روابط للدخول

خبر عاجل

تحذيرات ومخاوف من اشتداد أزمة المياه في العراق


نهر الفرات في الهندية، العراق
نهر الفرات في الهندية، العراق
مع أن الحكومة التركية وعدت بزيادة حصة العراق من المياه بعد مناشدات عراقية عديدة غير أن مستوى منسوب المياه في نهري دجلة والفرات ما زال يسجل تراجعات بانت آثارها في جفاف الجداول المتفرعة عنهما وفي زيادة نسبة الملوحة، في مياه النهرين حتى أنها عدت غير صالحة للاستهلاك البشري ما دفع معظم المواطنين إلى شراء المياه الخاضعة لعمليات تحلية، ووصف مدير الموارد المائية في كربلاء المهندس مهدي محمد علي شح المياه في العراق بأنه يترك آثارا كارثية على الزراعة في العراق ويسبب بإتلاف مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وقال إن" نسبة الأملاح ارتفعت في دجلة والفرات عند محافظات وسط وجنوب العراق".
وبينما زار مسؤولون وسياسيون أنقرة لإطلاعها على حجم الأضرار التي تلحقها بالعراق سياستها المائية، وسارع هؤلاء المسئولون للتصريح بان تركيا أطلقت كميات إضافية من المياه لصالح العراق، غير أن مناسيب المياه المتدنية ما زالت على حالها، وحذرت بعض الأوساط الشعبية من تحويل قضية المياه في العراق إلى مناسبة للكسب السياسي على الرغم من خطورة القضية، وهو الأمر الذي أشار إليه معتمد المرجع السيستاني في كربلاء خلال خطبة صلاة الجمعة الأخيرة، وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي إن" شح المياه يتسبب بمخاطر كبيرة ويهدد الواقع الزراعي ودعا الى التفاوض مع تركيا وسورية للحصول على حصة مناسبة من المياه".
بعض البرلمانيين العراقيين ومن خلال تصريحات سابقة على خلفية أزمة المياه في العراق قالوا إن أسبابا سياسية تقف وراء حجب تركيا لجزء من حصة العراق المائية، فيما يرى بعض المهتمين ان أهدافا اقتصادية تقف وراء هذا الأمر ويقول الأستاذ سعدي الموسوي التدريسي في كلية الإدارة والاقتصاد إن الدول المستفيدة من تحول العراق الى بلد استهلاكي تسعى لإبقائه كذلك، مشيرا إلى أن خفض مناسيب المياه جاء بعد مساع عراقية لدعم القطاع الزراعي ما يعني برأيه ان تركيا تسعى لأن تكون سلة غذاء المنطقة من خلال إفقارها زراعيا لكل من العراق وسورية، مضيفا أن" بقاء العراق معتمدا على النفط فقط له مخاطر كبيرة".
في محيط مدينة كربلاء وتحديدا عند منطقة حي العباس التي ما زالت تحتفظ بعدد من البساتين صار القلق باديا على أبو حسن وهو صاحب بستان في تلك المنطقة بسبب جفاف بعض الجداول وبهدف معالجة هذه المشكلة لجأ أبو حسن إلى حفر عدد من الآبار لكن لسوء الحظ فإن معظم هذه الآبار التي كلف الواحد منها ما يزيد على الـ300 الف دينار كما يقول كانت مالحة، إلا بئر واحد.
ويضيف أبو حسن أن" شح المياه سيقضي على ما تبقى من بساتين كربلاء لأن تكاليف إدامة هذه البساتين عن طريق الآبار ستكون مكلفة وغير مجدية بالنسبة لأصحابها".
تتجلى ازمة المياه في إحدى صورها بالخضار المستوردة التي تملا الأسواق العراقية برغم سعي الحكومة العراقية لمنع استيرادها من دول الجوار وربما يكون لهذا القرار علاقة مباشرة بانخفاض مناسيب المياه في النهرين، ليظل العراق سوقا للخضار القادمة من سورية وتركيا والتي" لم تشبع ذوق المستهلك العراقي الذي ما زال يحتفظ بطعم الخضار والفواكه العراقية بحسب المواطنة" سميرة عبد الله.
اذن ازمة مياه حادة ستبقي العراق اشبه بجسد مسجى يعيش على قطرات من المغذي تبقيه على قيد الحياة دون عافيه، وهو أمر خطير يتطلب تحركا عراقيا على اكثر من صعيد لتوفير المياه من أجل الحياة ومن أجل الانتاج والازدهار.
لمزيد من التفصيل، إستمع الى الملف الصوتي.
XS
SM
MD
LG