روابط للدخول

خبر عاجل

حلقة جديدة


خالد القشطيني

كنا نعيش على ايام الخير القديمة و لكن يبدو اننا على ابواب ايام خير جديدة في عصر جديد من الخير في عراق الخيرات. فشهر شباط هذا ، وهو على نهايته، اثلج صدورنا بشتى التطورات الحميدة التي اعادت الينا ثقتنا بالشعب العراقي و عقلانيته و علمانيته و ثقتنا بمستقبل هذا الوطن الغني. كانت هناك اولا نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت بهدوء و نظام لم يكدره غير الشيء القليل من التجاوزات. انتهت بتقدم محسوس في صفوف المتعلقين بأهداب العقل و العلم و حرية التفكير و حقوق المرأة، بعيدا عن التطرف و السلفية و الطائفية.

تتوج هذا التطور بإعادة افتتاح المتحف العراقي في بغداد، بعد ان تم استرداد معظم الآثار النفيسة التي سرقت منه. فما العراق بدون تاريخه ، وما تاريخه بدون متحف يعرفنا و يعرف العالم بذلك التاريخ المجيد؟ ذكرت مرارا وتكرارا بأن ثروة العراق الحقيقية ليست في نفطه و لا زراعته ، و إنما بطاقاته السياحية . فبالاضافة للسياحات الدينية للأماكن المقدسة ، و السياحات الموسمية لكردستان العراق بجبالها و شلالاتها الساحرة ، هناك آثاره و مواقعه التاريخية من نينوى شمالا الى اور جنوبا. فبدون شك، سيأتي يوم ينضب فيه النفط و تجف آباره. و يأتي يوم لا ينتج فيه الفلاح العراقي من الحنطة والشعير و الخضار ما يكفي من الغذاء لإطعام شعبه. و لكن المواقع السياحية ستكون هناك دائما و ستزداد من يوم الى يوم بإزدياد الاكتشافات الآثارية و تحسين المواقع الاصطيافية.

السياحة متعثرة الآن بتعثر الأمن و الاستقرار. بيد ان حكومة السيد نوري المالكي خطت خطوات جبارة في محاربة الارهاب و ضمان الحياة و امن الانسان على ماله و عياله. كان الارهاب اللعين هو العثرة الرئيسية ضد نهوض العراق و ازدهاره. كل عوامل الازدهار متوفرة الآن بأيدي العراقيين و لا تحتاج لغير الاستثمار و لا يحتاج الاستمرار لغير سيادة القانون في دولة القانون ، دولة القانون التي جعلها السيد المالكي عنوانا و شعارا لطريقة حكمه في البلاد. فلا يمكن انجاز اي شيء او ضمان حريات الانسان و حقوقه بدون احترام القانون و استقلال القضاء.

وفي هذه الايام من شهر شباط، وصلتني رسالة من مستمع في مدينة الناصرية . تلميذ في كلية الطب، يعطيني فيها صورة رائقة و متطورة عن الحياة في هذه المدينة فيقول انك تستطيع ان تخرج و تتجول في الاسواق و الطرقات فترى فتياة سافرات يلبسن البنطلونات و الملبوسات الحديثة دون ان يتعرض بهن احد . تصوروا كل ذلك في هذه المدينة النائية و المنزوية من جنوب العراق. انني كثيرا ما اقيس تحرر الشعوب و الدول بتحرر نسائها و تمتعهن بحقوقهن الانسانية الكاملة. و كان العراق من اول دول الشرق الاوسط التي فسحت المجال للنساء بدخول سائر المهن و الاعمال بحرية كاملة.

في تلك الايام من ايام الخير كانت شبكة التلفزيون العراقي تبث برنامجا خاصا بإسم " العراق في انتقال" توقف البرنامج بتوقف حركة البناء و التطور في البلاد. و لكن يمكننا اليوم ان نقول العراق ليس في انتقال فقط بل في مسيرة تطورية نحو الحرية و العقلانية و صيانة حقوق الانسان في ظل القانون . فلنقلها معا. العراق قي انتقال بعيدا عن ايام الارهاب و الفوضى و خطف الابرياء و القتل و سفك الدماء نحو ايام الخير ، ايام التطور و البناء و الاستقرار و الاستثمار والترحيب بضيوف البلاد من سياح و مستثمرين و استشاريين ، و احترام حق كل مواطن بما يؤمن به و اختيار الطريقة المدنية والحضارية التي تروق له و لأمرأته و ابنته و يمارسها بدون الأخلال بحقوق الآخرين او الخروج عن مقتضيات القانون و النظام.

عراق جديد بأيام خير جديدة.

على صلة

XS
SM
MD
LG