ميسون أبو الحب
للعرب والمسلمين صورة معينة تعرضها وسائل الاعلام الأميركية. هذه الصورة تشوهت وأصبحت أكثر سوءا بعد احداث الحادي عشر من ايلول في عام 2001، حسب قول البروفسور جاك شاهين وهو أميركي من أصل لبناني هاجرت اسرته إلى الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الاولى. رغم ان الاتهام في احداث الحادي عشر من ايلول لم يوجه الا إلى نفر قليل من العرب المسلمين الذين يتزعمهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، غير ان الصورة العامة في أذهان الأميركيين تتعدى هذا النفر القليل وتشمل العرب والمسلمين بشكل عام، حسب قول شاهين.
نشأ شاهين اميركيا لا يتقن العربية غير انه اهتم بالصورة التي تعرضها وسائل الاعلام الأميركية عن العرب والمسلمين فكان ان كرس جهوده وحياته لتحليل هذه الصورة والوقوف على اسبابها والعمل على تغييرها.
أصدر شاهين عددا من الكتب تركز كلها على هذا المحور كما تركز عليه محاضرات عديدة يلقيها كل عام في مختلف الجامعات الأميركية وخارج الولايات المتحدة.
المهمة التي تبناها شاهين وكرس لها حياته مهمة صعبة لا سيما مع انقطاع الاتصال الحقيقي بين الشعب الأميركي وشعوب المنطقة العربية والاسلامية. وهو يقول ان صورة العرب والمسلمين المشوهة في الثقافة الشعبية الأميركية تعود إلى اكثر من قرن:
" عرضت صورة مشوهة عن العرب في الثقافة الأميركية الشعبية أكثر من أي مجموعة أخرى منذ اكثر من قرن. ونعرف ان هذا التشويه أثر على العلاقات ليس مع العرب فحسب بل مع المسلمين في مختلف انحاء العالم أيضا وجرح أبرياءا كثيرين وما يزال للأسف ".
ولكن ما هي الاسباب التي تقف وراء هذه الصورة المشوهة ؟:
" السياسة ... للصراع العربي الاسرائيلي دور مهم وأنا اعتقد انه لو حل السلام بين العرب والاسرائيليين سنرى صورة مختلفة عن العرب. هناك أيضا اللامبالاة والجهل، رغم ان الأخير قل بعض الشئ، وهناك الاقتصاد أيضا. في امكانك تقديم صورة مشوهة عن العرب وكسب الكثير من المال ".
شاهين وجه الاتهام أيضا إلى موقف الجالية العربية والاسلامية داخل الولايات المتحدة. هذه الجالية كما يقول اهملت الموضوع تماما لان التشويه لا يطالها هي بل يطال الاخرين في الخارج. شاهين انتقد أيضا صمت قادة السياسة والمجتمع والوسط الاعلامي داخل الولايات المتحدة إذ لم يرتفع صوت كي يعترض على هذه الصورة المشوهة وكي يقول ان هذا الأمر خطأ اخلاقي بالدرجة الاساس.
شاهين أكد ان اهم خطوة يجب اتخاذها لتغيير الصورة المشوهة عن العرب تتمثل في كسر الصمت غير انه اقر ان هذا الهدف صعب التحقيق في المرحلة الحالية والسبب حسب قوله هو الحرب في العراق حيث يموت عراقيون واميركيون في الوقت نفسه:
" غالبية الأميركيين لا يعتقدون اننا في حرب مع المتمردين فقط، ولا مع أسامة بن لادن فقط، بل يعتقدون إلى حد ما اننا في حرب مع العراق رغم أننا لسنا في حرب مع العراق. الامور مختلطة بعض الشئ. كيف يمكننا إقناع الأميركيين في هذه المرحلة الحساسة باننا لسنا في حرب مع الاغلبية الشاسعة للشعوب العربية والاسلامية ؟".
شاهين أجاب على هذا السؤال بنفسه قائلا ان الاهم هو تغيير السياسة المتبعة ثم لاحظ فشل الولايات المتحدة في كسب القلوب والعقول معتبرا ان السبب هو انهم لم يغيروا الفكرة الاساسية عن العرب وانهم لا يعرفون بما يكفي الشعوب التي يحاولون الوصول اليها. شاهين قال أيضا ان المشكلة هي انه لم يتوقف أحد ويحاول حل هذه المشكلة ومواجهتها بشكل واضح ثم اقترح عقد مؤتمر قمة:
" المشكلة هي انه لم يقم أحد بمواجهة هذا الموضوع. وأنا اقترح عقد قمة يحضرها زعماء سياسيون ومسؤولون كبار في مجال الاعلام لمناقشة هذه المشاكل ".
شاهين قال ان مؤتمرا مثل هذا سبق ان عقد في الثمانينات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بهدف تغيير الافكار المسبقة التي يحملها كل طرف عن الطرف الاخر. وأكد ان هذا الأمر ممكن لا سيما وان الولايات المتحدة سبق وان تجاوزت مشاكل من هذا النوع ازاء الأميركيين من اصل افريقي وازاء النساء وغيرهم:
" كي اكون منصفا تجاه بلدي، الولايات المتحدة، سبق ان تجاوزنا العديد من الافكار المسبقة تجاه ذوي الاصول الافريقية والاسيوية واللاتينية وتجاه النساء والطريقة التي كنا ننظر بها إلى النساء غير اننا لم نتجاوز حتى الآن الافكار المسبقة تجاه العرب المسلمين، فهذه النظرة ما تزال قائمة ".
شاهين قال انه سيواصل العمل في اتجاه تغيير صورة العرب في الثقافة الأميركية الشعبية ثم أكد ان التغيير آت لا محالة:
" سأنشركتابا جديدا في غضون أشهر بإذن الله، وساشرح فيه بالتفصيل أهمية عقد مثل هذه القمة...ربما سيدفع كتابي الجديد شخصا ما يكون في المكان المناسب لفعل شئ ما. أنا متفائل. أعتقد ان هذا سيحدث، لا اعرف متى بالتحديد غير انه سيحدث ".
للعرب والمسلمين صورة معينة تعرضها وسائل الاعلام الأميركية. هذه الصورة تشوهت وأصبحت أكثر سوءا بعد احداث الحادي عشر من ايلول في عام 2001، حسب قول البروفسور جاك شاهين وهو أميركي من أصل لبناني هاجرت اسرته إلى الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الاولى. رغم ان الاتهام في احداث الحادي عشر من ايلول لم يوجه الا إلى نفر قليل من العرب المسلمين الذين يتزعمهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، غير ان الصورة العامة في أذهان الأميركيين تتعدى هذا النفر القليل وتشمل العرب والمسلمين بشكل عام، حسب قول شاهين.
نشأ شاهين اميركيا لا يتقن العربية غير انه اهتم بالصورة التي تعرضها وسائل الاعلام الأميركية عن العرب والمسلمين فكان ان كرس جهوده وحياته لتحليل هذه الصورة والوقوف على اسبابها والعمل على تغييرها.
أصدر شاهين عددا من الكتب تركز كلها على هذا المحور كما تركز عليه محاضرات عديدة يلقيها كل عام في مختلف الجامعات الأميركية وخارج الولايات المتحدة.
المهمة التي تبناها شاهين وكرس لها حياته مهمة صعبة لا سيما مع انقطاع الاتصال الحقيقي بين الشعب الأميركي وشعوب المنطقة العربية والاسلامية. وهو يقول ان صورة العرب والمسلمين المشوهة في الثقافة الشعبية الأميركية تعود إلى اكثر من قرن:
" عرضت صورة مشوهة عن العرب في الثقافة الأميركية الشعبية أكثر من أي مجموعة أخرى منذ اكثر من قرن. ونعرف ان هذا التشويه أثر على العلاقات ليس مع العرب فحسب بل مع المسلمين في مختلف انحاء العالم أيضا وجرح أبرياءا كثيرين وما يزال للأسف ".
ولكن ما هي الاسباب التي تقف وراء هذه الصورة المشوهة ؟:
" السياسة ... للصراع العربي الاسرائيلي دور مهم وأنا اعتقد انه لو حل السلام بين العرب والاسرائيليين سنرى صورة مختلفة عن العرب. هناك أيضا اللامبالاة والجهل، رغم ان الأخير قل بعض الشئ، وهناك الاقتصاد أيضا. في امكانك تقديم صورة مشوهة عن العرب وكسب الكثير من المال ".
شاهين وجه الاتهام أيضا إلى موقف الجالية العربية والاسلامية داخل الولايات المتحدة. هذه الجالية كما يقول اهملت الموضوع تماما لان التشويه لا يطالها هي بل يطال الاخرين في الخارج. شاهين انتقد أيضا صمت قادة السياسة والمجتمع والوسط الاعلامي داخل الولايات المتحدة إذ لم يرتفع صوت كي يعترض على هذه الصورة المشوهة وكي يقول ان هذا الأمر خطأ اخلاقي بالدرجة الاساس.
شاهين أكد ان اهم خطوة يجب اتخاذها لتغيير الصورة المشوهة عن العرب تتمثل في كسر الصمت غير انه اقر ان هذا الهدف صعب التحقيق في المرحلة الحالية والسبب حسب قوله هو الحرب في العراق حيث يموت عراقيون واميركيون في الوقت نفسه:
" غالبية الأميركيين لا يعتقدون اننا في حرب مع المتمردين فقط، ولا مع أسامة بن لادن فقط، بل يعتقدون إلى حد ما اننا في حرب مع العراق رغم أننا لسنا في حرب مع العراق. الامور مختلطة بعض الشئ. كيف يمكننا إقناع الأميركيين في هذه المرحلة الحساسة باننا لسنا في حرب مع الاغلبية الشاسعة للشعوب العربية والاسلامية ؟".
شاهين أجاب على هذا السؤال بنفسه قائلا ان الاهم هو تغيير السياسة المتبعة ثم لاحظ فشل الولايات المتحدة في كسب القلوب والعقول معتبرا ان السبب هو انهم لم يغيروا الفكرة الاساسية عن العرب وانهم لا يعرفون بما يكفي الشعوب التي يحاولون الوصول اليها. شاهين قال أيضا ان المشكلة هي انه لم يتوقف أحد ويحاول حل هذه المشكلة ومواجهتها بشكل واضح ثم اقترح عقد مؤتمر قمة:
" المشكلة هي انه لم يقم أحد بمواجهة هذا الموضوع. وأنا اقترح عقد قمة يحضرها زعماء سياسيون ومسؤولون كبار في مجال الاعلام لمناقشة هذه المشاكل ".
شاهين قال ان مؤتمرا مثل هذا سبق ان عقد في الثمانينات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بهدف تغيير الافكار المسبقة التي يحملها كل طرف عن الطرف الاخر. وأكد ان هذا الأمر ممكن لا سيما وان الولايات المتحدة سبق وان تجاوزت مشاكل من هذا النوع ازاء الأميركيين من اصل افريقي وازاء النساء وغيرهم:
" كي اكون منصفا تجاه بلدي، الولايات المتحدة، سبق ان تجاوزنا العديد من الافكار المسبقة تجاه ذوي الاصول الافريقية والاسيوية واللاتينية وتجاه النساء والطريقة التي كنا ننظر بها إلى النساء غير اننا لم نتجاوز حتى الآن الافكار المسبقة تجاه العرب المسلمين، فهذه النظرة ما تزال قائمة ".
شاهين قال انه سيواصل العمل في اتجاه تغيير صورة العرب في الثقافة الأميركية الشعبية ثم أكد ان التغيير آت لا محالة:
" سأنشركتابا جديدا في غضون أشهر بإذن الله، وساشرح فيه بالتفصيل أهمية عقد مثل هذه القمة...ربما سيدفع كتابي الجديد شخصا ما يكون في المكان المناسب لفعل شئ ما. أنا متفائل. أعتقد ان هذا سيحدث، لا اعرف متى بالتحديد غير انه سيحدث ".