روابط للدخول

خبر عاجل

الإدارة الأميركية تدعو الحكومة العراقية إلى اتخاذ إجراء سريع لمنع مزيدٍ من الهجمات المسلحة عبر الحدود في تركيا


ناظم ياسين

دعت الإدارة الأميركية الاثنين الحكومةَ العراقية إلى اتخاذِ إجراءٍ سريع لمنع مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق من شنّ مزيدٍ من الهجمات عبر الحدود في تركيا.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض توني فراتو إن الولايات المتحدة أكدت للقيادات التركية والعراقية والكردية إنه يتعين وقف مثل هذه الهجمات التي تُشنّ عبر الحدود فوراً.
وأضاف فراتو في تصريحاتٍ أدلى بها الاثنين "نريد من الحكومة العراقية أن تتحرك بسرعة لوقف نشاط حزب العمال الكردستاني"، على حد تعبيره.
ودانَ الناطق الرئاسي الأميركي الهجمات الأخيرة التي شنّها حزب العمال الكردستاني المحظور الذي قال إنه "منظمة إرهابية"، على حد وصفه.
كما نُقل عنه القول "لا نريد أن يكون هناك عمل عسكري موسّع على الحدود الشمالية"، بحسب تعبيره.
وكان الرئيس جورج دبليو بوش أكد في إدانته للهجوم الأخير الذي شنّه مسلحو حزب العمال الكردستاني وأسفر عن مقتل ستة عشر على الأقل من أفراد الجيش التركي أكد ضرورة الوقف الفوري للهجمات المنطلقة من الأراضي العراقية.
وفي تصريحاتٍ نقل فيها تعازي الرئيس الأميركي إلى أُسر الضحايا، قال غوردن جوندرو الناطق باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض مساء الأحد إن "الهجمات انطلاقاً من الأراضي العراقية ينبغي التعامل معها بسرعة من جانب الحكومة العراقية والسلطات الإقليمية الكردية"، بحسب تعبيره.
وفي أعقاب الاجتماع الأمني الطارئ للحكومة التركية ليل الأحد،
تصاعدت احتمالات بدء تركيا عمليتها العسكرية المرتقبة عبر الحدود الاثنين. لكن أنقرة أعلنت أن واشنطن طلبت منها التريّث بضعة أيام قبل اتخاذِ قرارٍ بالرد ولإفساح فرصة إضافية أمام مساعٍ دبلوماسية تُبذل من أجل معالجة مشكلة مسلحي حزب العمال الكردستاني بالوسائل السلمية.
وصرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنه يتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة ما وصفها بخطوات "سريعة" ضد المتمردين وذلك "مراعاةً لشراكتنا الاستراتيجية"، على حد تعبيره.
وكانت أنقرة ذكرت أن نحو ثلاثة آلاف من أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور يتمركزون في شمال العراق. وقد وضعت الهجمات التي نفّذها عناصر هذا الحزب على القوات التركية في الآونة الأخيرة ضغطاً شديداً على أردوغان للمباشرة بإجراءاتٍ عسكرية.
وأفادت التقارير الواردة من المنطقة الحدودية بأن تركيا نشرت نحو 100 ألف جندي تدعمهم دبابات ومقاتلات من طراز (أف- 16) وطائرات هليكوبتر على طول حدودها مع العراق تحسّباً لتوغلٍ محتمل.
لكن وزير الخارجية التركي علي باباجان أوضحَ أن بلاده سوف تستنفد القنوات الدبلوماسية كافة لحل الأزمة قبل شنّ أي عملية عسكرية عبر الحدود. وقد أدلى باباجان بهذا التصريح خلال زيارة قصيرة قام بها إلى الكويت الاثنين.

** *** **

في غضون ذلك، أفاد سكان بأن الجيش التركي قام ليل الأحد الاثنين بقصف إحدى المناطق الجبلية العراقية المتاخمة للحدود مع تركيا لفترة ساعتين. فيما صرح مسؤول محلي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في العمادية بأن استعداداتٍ دفاعيةً اتُخذت في حال تعرّض قرى عراقية كردية لاجتياحٍ عسكري تركي.
التفاصيل في سياق المتابعة الصوتية التالية التي وافانا بها مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان.
(المتابعة الصوتية – دهوك)

** *** **

نبقى في محور الأزمة المتفاقمة بين العراق وتركيا والاحتمالات المتزايدة بلجوء أنقرة إلى الخيار العسكري المتمثل في عمليةٍ عبر الحدود.
وزير الدفاع التركي وجدي غونُل ذكر أن الجيش التركي لن يُنفّذ مثل هذه العملية بصورة فورية. وأوضح في تصريحات أدلى بها
في العاصمة الأوكرانية كييف الأحد إثر اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس على هامش مؤتمرٍ لوزراء الدفاع في دول جنوب شرقي أوربا أوضح أن القادة العسكريين في أنقرة يخططون لعملية رئيسية عبر الحدود ولكنه لا يتوقع تنفيذها بشكل عاجل، مضيفاً القول:
(صوت غونُل)
"ليس بشكلٍ عاجل.. إنهم (أي القادة العسكريون) يخططون لعمليةٍ رئيسية عبر الحدود، وإن عامل الاستخبارات، أي توفير المعلومات الكافية، يحتل الأولوية. ونود أن نعمل على هذا الصعيد مع الأميركيين."
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي إنه أبلغ نظيره التركي
رغبة واشنطن في العمل بشكل مشترك مع أنقرة وبغداد للتعامل مع مسألة حزب العمال الكردستاني:
(صوت غيتس)
"أعتقد أن عملية رئيسية عبر الحدود ستكون مناقضة لمصالح تركيا ومصالحنا ومصالح العراق. وأبلغتهم أنه ينبغي أن نعمل بشكل مشترك للتعامل مع هذا الموضوع وأننا جد مدركون للتهديدات الإرهابية التي يشكّلها حزب العمال الكردستاني."

وفي تحليله لتطورات الوضع، قال خبير الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين في مقابلةٍ مع إذاعة العراق الحر الاثنين إن تركيا تريد استنفاد كل الوسائل السياسية قبل المباشرة بتنفيذ عملية عسكرية عبر الحدود مشيراً إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لن يتخذ أي قرار حاسم قبل اجتماعه المقرر مع الرئيس جورج دبليو بوش في واشنطن في الخامس من تشرين الثاني المقبل:
(صوت خبير الشؤون التركية د. محمد نور الدين متحدثاً من بيروت)
".. لا شك أن الضربة التي وجّهها حزب العمال الكردستاني للمرة الثانية إلى القوات التركية كانت موجعة جداً. وأوقعت كما الجيش التركي ..كذلك الحكومة التركية، وكل السلطة التركية، في حَرج......."

** *** **

في محور القوات متعددة الجنسيات، أفاد تقرير إعلامي في سول الاثنين بأن من المرجح أن تمدد كوريا الجنوبية نشر قواتها في العراق حتى نهاية العام المقبل ولكنها ستخفّض عدد جنودها هناك إلى النصف.
وكان مسؤولون دفاعيون صرحوا بأنهم يدرسون سحب كل القوات الكورية الجنوبية من العراق والبالغ عديدها نحو ألف ومائتي فرد بحلول نهاية العام الحالي لينهوا بذلك ما كان يعتبر في الماضي ثالث أكبر قوة عسكرية أجنبية في العراق.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء بأن صحيفة (تشوسن ايلبو) ووسائل إعلام محلية أخرى نقلت عن مسؤولين لم تنشر أسماءهم القول إن الحكومة ستعلن خططها خلال الأسبوع الحالي لتمديد مَهمة القوات الكورية الجنوبية. فيما لم يصدر أي تعليق رسمي على الفور من
وزارة الدفاع الكورية الجنوبية.
يذكر أن كوريا الجنوبية كانت تنشر نحو 3600 جندي في العراق في بداية المهمة في عام 2004 ولكنها قلّصت وجودها بسبب ضغوط عامة تعارض هذا الانتشار. وفي حال موافقة البرلمان على خطط التقليص الإضافي سوف ينخفض عدد هذه القوة إلى نحو 600 فرد في نهاية عام 2008.

** *** **

أخيراً، وفي سياقٍ ذي صلة بالوجود العسكري متعدد الجنسيات أيضاً،
صرح مسؤول رفيع المستوى في حزب المنتدى المدني البولندي الذي يتأهب لتشكيل الحكومة المقبلة في البلاد بعد الفوز في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد بأن حزبه الفائز سوف يسعى إلى سحب القوات البولندية من العراق في عام 2008.
وقال بوغدان جيرويفسكي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مقابلة أجرتها معه رويترز عبر الهاتف "لابد من سحب القوات البولندية من العراق في عام 2008 لأن مهمتنا أنجزت بالفعل"، على حد تعبيره.
وأضاف انه يأمل بانسحاب القوة البولندية التي تضمّ 900 فرد قرب بداية عام 2008 ولكن مازال هذا يتوقف على الشروط التي تفاوضت بشأنها الحكومة الحالية.
يذكر أن حزب المنتدى المدني الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة كان يشكك منذ فترة طويلة في وجودِ جنودٍ بولنديين في العراق في إطار القوات متعددة الجنسيات. ولكن حكومة رئيس الوزراء المحافظ ياروسلاف كاتشينسكي اعتبرت أن الانسحاب الفوري من العراق سيعد فراراً من الخدمة.

على صلة

XS
SM
MD
LG