أياد الکيلاني
مستمعينا الكرام ، نطالع اليوم في صحيفة Los Angeles Times افتتاحية بعنوان (رؤوس مدفونة في الرمال العراقية) ، تعتبر فيها أن نائب الرئيس الأميركي Dick Cheney لم يدع أبدا الحقائق تقف عقبة لما يريد التعبير عنه ، ففي الوقت تعرضت فيه مصداقيته إلى التشويه في أعقاب انكشاف حقيقة تأكيداته السابقة للحرب والمتعلقة بأسلحة صدام حسين للدمار الشامل ، ما زال نائب الرئيس يعاني من الأوهام وتفكير المتمنّي. وتعطي الصحيفة مثالا على ذلك بنقله عنه تأكيده الأخير بأن زيادة العنف في العراق إنما يدل على كون التمرد يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وتشدد الصحيفة على أن أحد الذين يشاركونها التشكيك بتأكيدات Cheney ، هو قائد القوات الأميركية في منطقة الخليج ، الجنرال جون أبي زيد ، الذي فند – في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ - فند ما صرح به نائب الرئيس حين قال: أعتقد أن عدد المقاتلين الأجانب الوافدين إلى العراق يزيد عما كان عليه قبل ستة أشهر ، مضيفا أن قوة المتمردين ما زالت اليوم كما كانت منذ هذه الأشهر الستة. وتعتبر الصحيفة أن عبارات أبي زيد تؤكد بأن القوات المسلحة الأميركية لن تقبل دور كبش الفداء لما ارتكبته الإدارة من أخطاء ، بما فيها رفضها التخطيط المفصل لفترة الاحتلال التالية للحرب.
---------------------فاصل--------------
وتمضي الصحيفة إلى التكهن بأن الجنرال أبي زيد وغيره من المسئولين العسكريين ربما يستعدون لطلب زيادة حجم الجيش الأميركي ، فمع اتساع رقعة العمليات الموكلة إلى القوات المسلحة ، يبدو مستحيلا استمرار الوجود الأميركي بمستواه الحالي في العراق ، مع الحفاظ على قابلية الجيش في توفير الإسناد لنزاع قد ينشب مع كوريا الشمالية أو في أيٍ من البؤر الساخنة الأخرى.
وحتى في إدارة كثيرا ما تتردد في الإقرار بأخطائها ، فإن إحجام Cheney السافر – والقول للصحيفة – عن تقبل الحقائق المزعجة يعتبر تصرفا مشينا ، إذ كان Cheney هو الذي أشار في كلمة ألقاها في آب 2002 ونوه فيها بأن الإدارة متجه نحو حرب في العراق ، وذلك من خلال إعلانه عن احتمال اقتراب صدام حسين من القدرة على تصنيع قنبلة نووية.
غير أن الصحيفة تؤكد أيضا على أن هذه الحرب يمكن الانتصار فيها ، ولكن هذا لن يتحقق مع استمرار بوش والمقربين منه في الاختباء خلف الأوهام المتعلقة بمداها وبتكاليفها. وتذكر الصحيفة بأن الإدارة الأميركية كان في وسعها إسكات مسئولين عسكريين – من أمثال الجنرال المتقاعد Eric Shinseki – الذي تنبأ حين كان رئيسا لأركان الجيش الأميركي بأنه سيترتب على بلاده الاحتفاظ بما يزيد عن 200 ألف مقاتل في العراق من أجل نشر السلام فيه. ولكن الإدارة ليست قادرة على ذلك اليوم ، إذ يمكن اعتبار عبارات الجنرال أبي زيد نقطة تحول ، تتمكن المؤسسة العسكرية من خلالها مواجهة الإدارة بحقائق مؤلمة لا يمكن التغاضي عنها.
مستمعينا الكرام ، نطالع اليوم في صحيفة Los Angeles Times افتتاحية بعنوان (رؤوس مدفونة في الرمال العراقية) ، تعتبر فيها أن نائب الرئيس الأميركي Dick Cheney لم يدع أبدا الحقائق تقف عقبة لما يريد التعبير عنه ، ففي الوقت تعرضت فيه مصداقيته إلى التشويه في أعقاب انكشاف حقيقة تأكيداته السابقة للحرب والمتعلقة بأسلحة صدام حسين للدمار الشامل ، ما زال نائب الرئيس يعاني من الأوهام وتفكير المتمنّي. وتعطي الصحيفة مثالا على ذلك بنقله عنه تأكيده الأخير بأن زيادة العنف في العراق إنما يدل على كون التمرد يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وتشدد الصحيفة على أن أحد الذين يشاركونها التشكيك بتأكيدات Cheney ، هو قائد القوات الأميركية في منطقة الخليج ، الجنرال جون أبي زيد ، الذي فند – في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ - فند ما صرح به نائب الرئيس حين قال: أعتقد أن عدد المقاتلين الأجانب الوافدين إلى العراق يزيد عما كان عليه قبل ستة أشهر ، مضيفا أن قوة المتمردين ما زالت اليوم كما كانت منذ هذه الأشهر الستة. وتعتبر الصحيفة أن عبارات أبي زيد تؤكد بأن القوات المسلحة الأميركية لن تقبل دور كبش الفداء لما ارتكبته الإدارة من أخطاء ، بما فيها رفضها التخطيط المفصل لفترة الاحتلال التالية للحرب.
---------------------فاصل--------------
وتمضي الصحيفة إلى التكهن بأن الجنرال أبي زيد وغيره من المسئولين العسكريين ربما يستعدون لطلب زيادة حجم الجيش الأميركي ، فمع اتساع رقعة العمليات الموكلة إلى القوات المسلحة ، يبدو مستحيلا استمرار الوجود الأميركي بمستواه الحالي في العراق ، مع الحفاظ على قابلية الجيش في توفير الإسناد لنزاع قد ينشب مع كوريا الشمالية أو في أيٍ من البؤر الساخنة الأخرى.
وحتى في إدارة كثيرا ما تتردد في الإقرار بأخطائها ، فإن إحجام Cheney السافر – والقول للصحيفة – عن تقبل الحقائق المزعجة يعتبر تصرفا مشينا ، إذ كان Cheney هو الذي أشار في كلمة ألقاها في آب 2002 ونوه فيها بأن الإدارة متجه نحو حرب في العراق ، وذلك من خلال إعلانه عن احتمال اقتراب صدام حسين من القدرة على تصنيع قنبلة نووية.
غير أن الصحيفة تؤكد أيضا على أن هذه الحرب يمكن الانتصار فيها ، ولكن هذا لن يتحقق مع استمرار بوش والمقربين منه في الاختباء خلف الأوهام المتعلقة بمداها وبتكاليفها. وتذكر الصحيفة بأن الإدارة الأميركية كان في وسعها إسكات مسئولين عسكريين – من أمثال الجنرال المتقاعد Eric Shinseki – الذي تنبأ حين كان رئيسا لأركان الجيش الأميركي بأنه سيترتب على بلاده الاحتفاظ بما يزيد عن 200 ألف مقاتل في العراق من أجل نشر السلام فيه. ولكن الإدارة ليست قادرة على ذلك اليوم ، إذ يمكن اعتبار عبارات الجنرال أبي زيد نقطة تحول ، تتمكن المؤسسة العسكرية من خلالها مواجهة الإدارة بحقائق مؤلمة لا يمكن التغاضي عنها.