روابط للدخول

خبر عاجل

أوربا تعود إلى العراق: الدوافع والأسباب


رواء حيدر

ملف العراق ومحاوره اليوم:
- أوربا تعود إلى العراق: الدوافع والأسباب
-ورئيس وزراء إقليم كردستان يطالب الولايات المتحدة بحل المشاكل مع بغداد قبل الانسحاب
*******************
قبل أيام زار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العراق ليكون بذلك أول رئيس فرنسي يصل إلى بغداد وكذلك أول رئيس دولة لم تشارك في قوات التحالف التي شنت الحرب في عام 2003. بعد ساركوزي وصل وزير خارجية ألمانيا فرانك وولتر شتاينماير ليكون أول مسؤول ألماني بهذا المنصب يزور بغداد منذ أكثر من عشرين عاما.
شتاينماير التقى رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس جلال طلباني وقال في مؤتمر صحفي إن ألمانيا تود مد يدها إلى العراق الجديد. في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري على أهمية هذه الزيارة وعلى رغبة البلدين في تطوير العلاقات بينهما:
( صوت وزير الخارجية هوشيار زيباري )
شتاينماير قال في المؤتمر الصحفي إن ما شجع هذه الزيارة هو تحسن الوضع الأمني في العراق:
" هذه الزيارة جاءت في الواقع في وقتها المناسب. بالنسبة للوضع الأمني سبق أن أشرت إلى أهميته الكبيرة. رغم استمرار بعض الاضطرابات في عدد من المناطق وفي بعض أحياء بغداد، سيكون على الشركات الألمانية التفكير في تعزيز وجودها في العراق بفضل تحسن الوضع الأمني. أود التأكيد على أننا لاحظنا تحسنا واضحا في مجال الأمن على مدى الأشهر المنصرمة ".

هذه التصريحات على أية حال تختلف تماما عن تصريحات سابقة أدلى بها مسؤولون فرنسيون وألمان إبان الحرب على العراق في عام 2003 حيث عارضت الدولتان سياسة الولايات المتحدة لتنشأ مشاكل مع واشنطن ومع بعض الحلفاء الأوربيين أيضا. وزير الخارجية الأميركي في ذلك الحين دونالد رامسفيلد وصف المعارضين الأوربيين بكونهم من أوربا العجوز مقارنة بدول أخرى من أوربا الحديثة، حسب قوله. ولكن ومع سير العراق في طريق الديمقراطية ومع تحسن الأوضاع فيه راجعت هذه الدول المعارضة مواقفها وجاءت اليوم بنفسها إلى بغداد. وربما تكون بعض الأسباب اقتصادية بحتة.
وربما أيضا سياسية. لنر ما كتبته صحيفة الفيغارو الفرنسية المعروفة بان لها علاقات وثيقة بقصر الاليزيه حيث بدأت افتتاحيتها بالقول إن مشروع زيارة ساركوزي إلى العراق بدأ منذ تشرين الثاني من العام الماضي عندما وعدت الولايات المتحدة بسحب قواتها بحلول عام 2012. الصحيفة لاحظت أن رئيس الوزراء نوري المالكي يستحق الدعم.
تولى ساركوزي منصبه في قصر الاليزيه في حزيران من عام 2007 غير أن محاولته تعميق العلاقات مع بغداد تعرقلت بعد أن نقلت مجلة نيوزويك عن وزير خارجيته برنارد كوشنير قوله إن يجب إزاحة رئيس الوزراء نوري المالكي من منصبه لأنه ضعيف وصاحب إجراءات غير فاعلة. بعد ذلك اضطر كوشنير إلى الاعتذار من المالكي وفي هذه الأثناء وحسب قول مراقبين تمكن رئيس الوزراء من تعزيز موقفه في بغداد وتمكن حزبه من تحقيق فوز كبير في الانتخابات المحلية الأخيرة.
محللون آخرون رأوا في زيارة ساركوزي تعبيرا عن دعم فرنسي للرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما. كريستوفر ببانغ الذي يدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الملكي للخدمات الموحدة في لندن لاحظ أن انتخاب اوباما شجع دولا أوربية عارضت سياسة الولايات المتحدة في العراق على فتح صفحة جديدة، إذ قال:
" اعتقد أن زيارة ساركوزي إلى العراق تعبير عن تغير المواقف الأوربية إزاء قضية العراق. تعرفون أن العلاقات فترت بين فرنسا والولايات المتحدة مع معارضة حكومة الرئيس السابق جاك شيراك الحرب في العراق. مع ذلك ومع انتخاب اوباما أبدت رئاسة فرنسا اهتماما بتجديد التزامها ليس فقط في الشرق الأوسط كما أبدت دعما للإدارة الأميركية التي بدأت تنفذ خططا بطيئة ولكنها مسؤولة للانسحاب من العراق ".

الدبلوماسي البريطاني السابق دانييل كورسكي ويعمل حاليا محللا سياسيا في المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية ومقره لندن عبر عن رأي مشابه وقال إن باريس راغبة بشكل فاعل في تسهيل مهمة اوباما في ما يتعلق بقضايا صراع دولية سبق وأن أدت إلى التفريق بين أوربا وأميركا، كما جاء في حديثه لإذاعة العراق الحر:
" إن هذه الزيارة رسالة موجهة إلى واشنطن مفادها أن فرنسا تدرك أبعاد هذه المشاكل وتفهم المصاعب التي سيواجهها اوباما في تنفيذ وعوده الانتخابية وأن فرنسا ستمد يد العون ".

في بغداد دعا ساركوزي أوربا إلى التوجه إلى بغداد ولاحظ المحلل السياسي كورسكي أن هذا يعبر عن رغبة فرنسا أيضا في أداء دور مهم في إطار العلاقات الأوربية مع العراق إذ قال:
" حتى الآن لا توجد مبادرة أوربية سياسية خاصة بالعراق واعتقد أن ما نشهده اليوم هو أن ساركوزي يحاول أن يوضح ليس فقط لاوباما بل للحلفاء الأوربيين أيضا بأن فرنسا ما تزال حليفا مهما وبأنها تود تقديم المساعدة بالقول " نحتاج إلى فعل شئ أفضل هنا في ما يتعلق بعلاقات أوربا مع العراق ".
هذا ورأى مراقبون أن زيارة شتاينماير إلى العراق يعكس ولادة سياسة أوربية موحدة إزاء بغداد.
وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود رأى في زيارة قادة اوربيين إلى بغداد نتيجة طبيعية لتحسن الظروف فيه وتوقع المزيد من الزيارات خلال هذا العام:
( صوت محمد الحاج حمود )

وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود أشار أيضا إلى الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي يملكها العراق:
( صوت محمد الحاج حمود )
صحف ألمانية تناولت اليوم هذه الزيارة بالكلمات التالية.
صحيفة هانديلسبلات كتبت تقول:
" بهذه الزيارة يمكن طي صفحة حرب العراق في عام 2003 نهائيا. وهي إشارة واضحة إلى أن معارضي الحرب السابقين يرغبون في وضع حد لتوتر العلاقات بين طرفي الأطلسي.
صحيفة مونججير ميركور عبرت عن استغرابها لزيارة شتاينماير بغداد إذ كتبت اليوم:
" زيارة الوزير الألماني لبغداد أثارت العجب وهو أمر مفهوم فبغداد كانت حتى الأمس القريب المحطة الأخيرة قبل الجحيم في نظر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني ".
أما صحيفة ميليلدويتجه فكتبت تقول:
" مرافقة وفد اقتصادي للوزير شتاينماير يدل على أن فرص العمل هناك باتت اكبر من المخاطر الكامنة فيه. العراق يحتاج وبشكل عاجل إلى استثمارات عاجلة وكلما تحسنت الظروف المعيشية وتوفرت للناس فرص العمل انخفض الميل إلى العنف. كما إن التصدير إلى الأسواق الأجنبية يضمن فرص العمل في ألمانيا ".
يعاني العالم من أزمة مالية اليوم وعلى مختلف الدول إيجاد منافذ أخرى للاستثمار وصنع المكاسب والعراق فرصة عظيمة بالنسبة لبعض الدول.
المحلل السياسي حسن كامل:
( صوت المحلل السياسي حسن كامل )

يذكر أخيرا أن العراق وألمانيا وقعا مذكرة تفاهم للتعاون العلمي والأكاديمي والثقافي كما اتفقا على تأسيس جامعة عراقية ألمانية. مذكرة تفاهم أخرى وقعها الطرفان خلال زيارة شتاينماير بين وزير الكهرباء وشركة سيمنس الألمانية لتطوير قطاع الكهرباء. تقرر أيضا فتح مكتب تمثيلي للخدمات التجارية في بغداد هدفه مساعدة الشركات الألمانية الراغبة في الاستثمار في العراق.

قال رئيس وزراء إقليم كردستان نجيرفان برزاني إن على الولايات المتحدة أن تحل الصراعات القائمة بين حكومتي بغداد وأربيل قبل انسحابها من العراق. برزاني قال إن الرئيس الأميركي باراك اوباما قال إن الولايات المتحدة ستحسب قواتها بطريقة مسؤولة وأضاف برزاني بالقول إن ما نفهمه على انه طريقة مسؤولة هو أن تعمل الولايات المتحدة على حل المشاكل القائمة. نجرفاني قال إن بعض هذه المشاكل يتمثل في المادة 140 وقضية كركوك وقانون النفط والغاز ثم قانون توزيع الثروات النفطية. تفاصيل أخرى في التقرير التالي:
( تقرير من اربيل )

على صلة

XS
SM
MD
LG