روابط للدخول

خبر عاجل

التجربة النووية الكورية تزيد مشاعر القلق من انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم.


فارس عمر

إعلان كوريا الشمالية عن إجراء تجربة نووية فجر قنبلة أخرى جمعت بين المفاجئة ومشاعر القلق من انتشار أسلحة الدمار الشامل في عالم ينوء أصلا تحت أعباء التسلح بكل أنواعه. وقد أبدت القوى الدولية الكبرى غضبها على إعلان التجربة النووية, لا سيما وأنها حاولت طيلة سنوات إقناع بيونغ يانغ بنزع سلاحها النووي. حول هذا الموضوع أعد الزميل فارس عمر التقرير التالي..

التجربة النووية الكورية

بعد اقل من اسبوع على تهديد كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية ، ويومين فقط من تحذير الأمم المتحدة ألا تنفذ تهديدها ، أعلنت كوريا الشمالية انها قامت بتفجير نووي تحت الأرض.
التجربة النووية التي تحدثت التقارير عن اجرائها فجر الاثنين لم تتأكد من مصادر اخرى غير بيونغيانغ. ولكن بلدانا مجاورة أوردت تسجيل هزات تحت الأرض في كوريا الشمالية في حوالي الوقت الذي قالت انها اجرت تجربتها النووية الناجحة فيه. وقال المتحدث الرئاسي في كوريا الجنوبية يوون تاي يونغ ان الهزات حدثت في احد الاقاليم الشمالية للشطر الشمالي من كوريا.
((NC100902))
"سجَّل المعهد الكوري للعلوم الجيولوجية والموارد المعدنية هزة زلزالية تتراوح قوتُها بين 3.58 (ثلاثة فاصلة ثمانية وخمسين) و3.7 (ثلاثة فاصلة سبعة) في منطقة هوادية Hwadea باقليم هامكيونغ Hamkyung الشمالي في كوريا الشمالية ، في الساعة العاشرة وخمسة وثلاثين دقيقة بالتوقيت المحلي. ونُقلت هذه الواقعة الى الرئيس".
التجربة النووية اثارت دهشةً واستياء في بلدان عديدة. فالصين حليفة كوريا الشمالية وصفت التفجير النووي بأنه عمل وقح وكوريا الجنوبية قالت انها سترد بحزم واعتبرت الولايات المتحدة ان التجربة تشكل عملا استفزازيا فيما وصفتها اليابان بالتهديد الخطير ، على حد تعبير مدير أمانة مجلس الوزراء الياباني ياسوهيسا شيوزاكي في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين:
((NC100913))
"إذا صح التقرير فان التجربة النووية تهديد خطير لا لبلدنا وحده بل للدول الآسيوية الاخرى ايضا وللمجتمع الدولي. كما انها تعني انتهاكا لاعلان بيونغيانغ وتطرح تحديات كبيرة على نظام حظر الانتشار النووي".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو ان الولايات المتحدة تتوقع من مجلس الأمن الدولي ان يتخذ اجراءات فورية للرد على هذه العمل الاستفزازي.
وطالبت وزارة الخارجية الروسية اليوم بأن تتخذ كوريا الشمالية على الفور خطوات للعودة الى معاهدة حظر الانتشار النووي والمحادثات السداسية. ودعت موسكو سائر الدول ذات العلاقة الى ضبط النفس.
كوريا الجنوبية عبرت عن سخطها من خلال المتحدث الرئاسي يوون الذي أكد ان سيؤل لن تسكت على امتلاك بيونغيانغ اسلحة نووي:
((NC100914))
"رغم تحذيراتنا وتحذيرات المجتمع الدولي المتكررة قامت كوريا الشمالية باجراء تجربة نووية في التاسع من تشرين الأول. وستتخذ حكومتُنا اجراءات حازمة وفق مبدئنا في عدم القبول بامتلاك الشمال أسلحة نووية".
التجربة التي تحدثت عنها الأنباء تمثل فشلا مُنيت به سنوات من الجهود الدبلوماسية التي بذلتها قوى عالمية لايجاد صيغة تُقنع بيونغايانغ بنزع سلاحها النووي. وكانت هذه الجهود الدبلوماسية تجري في اطار المحادثات السداسية بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والكوريتين. وقد توقفت المحادثات منذ فترة بعد مطالبة بيونغيانغ بأن تُفرج واشنطن عن أرصدة كورية شمالية جمَّدتها مؤخرا.
كما تشكل التجربة النووية انعطافا حادا في سياسة كوريا الشمالية التي اعلنت منذ زمن طويل انها تمتلك اسلحة نووية ولكنها كانت تبدو في بعض الأوقات مستعدة للتخلي عن برامجها التسلحية مقابل مساعدات ومبادلات تجارية مع الغرب وضمانات أمنية.
تُعد كوريا الشمالية من أفقر بلدان العالم وهي تعتمد على المعونات الدولية في مواجهة خطر المجاعة المزمن عندها. ويتوكأ اقتصادها أساسا على العلاقات التجارية مع روسيا والصين ، وفي عهد أقرب على مساعدات كوريا الجنوبية في اطار ما تسميه سيؤل "سياسة الشمس المشرقة" لتطوير العلاقات التجارية والسياحة بين شطري كوريا. ويُرجَّح الآن ان تحاول واشنطن اقناع شركاء كوريا الشمالية التجاريين بقطع علاقاتهم الاقتصادية مع بيونغيانغ لتشديد العزلة عليها.
ولا يُعرف ما إذا كانت روسيا والصين ستؤيدان اتخاذ اجراءات عقابية ضد كوريا الشمالية. فكلاهما تقولان انهما تريدان من بيونغيانغ نزعَ سلاحها النووي ولكنهما تخشيان زعزعة الاستقرار في تلك المنطقة من العالم إذا لم تُحل الأزمة عن طريق المفاوضات.


على صلة

XS
SM
MD
LG