روابط للدخول

خبر عاجل

تحليل إخباري لوكالة اسيوشيتيد بريس يشير إلى تغير في نبرة الثقة لدى الرئيس بوش بشأن رئيس الوزراء العراقي.


كفاح الحبيب

ذكر تحليل إخباري بثته وكالة اسيوشيتيد بريس للأنباء أن نبرة الثقة التي كان يتحدث بها الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطاباته بشأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, بدأت تتغير مؤخرا, التحليل يشير إلى أن تغير اللغة لدى الرئيس بوش بشأن المالكي بدأ في الشهر الماضي عندما اعلن عن استراتيجيته الجديدة في العراق.. كفاح الحبيب يسلط المزيد من الضوء على ما جاء في تحليل وكالة اسيوشيتيد بريس.. (كفاح الحبيب)..

- أربع مرات في العام الماضي وقف فيها الرئيس الأميركي جورج بوش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وفي تلك المرات الأربع كان بوش يقدم فيها تقديره المتحمس للزعيم العراقي .
وفي هذه الأيام تتخذ تعبيرات بوش بشأن المالكي شكل الشروط والتحذيرات والصياغات الخطابية المنمقة، إذ سيحتاج بوش موقفاً يمكنه فيه الدفاع عن نفسه إذا ما أخفق الرجل الذي وضع ثقته فيه ...
فالرئيس الأميركي مضى بتقديم المالكي من كونه الرجل المناسب للعراق بشكل لا غبار عليه ، الى التصريح بإقتضاب عن ان ما يهم يتمثل في ما إذا كان المالكي ينفذ أو لا .
تغير اللغة لدى بوش بشأن المالكي بدأ في الشهر الماضي عندما أعلن ستراتيجيته الجديدة في العراق حيث قال ان نجاح خطته الجديدة المعتمدة على إرسال واحد وعشرين ألف وخمسمئة جندي أميركي إضافي يعتمد على ما ينفذه رئيس الوزراء العراقي من جانبه ، حيث لم يلحق بوش أي عواقب محددة فيما إذا لم ينفذ المالكي ماهو مطلوب من جهته ، كما ان بوش لم يقدم أي كلمات تعبر عن الثقة بأن المالكي سيفعل ذلك.
هذا الموقف الجديد المتمثل بإنتظر وشاهد بدأ بالظهور عندما أقر في البيت الأبيض بأن الكونغرس وعموم الأميركيين يريدان من إدارة بوش أن تبين انها سوف لن تنتظر الى ما لا نهاية لترى ان تقدماً يتم إحرازه في العراق بشكل عام ، ومن رئيس الوزراء على وجه التحديد .

*****
وكالة أسوشيتد برس للأنباء تقول في تحليل إخباري ان عدداً من مساعدي بوش أخذوا بعين الحساب ان الرئيس الأميركي كان بحاجة لبعض الضمانات في حال تعثر المالكي ، وبخاصة إذا ما علم ان قائمة تعهدات المالكي طويلة ومثبطة للهمة ، فهي تتمثل بإرسال المزيد من الجنود العراقيين المتمكنين الى بغداد ومحاربة المليشيات الناشطة والإستثمار بكثافة في مشاريع إعادة الإعمار التي تساعد السنة بالإضافة الى الشيعة والعمل على تشريع قانون يهدف الى المصالحة مابين الطوائف المتناحرة التي تشكل معاركها الدموية و لا ثقتها العميقة المصدر الرئيس لعدم الإستقرار في العراق .
الوكالة تنقل عن عدد من إؤلئك المساعدين قولهم ان المالكي قد يثبت عدم قدرته أو انه قد يكون غير راغب لمتابعة تنفيذ تلك التعهدات حيث ستزداد حدة الإنتقادات القادمة من الكونغرس وما وراءه الى درجة لا يبدو بوش فيها مجرد مشجع ساذج .
كما تنقل الوكالة عن كاثلين هول جيميسن خبيرة خطابات الرئيس الأميركي التي تدير مركز أننبيرغ للسياسة العامة في جامعة بنسلفينيا قولها ان ذلك من شأنه أن يمهد الطريق الكلامي للجدل بأن الفشل لم يكن من جانب الأميركيين ، أي ان الفشل يتمثل في ان المالكي أخفق في تحقيق الآمال أو التوقعات التي حددتها له الإدارة الأميركية.
وبشكل أكثر إتقاناً ، فان وضع العبء على المالكي وقدرته في تحقيق قائمة من المعايير العملية قد يأخذ الإهتمام بعيداً عن التأكيد السابق في ان العراق منارة للحرية في قلب الشرق الأوسط.
وترى جيميسن ان بوش ينزاح بعيداً عن آخر إفتراضاته الأساسية الباقية للإبتكار في العراق المتمثل بترسيخ الديمقراطية .

******
الوكالة تقول في تحليلها ان بوش كان في العام الماضي مايزال يطري المالكي في العلن حتى بعد أن تراجع الزعيم العراقي عن تعهدات عديدة في تشكيل حكومة موحدة والسيطرة على المليشيات الشيعية وتقديم قوات عراقية إضافية والتصعيد من وتائر جاهزية تلك القوات.
ففي لقائهما الأخير في شهر تشرين الثاني بالعاصمة الأردنية عمان ، وعلى سبيل المثال إمتدح الرئيس بوش المالكي حتى بعد ان قام الزعيم العراقي بإرباك بوش بشكل مفاجيء عندما ألغى إجتماعاً كان مخططاً له قبل يوم .
كلمات بوش تعارضت أيضاً مع خلاصات وردت في مذكرة خاصة عرض فيها مستشاره لشؤون الأمن القومي العديد من الأسباب التي تثير التشكك بقدرات المالكي ، فيما خلص البيت الأبيض الى ان رئيس الوزراء العراقي ما زال حديث العهد في الوزارة وانه يستحق القليل من التغاضي .
الرئيس بوش لا يتحدث في الوقت الحالي بشكل أكثر صرامة عن المالكي حسب بل بدا انه أكثر تحفظاً بشأن النجاح ... في كانون الثاني قال الرئيس بوش في خطاب موجه الى الأمة معلناً فيه الستراتيجية الجديدة للحرب ، ان بإمكان هذه الخطة أن تنجح ، وهو إدعاء يعزوه بعناية الى قادة الحرب . وقال ان وعود المالكي مثلت تعهداً قوياً دون الإنفتاح حول ما إذا كان الزعيم العراقي سيحققها أم لا ، وقال ان الوقت قد حان للتنفيذ وان رئيس الوزراء يتفهم هذا .
منذ ذلك الخطاب ، نادراً ما كان بوش يتكلم عن العراق في الخارج، وراح يتحدث بشكل مسيطر على صياغاته بعناية مثلما يحصل في الخطابات واللقاءات الحوارية الثنائية ، وان خطابه ظل إشتراطياً.

******
وترى أسوشيتد برس في تحليلها ان الرئيس بوش لم يكن يريد الإجابة بشكل مباشر حول ما إذا كان مايزال يثق بالمالكي ، وقال في لقاء تلفزيوني الأسبوع الماضي ان الثقة يتم إكتسابها عن طريق تنفيذ ما يقوله المرء من انه سيقوم بهذا العمل ، وقال بوش انه يرى ان المالكي ما زال في طور التنفيذ .
وكدليل على ذلك قال الرئيس بوش ان المالكي يقوم بتحريك قوات عراقية أكثر نحو بغداد ، وانه يصدر أوامر لقواته لملاحقة المليشيات الشيعية بالإضافة الى المتمردين السنة .
الوكالة إستشهدت بما قاله وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من ان الحكم على أداء العراقيين سيأخذ قرابة شهرين ، وقالت ان هناك مؤشرات على ان المالكي سيتأخر في ذلك ، وان العراق فقد مواعيده الخاصة في ترتيب إجراءات حاسمة لبناء الثقة كتشريع قوانين لإنتخابات المحافظات وتوزيع ثروة البلاد النفطية بالتساوي وإلغاء حظر المشاركة في الحكومة المفروض على العديد من السنة الذين كانوا أعضاءاً في حزب البعث أيام صدام حسين .
وتشير الوكالة أيضاً لما أكده غيتس يوم الجمعة من ان قوات عراقية إضافية قد وصلت بالفعل الى بغداد كما هو مقرر لكن عديدها ما زال أدنى مما هو متفق عليه .
وأخيراً تنقل الوكالة في تحليلها عن أنتوني غوردسمان ، خبير الشؤون العراقية بمركز الدراسات الدولية والستراتيجية بواشنطن قوله ان بوش كان حاذقاً في إسباغه واقعية أكثر على ملاحظاته حول المالكي الذي يمكن دفعه بقوة فقط .
غوردسمان قال ان هذه الحكومة هي الخيار الوحيد الذي يمتلكه الأميركيون ، مشيراً الى ان ليس من أحد ينتظر في الأروقة .

على صلة

XS
SM
MD
LG