي الوقت الذي تولد فيه أسماء جديدة لتحتل مكانتها في المشهد الثقافي العراقي، فان الثقافة العراقية فقدت عددا من مبدعيها هذا العام مثل الفنان قاسم محمد والفنان قائد النعماني.
XS
SM
MD
LG