روابط للدخول

خبر عاجل

الجعفري يتمسك بترشيحه ونتائج متواضعة لثلاث سنوات من جهود إعادة الإعمار


فارس عمر

تعهد رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري بمواصلة جهوده للبقاء ولاية ثانية على رأس الحكومة في مواجهة الضغوط التي تمارسها اطراف اخرى تدعو الى تنحيه. وأكد الجعفري ان ترشيحه كان حصيلة عملية ديمقراطية في اشارة الى فوزه بصوت واحد على منافسه نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي:
ولكن رئيس الوزراء المنتهية ولايته أوضح انه مستعد للتنحي إذا طلب منه البرلمان ذلك.
وكانت اطراف معارضة لبقاء الجعفري على رأس الحكومة اقترحت الاحتكام الى البرلمان لحل الخلاف على ترشيحه. ولكن قادة الائتلاف طلبوا التريث في دعوة البرلمان الى الالتئام لحسم القضية.
وأكد رئيس مجلس النواب بحكم سنه عدنان الباجه جي الاستجابة لطلب الائتلاف وإمهالَه بضعة ايام. وقال الباجه جي في تصريح لصحيفة الشرق الاوسط الصادرة في لندن يوم الجمعة ان الائتلاف طلب تأجيل جلسة البرلمان بسبب الخلاف بين الاحزاب المنضوية فيه على ترشيح الجعفري.
وفي هذا السياق قال مسؤول العلاقات الوطنية في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والعضو القيادي في الائتلاف العراقي الموحد رضا جواد تقي ان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر متوقعا ايجاد حل خلال الايام المقبلة.
في غضون دعا الرئيس الاميركي جورج بوش مجددا قادة الكتل السياسية الى النهوض بمسؤولياتهم والاسراع بتشكيل الحكومة. واعلن بوش ان هذا هو ما يتطلع اليه الشعب العراقي:
"ان الشعب العراقي يريد حكومة وحدة وطنية ، والشعب يريد الديمقراطية. وهذا يتطلب قيادة. انه يتطلب ان يتقدم المعنيون ويمارسوا القيادة. لذلك نحن نعمل معهم لتشكيل حكومة الوحدة هذه وتمكينها من مباشرة مهامها. ثم هناك الجانب الأمني. فلا ديمقراطية ما لم يكن المواطنون واثقين من قدرة الدولة على حمايتهم ضد اولئك الذين يريدون وقف مسيرة الديمقراطية".
وزيرا الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد والبريطاني جون ريد انضما الى الرئيس بوش في التشديد على ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية. ولكن الوزيرين اتفقا على ان هذا التأخير لا يعني ان الفشل سيكون مآل العملية.
وأقر وزير الدفاع الاميركي بان ما يفعله قادة الكتل السياسية في العراق ليس سهلا. ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن رامسفلد القول انه حتى في الولايات المتحدة يحتاج الرئيس المنتخَب الى نحو ثلاثة اشهر لتشكيل الحكومة ، من يوم الانتخابات في اوائل تشرين الثاني الى يوم التنصيب في اواخر كانون الثاني.

** ** **

مرت ثلاث سنوات منذ رصدت الولايات المتحدة اكثر من عشرين مليار دولار لاعادة اعمار العراق. وتحدث الرئيس الاميركي جورج بوش في حينه عن اعادة بناء الهياكل الارتكازية العراقية لتكون الأحسن في المنطقة.
وكالة اسوشيتد برس افادت في تقرير لها ان هذه الطموحات أخلت مكانها بعد ثلاث سنوات لازمات الكهرباء والماء والمجاري وتردي الخدمات الصحية وهبوط انتاج النفط. واليوم ينظر الكونغرس الاميركي في مشروع قانون يُضيف مليار وستمئة مليون دولار فقط في سنة 2006 ، منها مئة مليون لا أكثر للبناء ، ولكن ليس لبناء المدارس أو محطات الطاقة وانما لبناء السجون ، بحسب اسوشيتد برس.
وقال رئيس برنامج اعادة الاعمار الاميركي مايكل فالون ان هذا الخفض الحاد في المساعدات كان مفاجئا ومخيبا على السواء.
وفي الوقت الذي يؤكد فالون ان البرنامج كان ناجحا على العموم فانه يعترف بان نتائجه لم تكن بالحجم الذي كان يتوقعه المخططون.
ويتبدى هذا في ان توليد الكهرباء لم يبلُغ مستواه قبل الحرب رغم انفاق مليارات الدولارات على بناء محطات التوليد والتوزيع. ولن يُنجز إلا نحوُ ثلث المشاريع التي خطط لها الاميركيون في مجال تنقية الماء. ولا يتوفر الماء الصالح للاستهلاك إلا لاثنين وثلاثين في المئة من العراقيين بالمقارنة مع خمسين في المئة قبل الحرب ، بحسب المفتش العام الاميركي لاعادة اعمار العراق ستيوارت باون.
كما ان حوالي تسعة عشر في المئة من العراقيين لديهم تأسيسات عاملة لمياه الصرف مقارنة مع اربعة وعشرين في المئة قبل عام 2003. ومن اصل ما يربو على مئة وخمسين عيادة طبية كان مخططا بناؤها أُنجزت خمسُ عشرة عيادة فقط.
في غضون ذلك بقى انتاج النفط يتراوح عند ما يربو قليلا على مليوني برميل يوميا في منتصف آذار الماضي بالمقارنة مع الهدف المحدَّد بمليونين ونصف المليون برميل يوميا وبفارق بعيد عن ذروة انتاجه عندما سجل ثلاثة ملايين وسبعمئة الف برميل يوميا في السبعينات.
وتقول السفارة الاميركية ان العراق يحتاج الى تصدير مليون وستمئة وخمسين الف برميل يوميا ليبدأ برصد الاعتمادات اللازمة لتصليح الطرق ومواسير الماء وتوسيع شبكة المجاري واعادة بناء مزيد من المستشفيات. ولكن متوسط صادرات العراق النفطية في اوائل آذار كان مليونا وثلاثمئة وثمانين الف برميل يوميا.
يقدِّر خبراء تكاليف اعادة اعمار بُنى العراق الأساسية بسبعين مليار دولار على الأقل. وترى مديرة المشاريع الاميركية في العراق كاثي جونسون ان هذه الموارد المالية ينبغي ان تبدأ بالتدفق من جهات مانحة أجنبية ومن خزينة الحكومة العراقية نفسها.

** ** **

كشفت وثائق قضائية ان مساعدا سابقا لنائب الرئيس الاميركي دك تشيني شهد بأن الرئيس جورج بوش أذن له بتسريب معلومات سرية في مواجهة انتقادات لسياسته في العراق اطلقها سفير اميركي سابق.
واشارت الوثائق الى ان لويس سكوتر ليبي المدير السابق لمكتب نائب الرئيس الاميركي أفاد بان تشيني ابلغه ان بوش اعطاه الضوء الأخضر لكشف معلومات سرية ، منها اسم عميلة في وكالة المخابرات المركزية زوجُها السفير السابق جوزيف ولسن الذي انتقد سياسة بوش في العراق.
وكان بوش استنكر تسريب المعلومات وتوعد بمعاقبة المسؤولين عن ذلك في ادارته.
إذا كان هناك تسريب من ادارتي فأُريد ان اعرف مَنْ هو. واذا انتهك هذا الشخص القانون فانه سيُحاسَب".
ولا تحدد وثائق المحكمة ما إذا كان بوش أو تشيني ابلغ ليبي ان يكشف عن اسم العميلة فاليري بليم. ولكن وكالة رويترز نقلت عن النائبة جين هارتمان وهي كبيرة النواب الديمقراطيين في لجنة شؤون المخابرات التابعة لمجلس النواب قولها: "إذا صح ما كُشف عنه فانه كشف مثير ويُظهر ان الرئيس هو المسرِّب العام".
ويُجري محقق خاص تحريات في قضية الكشف عن اسم العميلة بليم.

** ** **

اعلنت الولايات المتحدة انها لن تترشح لشغل مقعد في مجلس الامم المتحدة الجديد لحقوق الانسان. ونقلت وكالة رويترز عن خبراء في حقوق الانسان ان فضيحة سجن ابو غريب ومعاملة المعتقلين في سجن غوانتانامو ربما جعلا من الصعب على واشنطن ان تفوز بمقعد في مجلس حقوق الانسان خلال الانتخابات المقررة في التاسع من ايار المقبل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان الولايات المتحدة قد تترشح لعضوية المجلس في العام المقبل.

على صلة

XS
SM
MD
LG