روابط للدخول

خبر عاجل

الحلويات في القصائد العربية


خالد الثشطيني

المفروض في الشعراء المسلمين و نحن في هذا الشهر المبارك، رمضان الشريف ، ان يشيدوا بفضائل الصوم و عبره و حسناته و لكنني وجدتهم بدلا من ذلك، يهيمون ذكرا بأكلاته و أطايبه . سبق وان اتيت على ذكر شيء منها . و طالما قيل ان المؤمنين حلويون فقد لاحظت هذا الهيام بالحلويات التي ارتبطت تقليديا بشهر رمضان المبارك. تأتي في مقدمتها و بدون منازع البقلاوة و الكنائف و البورك و البرمة و المعمول والزلابيا. بيد ان القطائف احتلت المكان الاسمى في نفوس الشعراء. لا ادري كيف افسر ذلك ، فأنا شخصيا من انصار حزب البورك و اكثر الناس يعشقون البقلاوة. وهو ما عبر عنه شاعر شعبي بقوله:

و منها بقلاوة ازدهت حشواتها


بفستق ملبس و سكر بالتمام

بيد ان قرائح الشعراء انصبت على القطائف. ربما يكمن السر في شاعرية الكلمة و عروبتها " قطائف" ، التي ورد لها ذكر في قاموس محيط المحيط، على عكس البقلاوة التي تحمل انفاس الغوغاء و الدهماء و اخذناها من الأعاجم.

ترنم الشعراء و الادباء في رمضانياتهم بالقطائف فكان ان دعى احد المتأدبين زميلا شاعرا الى مأدبة إفطار تضمنت صحنا فسيحا من الحلويات فلاحظ ان صاحبه قد اوغل في التهام القطائف فأنبه على ذلك فرد عليه الشاعر بهذه الابيات:

دعاني صديق لأكل القطايف


فأمعنت فيها غير خائف
فقال وقد اوجعت بالأكل قلبه


رويك مهلا فهي احدى المتالف
فقلت له ما ان سمعنا بميت


ينادى عليه " يا قتيل القطايف!"

وهكذا مزج الشاعر بين الغزل و الظرف مداعبا صاحبه. بيد ان شاعرا آخر راح يمجد الحلويات الرمضانية و يشير فيها اشارة خاصة للقطائف فيقول:
الذ شيء على الصيام

من الحلاوات في الطعام
قطائف نضدت فحاكت

فرائد الدر في النظام
مقومات على جنوب

في الجام كالصبية النيام

تصنع القطائف من خيوط عجينية تشوى على صاج معدني حار ثم تصب عليها الشيرة السكرية المطيبة بالهيل فتصبح كالنسيج المحلى الشبيه بقماش القطيفة و منها جاء اسم المادة، القطائف. و كان من ذلك ما وصفه الحريري في مقامته السنجارية حيث كتب و قال:

فلا تعذلوني بعد ما قد شرحته


على ان حرمتم بي اقتطاف القطائف

و هكذا احتفل الشعراء العرب ، بل و المسلمون عموما من باب التسلية و الأنس و المداعبات الرمضانية بمآكل هذا الشهر المبارك ، كأيام من ايام الخير ، اعاده الله علينا و على كل المسلمين باليمن و الخير.

على صلة

XS
SM
MD
LG