روابط للدخول

خبر عاجل

صحافة دمشق: أن تكون عراقيا


الشأن العراقي في الصحافة السورية اليوم تنوع بين تغطية الأوضاع الأمنية بما فيها تداعيات انفجارات الأحد الماضي، وبين متابعة آخر مستجدات الجدل الدائر في بغداد تجاه قانون الانتخابات والتحالفات السياسية الجديدة التي تظهر على الساحة.

صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم نشرت خبرين الأول تحت عنوان: "قانون الانتخابات في طريق مسدود"، والثاني: "إرهابي موقوف يقتل ضابطاً أثناء التحقيق!" وقد صاغت الصحيفة هذا الخبر بأسلوب يشكك بدقة ما جاء فيه.
صحيفة "الثورة" الرسمية عنونت على صفحتها الأولى: "مقتل وجرح 29 عراقياً بهجمات في بغداد والموصل".
ومن الأخبار العراقية التي نقرأها على موقع "شام برس" الإلكتروني: "شوارع بغداد تستعيد حواجز الاسمنت والقوات الخاصة المدربة أميركياً"، "تضارب روايات مقتل محقق ومتهم في تفجيرات الأحد"، "وفد حكومي عراقي إلى القاهرة للمشاركة في اجتماعات اللجنة المشتركة"، و"بغداد تضم تفجيري الصالحية إلى ملف التحقيق الدولي".
صحيفة "الوطن" الخاصة تحدثت عن زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى كردستان العراق، وعن التحالف الجديد السياسي بين علاوي والمطلك، وقالت "الوطن": أُعلن أمس السبت دمج حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة إياد علاوي وجبهة الحوار برئاسة صالح المطلك في حركة سياسية واحدة، قالت إن هدفها تجاوز الواقع الطائفي على أعتاب الانتخابات التشريعية المرتقبة، والتي لم يتفق النواب العراقيون حتى الآن على قانونها، في ظل خلاف كبير على قضية كركوك، قد يتسبب في تأجيل الانتخابات، وهو الأمر الذي قد يؤخر بدوره سحب القوات الأميركية من العراق.
وتابعت "الوطن": يأتي ذلك، بينما يستبد القلق بالأوساط السياسية والشعبية، إزاء تردي الوضع الأمني في البلاد بعد تفجيرات الأحد الدامي، مع مطالبة نواب باستجواب رئيس الحكومة نوري المالكي.
على موقع "سورية الغد" نقرأ مقالا افتتاحيا تحت عنوان: "أن تكون عراقيا" بقلم الصحفية السورية المقيمة في لندن ربى الحصري.
تقول الكاتبة: عندما نبحث عن معنى أن تكون عراقيا فإننا سنجد تعريفا واحدا ظهر مبكرا في لحظات الاستبداد ثم تناثر بشكل سريع، لنعرف أن الديمقراطية والاستبداد يحملان أحيانا نتيجة واحدة عندما يؤسسان على الحرب، أو على رسم خارطة العراق دون إدراك أن الجغرافية هي في النهاية خارطة سكانية أيضا، وأن الانطلاق منها لتعميم نموذج يبدو أمرا صعبا بعد أن تبدلت صياغة الشرق الأوسط بشكل حاد منذ أوائل الثمانينات.
وتضيف: أن تكون عراقيا يعني في النهاية مزاج حضاري مركب، وخيوط كثيفة من التاريخ والمعاصرة، وفي النهاية هو الشعور بالثقل الحضاري الذي يتناثر اليوم كنوع من معاكسة الذاكرة أو التاريخ، أو حتى الوقوف على تاريخ التفجيرات والفصائل والتيارات، في أكبر خلل نشهده لجغرافية الشرق الأوسط بأكملها.
وتقول الصحفية السورية: علينا أن نكون مذعورين مما حدث في العراق، وعلينا أن نخاف من مساحة العنف المفتوحة داخله، لأن ما يحدث يتجاوز التحليل السياسي المنطقي، أو البحث عن أجندات، فهو يدخل في تفاصيل الاجتماع البشري.
وتختم قائلة: من العراق بدأنا وإليه ننتهي، ومنه كانت مسيرة جلجامش وانتهت مسيرة بوش، ولا نعرف كيف نستطيع فهم العراق دون كل روابطه الحضارية، وسنعجز أيضا عن قراءة الإرهاب داخله إذا بقينا داخل المسار السياسي فقط.
XS
SM
MD
LG