روابط للدخول

خبر عاجل

ملامح الجدل بين القيادات المدنية والعسکرية في الولايات المتحدة


أياد الکيلاني – لندن

يسعى دستور الولايات المتحدة إلى منع قيام حكومة عسكرية في البلاد من خلال إخضاع القوات المسلحة إلى قيادات مدنية، عملا بالافتراض بأن المدنيين ليسوا مهتمين بشن العمليات العسكرية بحماس يماثل ما يحرك العسكريين المحترفين، ولكن هناك الكثير من الجدل في أميركا اليوم حول إن كانت هذه الفرضية ما زالت صائبة. ويذكر المراقبون بأن المسئولين المدنيين هم الذين تبنوا مسألة غزو العراق، في الوقت الذي كان يحث فيه العسكريون على التزام الحذر. كما أن هناك اليوم ما يشير إلى أن المسئولين المدنيين هم الذين يحبذون استخدام القوة ضد إيران، في الوقت الذي يُظهر فيه بعض كبار العسكريين تحفظاتهم إزاء هذا التوجه.

مراسل إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية في واشنطن Andrew Tully أعد تقريرا حول الموضوع ينبه فيه إلى التقارير المشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تعتبر التحرك العسكري ضد إيران احتمالا بعيدا، وهي التقارير التي سارع الرئيس الأميركي جورج بوش إلى تفنيدها، حين قال:
" لقد قرأت المقالات حول إيران في الصحف، ولكنها لا تتجاوز كونها تكهنات طائشة، فالذي تقرءونه هو فعلا من التكهنات الطائشة التي، كما تعرفون، كثيرا ما تظهر في عاصمة البلاد. "

ويمضي التقرير إلى أن الانطباع بأن الإدارة الأميرکية مستعدة لاستخدام القوة ضد إيران بدرجة تفوق ما تقر به من استعداد، عززه مقال نشرته أخيرا مجلة The New Yorker ، نسبت فيه إلى مسئولين لم تكشف عن هويتهم قولهم إن الإدارة تدرس احتمال استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، القادرة على تدمير المنشآت العسكرية المقامة في أعماق الأرض.

** ** **

ويمضي المراسل إلى أن كبار المسئولين المدنيين – ومن بينهم وزير الدفاع Donald Rumsfeld ونائب الرئيس Dick Cheney – قد أقنعوا الرئيس بوش باستخدام القوات المسلحة في تنفيذ سياسة البلاد الخارجية، وينقل عن Larry Wilkerson – عقيد الجيش المتقاعد الذي عمل رئيسا لموظفي وزير الخارجية السابق Colin Powell – تأكيده:
" لقد تمكن Donald Rumsfeld من الاستحواذ على ما يكفي من السلطة لجعل نفسه سلطة بحد ذاته، وهو محمي من قبل وزير سابق للدفاع، أي نائب الرئيس الحالي Dick Cheney ، الذي يسكن البيت الأبيض، وهو أقوى نائب للرئيس في تاريخ أميركا، ولديه سلطة لا سابقة لها. "

ويمضي التقرير إلى أن ضباطا محترفين سابقين يقرون بأن المؤسسة العسكرية الأميركية كثيرا ما تعارض القادة المدنيين فيما يتعلق بشن الحرب، وينقل عن Kenneth Allard – عقيد الجيش المتقاعد الذي عمل ضابطا للاستخبارات في أوروبا إبان الحرب الباردة – قوله إن أحد الأسباب يعود إلى كون البنتاغون – شأنه شأن أي مؤسسة – حريصا على حماية العاملين لديه، حتى وإن كانوا مدربين على القتال.
كما ينبه Allard إلى أن سببا آخر يجعل المدنيين اليوم يحبذون استخدام القوة بعكس ما كانوا عليه في التاريخ الأميركي، هو ثقتهم المبالغ فيها بالتكنولوجيا الحديثة، التي تحول أنظار القادة عن التكاليف البشرية للحروب، نتيجة ما توعد به من حلول سريعة وفعالة. ويوجه Allard انتقادا خاصا للوزير Rumsfeld في هذا المجال، بقوله:
" لقد وضع Rumsfeld ثقته الكاملة في التكنولوجيا، وليس في الجندي المقاتل، فليس لدينا ما يكفي من القوات في العراق، ولم يكن لدينا العدد الكافي من الجنود في يوم من الأيام. أما Rumsfeld فيقول بكل بساطة: (في وسعنا أن نتحول ونتغير، ويمكننا بواسطة التكنولوجيا تحقيق ما كنا نحققه بواسطة الجنود.) وهذا ليس هو الحال، بل إنه الغرور. "

على صلة

XS
SM
MD
LG