روابط للدخول

خبر عاجل

رئيس الوزراء السوري في بغداد لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية


سميرة علي مندي

ملف العراق، الذي يحمل العناوين التالية:
- رئيس الوزراء السوري في بغداد لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية
- المالكي يؤكد حرص حكومته على تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوربي
******************
وصل رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي العطري إلى بغداد الثلاثاء في زيارة رسمية تستمر يومين بدعوة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وكالات الأنباء ونقلا عن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ذكرت بان "رئيس الوزراء السوري سيرأس اجتماع اللجنة العليا العراقية-السورية المشتركة" ويضم الوفد "وزراء المالية والداخلية والنفط والري والإقتصاد والصحة والنقل والصناعة والكهرباء والإسكان".
وسيجري الوفد مباحثات رسمية مع كبار المسؤولين العراقيين، بحسب الدباغ الذي أكد أن الوفد سيوقع عدة اتفاقيات لتدعيم التعاون في المجالات المالية والتجارة بين البلدين.
وتحضى هذه الزيارة بأهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها لمسؤول سوري بهذا المستوى يزور العراق منذ عقود. وكانت العلاقات بين سوريا والعراق غير ودية منذ تولي الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 1979. وجاء اجتياح القوات الأمريكية للعراق في 2003 ليزيد العلاقات فتورا. واتهم مسؤولون أمريكيون وعراقيون سوريا بعدم القيام بالدور اللازم لمنع تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود إلى العراق خلال السنوات الست المنصرمة ويتوقع أن يكون هذا الموضوع احد الملفات المهمة التي ستناقش بين الجانبين..
وبعد عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في تشرين الأول الماضي عينت دمشق أول سفير لها لدى العراق كما باشر السفير العراقي بمهام عمله في دمشق مطلع العام الحالي..
رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري أكد خلال ترؤسه جلسة الحكومة السورية بدمشق قبل توجهه إلى بغداد، أهمية قضايا وموضوعات التعاون التي سيبحثها الوفد الحكومي السوري في زيارته للعاصمة العراقية، معرباً عن تفاؤله بنتائج اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة على صعيد تعزيز علاقات التعاون المشترك وإعادة الدفء والحيوية لها بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات.
مراسل إذاعة العراق الحر في دمشق وافانا بتقرير عن تطورات العلاقات السورية العراقية يتضمن رأي الصحفي السوري راضي محسن الذي يرى بان زيارة رئيس الوزراء السوري إلى بغداد تشير إلى المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين:
(تقرير جانبلات شكاي)
"أعربت دمشق عن تفاؤلها بنتائج اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة، وأكد رئيس الوزراء محمد ناجي عطري خلال ترؤسه جلسة الحكومة السورية بدمشق قبل توجهه إلى بغداد، أهمية قضايا وموضوعات التعاون التي سيبحثها الوفد الحكومي السوري في زيارته للعاصمة العراقية، معرباً عن تفاؤله بنتائج هذه الاجتماعات على صعيد تعزيز علاقات التعاون المشترك وإعادة الدفء والحيوية لها بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات.
ويضم الوفد الحكومي السوري إضافة إلى عطري ثلاثة عشر وزيراً ورئيس غرفتي كل من صناعة وتجارة دمشق.
اجتماعات اللجنة العليا المشتركة وزيارة رئيس الوزراء السوري إلى بغداد تشير إلى المستوى الذي وصلت إليها العلاقات الثنائية بين البلدين، وهي تأتي ضمن سياق من تطور هذه العلاقات، ويقول الصحفي السوري راضي محسن لإذاعتنا:

«هذه الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقة بين البلدين في جميع المجالات، على المستوى السياسي نلاحظ أن البلدين قد نجحا في مؤسسة هذه العلاقة من خلال تبادل السفراء بينهما، فأواخر الشهر الماضي قام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة إلى بغداد التقى خلالها كبار المسؤولين العراقيين ونقل رسالة من الرئيس بشار الأسد إلى الرئيس جلال الطالباني، وبعد هذه الزيارة أعتقد أن دور العلاقات الاقتصادية قد حان.
من هنا تأتي زيارة عطري في هذا السياق، واعتقد أن العلاقات السورية العراقية واجهت عدداً من العوائق لكنها الآن أصبحت من عداد الماضي، فمثلاً نظرة كل طرف إلى تواجد القوات الأجنبية في العراق، أعتقد أن هذا الموضوع قد حسم من خلال إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما جدولة سحب قواته من العراق، وهذا الإعلان بعث بشيء من الطمأنينة في السياسة السورية باتجاه العراق ومستقبله وعروبته ووحدته واستقلال قراره، وقد سرع هذا الإعلان على التقارب بين البلدين.
من هنا يمكن أن نفسر تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الأخيرة التي أعلن فيها أن سورية باتت تنظر إلى العراق على أنه يشكل عمقا استراتيجيا لها.
إن العمق الإستراتيجي بالنسبة لسورية، يستلزم علاقات اقتصادية متينة مؤسسة على علاقات سياسية يجب أن تكون أيضا متينة».
وقبل بدء اجتماعات اللجنة العليا، استقبلت بغداد الأسبوع الماضي وزير الاقتصاد والتجارة السوري عامر لطفي على رأس وفد فني للتحضير لاجتماعات اللجنة المشتركة، وحسب تصريحات المسؤولين في البلدين فقد تم إعداد مسودة المحضر المشترك الذي من المقرر أن يوقع عليه رئيسان وزراء البلدين، ويتضمن المحضر 20 بندا من مذكرات تفاهم واتفاقيات ثنائية أبرزها في المجال النفطي، ويقول الصحفي السوري راضي محسن:
«هذه الزيارة ستكون حجر الأساس في إعادة الدفء والحيوية بين البلدين التي شهدت فترة من التوتر وخصوصا منذ أحداث عام 2003.
وستدرس هذه الزيارة في سبل دفع العلاقات الاقتصادية بين سورية والعراق وخصوصا في ظل الحديث عن نية البلدين بإعادة تشغيل خط النفط بين كركوك وبانياس، والذي ينقل النفط العراقي عبر سورية إلى مختلف دول العالم.
كذلك تتحدث التقارير عن أن مسؤولي البلدين سيبحثان في إنشاء مناطق حرة في القائم والبوكمال، بما يساعد على تخديم التبادل التجاري، ولا ننسى فائدة إقامة مصرف تجاري مشترك على عملية تطور التبادلات بين البلدين».
زيارة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري إلى بغداد هي اقتصادية إذا أولاً، لكنها ستتطرق بالتأكيد إلى موضوعي اللاجئين العراقيين في سورية والوضع الأمني على الحدود المشتركة الطويلة بين البلدين، فهل مازالت هذه المواضيع عالقة في ملف العلاقات الثنائية؟ يقول الصحفي راضي محسن:
«هناك بعض الأمور التي لا نستطيع أن نقول أنها عالقة بين البلدين ولكنها تحتاج إلى حل، ومنها موضوع اللاجئين العراقيين في سورية، والتي تقول الحكومة السورية أن عددهم يقارب المليون لاجئ ويكلفونها ما يقارب 1.5 مليار دولار سنويا.
إن سورية تريد حل هذه المشكلة لأنها تشكل ضغطا على اقتصادها وبنيتها التحتية، وتجد أن الحل الأمثل لهذه المشكلة هي من خلال توفير الظروف الملائمة من أمن واستقرار في العراق يشجع هؤلاء اللاجئين بالعودة إلى وطنهم.
إن ما يساعد على التقارب السوري العراقي أن سورية باتت تدعم العملية السياسية في العراق، وهي أخيرا أشادت بنتائج انتخابات مجالس البلديات التي شهدها العراق نهاية العام الماضي، وهذا يساعد كثيرا على تقريب وجهات النظر بين البلدين على مختلف الصعد وبالتالي يصب في تحسين العلاقات الاقتصادية التي ستقطع خطوة واسعة خلال زيارة رئيس الوزراء السوري الحالية إلى بغداد.
لا يمكن تقييم زيارة رئيس الوزراء السوري إلى بغداد لترأس وفد حكومته في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بعد انقطاع طويل، إلا كبداية لصفحة جديدة في العلاقات الثنائية على مختلف المستويات سواء منها السياسية أو الاقتصادية."
داخليا أعربت النائبة تانيا طلعت عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي عن تفاؤلها بزيارة عطري واصفة إياها بالخطوة الايجابية:
(تقرير حسن راشد)
"تحظى زيارة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري إلى العراق التي بدأت الثلاثاء بأهمية استثنائية ،وذلك نظرا للعدد الكبير من الملفات العالقة بين البلدين الذيّن ما تزال العلاقة بينهما قلقة رغم التحسن الواضح الذي شهدته السنة الأخيرة. وتبدي عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي تانيا طلعت تفاؤلها بان تسهم هذه الزيارة بتجاوز العديد من العقبات في العلاقات الثنائية .
وتقول طلعت في تصريح لإذاعة العراق الحر إن أهمية هذه الزيارة والزيارات السابقة تأتي من إنها تشكل دعما مضافا لمحاولات بغداد ترميم علاقاتها دوليا وإقليميا.
وترى البرلمانية العراقية أن الزيارة ستفتح آفاقا أوسع في العلاقة بين البلدين الجارين.
من جانب آخر يقول نائب رئيس تحرير صحيفة الدستور البغدادية د.حسن كامل أن التفاؤل بنجاح الزيارة يأتي من التمهيد الجيد لها وعلى أعلى المستويات في بغداد ودمشق .
ويرى كامل أن ملف الأمني سيتصدر ملفات البحث خلال زيارة عطري إلى بغداد."
*******************
ونبقى في محور العلاقات الخارجية وانفتاح العراق على دول العالم حيث أكد رئيس الوزراء نوري كامل المالكي الاثنين حرص حكومته على تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوربي في كافة المجالات، جاء ذلك خلال استقباله مدير بعثة القانون والعدالة في الاتحاد الأوربي ويت ستيفن، الذي جدد من جانبه دعم الاتحاد الأوربي للحكومة العراقية في جميع المجالات وفي مقدمتها تدريب القوات الأمنية والشرطة الإصلاحية في وزارة العدل والقضاة العراقيين.
إلى ذلك أعلن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي الاثنين، أنه تلقى وعداً من الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، بزيارة العراق قريباً.
عبد المهدي وفي تصريحات للصحفيين عقب لقاءه مع المسؤول الأوروبي في بروكسل، أوضح أن تأكيد سولانا رغبته بزيارة العراق دليل على القناعة الأوروبية بتحسن الوضع في البلاد وتطوره"، على حد تعبيره.
يذكر أن العراق شهد انفتاحاً دولياً في الآونة الأخيرة ظهر واضحا في زيارات لمسؤولين غربيين إلى بغداد كان آخرها زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر مطلع نيسان الجاري.
المحلل السياسي عزيز جبر شيال يرى بأن الانفتاح الأوربي يأتي في إطار انفتاح العراق على العالم وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الدول الغربية..
(صوت عزيز جبر شيال)
"أوربا أحست في الفترة الأخيرة أن العراق هو سوق واعد وهو مكان للاستثمار بالإمكان الاستثمار فيه بكل شيء. إذا ما ربط هذا الموضوع بالأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أوربا ويعاني منها العالم بشكل عام ولهذا الاتحاد الأوربي انفتح على العراق ثم أن العراق يريد ان يثبت للاخرين.......".
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء ذكرت بان نائب رئيس الجمهورية العراقي ركز في تصريحاته على "وحدة" الموقف الأوروبي بخصوص مستقبل العراق وتقييم حاضره، مشيرا إلى أن هناك اتجاها أوروبيا "مشجعاً" على تكثيف العلاقات مع العراق وتوسيع آفاقها، يضاف إلى ذلك الوضع الإقليمي الهام للبلد وعلاقاته الآخذة بالتحسن مع كافة جيرانه.
المحلل السياسي عزيز جبر شيال يعلق على زيارة نائب رئيس الجمهورية العراقي إلى عدد من الدول الأوربية ورغبة العراق والاتحاد الأوربي في تعزيز العلاقات وعلى كافة الأصعدة:
(صوت عزيز جبر شيال)
"حسنا تفعل الحكومة العراقية وحسنا تفعل الدول الأوربية وهي حاجة للطرفين. حاجة للعراق لان العراق بحاجة إلى رأس المال الأوروبي وكذلك إلى الخبرة الأوربية. فضلا عن المواقف السياسية لأوربا التي بدأت تشكل محور استقطاب عالمي مهم جدا في ظل.....".
نائب الرئيس العراقي ربط مسألة الانفتاح الغربي على بلاده "بتحسن الوضع الداخلي، وما تبذله القيادة العراقية على الصعيد الأمني والداخلي من جهة و بين إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيتها الانسحاب نهائياً من الأراضي العراقية بحلول 2011" من جهة أخرى.
(صوت عزيز جبر شيال)
"ما يطرحه نائب رئيس الجمهورية بخصوص الوضع الأمني وكذلك استعداد القيادة العراقية للتعاون مع الأوربيين هذا عامل مشجع. الوضع الأمني في العراق كان أحد العوامل المعيقة ولا يزال لحد الان.......".

على صلة

XS
SM
MD
LG