روابط للدخول

خبر عاجل

جامعة (ييل) الأميركية تساعد في تخزين المنشورات العراقية الأكاديمية


أياد الکيلاني وقسم الأخبار في إذاعة أوربا الحرة

أعلنت جامعة Yale – وهي من الجامعات الأميركية المتمتعة بمكانة عالمية مرموقة – أنها باشرت بتخزين جزء من مجموعتها الهائلة من المنشورات العراقية الأكاديمية تخزينا رقميا، بهدف تمكين الباحثين حول العالم من الاطلاع عليها، ويتميز المشروع بالأهمية لكون العراق ينعم بتاريخ زاهر في مجال المنشورات الأكاديمية يعود إلى القرن التاسع عشر، إلا أن العديد من المنشورات العربية اليوم معرضة إلى الخطر وإلى صعوبة الاطلاع عليها.

مراسل إذاعة أوربا الحرة / إذاعة الحرية في نيو يورك Nikola Krastev أعد تقريرا حول هذا الموضوع ينقل فيه عن Benjamin Foster - بروفيسور الأدب الآشوري والبابلي بجامعة Yale الواقعة بولاية Connecticut الشمالية الشرقية – تأكيده بأن التخريب الواسع الذي منيت به المكتبات في العراق يكاد في الوقت الحاضر يحول دون إجراء الدراسات والأبحاث هناك، ويضيف:
" لقد تعرضت معظم مجموعات مصادر الأبحاث الرئيسية إلى النهب والحرق، كما يحيط الغموض بمصير غيرها. لذا فعلينا، من جهة، أن نتأمل مستقبل الفكر والثقافة في العراق، كما علينا أن نتذكر أن العراق يمتاز بكثرة شبابه – فغالبية السكان في العراق لا تتجاوز أعمارهم الحادية والعشرين – ما يجعلنا نقلق إزاء مستقبل هذا الجيل، وما سيستخدمونه من مواد أولية. "

لذا، ومن أجل معالجة هذه المشكلة ولو بصورة جزئية، بادرت جامعة Yale إلى تنفيذ مشروعها المسمى (إعادة التجميع في العراق)، الهادف، من خلال تمويل تقدمه الحكومة الأميركية، إلى تحويل نحو 100 ألف صفحة إلى صفحات إلكترونية تضم الإصدارات الكاملة للمنشورات الأكاديمية العراقية ال12 الأهم في مجالات الدراسات الإنسانية، وخصوصا التاريخ والأدب والسياسة.
وبالإضافة إلى المنشورات الموجودة في مجموعة جامعة Yale ، ستقوم الجامعة بالتصوير الرقمي لمنشورات تضمها مجموعة جامعة أميركية أخرى، أي جامعة Pennsylvania. وبعد الانتهاء من التصوير الرقمي، سيتم خزن المنشورات في أرشيفات إلكترونية ، ليتاح الاطلاع المجاني عليها عبر شبكة الإنترنت، مع دمجها في غيرها من منظومات المكتبات الإلكترونية.
ويوضح Foster بأن المنشورات الدورية التي ستخضع للتخزين الإلكتروني ليست معروفة على نطاق واسع في الغرب، وهي تتميز بقيمتها العلمية المهمة، ويتابع قائلا:
" هكذا نريد من جهة أن نوفر مصادر يمكن الاستفادة منها من قبل العراقيين فور إنشاء وانتشار الاتصالات الالكترونية في العراق. ومن جهة أخرى، نريد تسهيل الاطلاع على الفكر والدراسات العراقية الممتدة عبر فترة طويلة من الزمن، أي إلى بداية تأسيس العراق كدولة مستقلة، وتسهيل الاطلاع عليها للأكاديميين في أوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية. "


ويمضي المراسل في تقريره لينقل عن Ann Okerson – المنسق الرئيسي لمشروع جامعة Yale – أن من المتوقع الانتهاء من المشروع بحلول نهاية عام 2007 ، وتقول إنه ليس من الواضح الآن إن كانت عمليات النسخ الرقمي ستستمر بعد ذلك، وتتابع قائلة:
" لقد دخل عدد من الوكالات إلى العراق وقاموا بتمويل جهود إعادة التعمير، والصندوق القومي للدراسات الإنسانية، أي الجهة الممولة لمشروع الجامعة، ليس سوى أحد اللاعبين الصغار ضمن مجمل هذه الجهود، فلقد اشترك العديد من الوكالات الدولية فيها، وهناك عدد من مشاريع تأسيس المكتبات الرقمية قيد المباشرة، وأعتقد أن من المهم أن يتريث الناس خلال السنتين المقبلتين لتقييم الأوضاع والتساؤل: ما الذي حققناه في هذا البلد، وما هو العمل المتبقي؟ "


ويوضح المراسل بأن جامعة Yale – التي تعتبر من بين كبريات الجامعات العالمية – شرعت أيضا في تنفيذ مشاريع أخرى للبحث عن منشورات عراقية أخرى وإدامتها قبل فقدانها بصورة نهائية، فضمن برنامج آخر تمكنت الجامعة خلال العامين الماضيين من التعرف على 600 منشور دوري كانت تنشر في العراق في وقت من الأوقات، ومن بينها 350 لا أثر لها سوى في مكان واحد فقط.
ويوضح المراسل بأن الجامعة تعتبر منذ زمن طويل مركزا لدراسة الأدب العربي والثقافة الإسلامية، وتضم مجموعتها في مكتبتها الخاصة بمنطقة الشرق الأدنى، تضم اليوم ما يزيد عن 400 ألف كتاب، وتعتبر إحدى أهم المراكز من نوعها في العالم.

على صلة

XS
SM
MD
LG