روابط للدخول

خبر عاجل

أوضاع المعلمين


فارس عمر

أوضاع المعلمين
بسبب الأوضاع التي مر بها العراق اضطر عراقيون ذوو اختصاصات مختلفة الى مزاولة أعمال اخرى الى جانب مهنهم الاعتيادية. والمعلمون لم يكونوا استثناء من هذه القاعدة. وكالة فرانس برس اعدت تقريرا عن التغير الذي طرأ على اوضاع المعلمين خلال العامين الماضيين.

حتى عهد قريب كان قاسم ، مَثَله مَثَل كثير من نظرائه ، يدرِّس مادة الجغرافية في الصباح ويتحول بعد ساعات الدوام الى شخص آخر يزاول مهنة مغايرة تماما لعلَّها توفر له دخلا اضافيا يُسهم في تلبية حاجات اسرته. ومهنة قاسم بعد ساعات الدوام في المدرسة كانت العمل اسكافيا في شوارع العزيزية.
وكالة فرانس برس افادت ان معلمي العراق الثلاثمئة الف شهدوا تغيرات جذرية طرأت على احوالهم منذ سقوط صدام حسين في عام 2003. فان المعلم قاسم يستطيع الآن ان يُطعم اطفالَه الاربعة دون ان يضطر الى تصليح الاحذية ، بحسب وكالة فرانس برس.
السبب الرئيسي في هذا التحسن الكبير بأحوال الاستاذ قاسم وعائلتِه ان رواتب المعلمين ارتفعت من عشرة آلاف دينار في المتوسط زائد الحصة التموينية الى ما بين ثلاثمئة واربعمئة الف دينار في الشهر. وبلغة ارقام اخرى ارتفعت رواتب المعلمين من ثلاثة أو اربعة دولارات الى ما بين مئتين ، ومئتين وسبعين دولارا في الشهر.
جواد مزهر ، استاذ اللغة الانكليزية ، يقول ان حصيلة هذا التغيير تتمثل في ان المعلمين يستطيعون الآن ان يركزوا على مهنة التدريس.
في غضون ذلك تعمل منظمات مثل صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (اليونسيف) والوكالة الاميركية للتنمية الدولية على تجديد البنية التحتية لنظام التعليم وإعداد المعلمين لرفع مستوى التعليم في العراق الى أرقى ما كان عليه قبل خمسة وعشرين عاما.
وكالة فرانس برس اشارت الى ان برنامج الامم المتحدة الانمائي قال في تقريره عن الاوضاع المعيشية في العراق عام 2004 ان نظام التعليم في العراق كان ذات يوم من أحسن نُظم التعليم في المنطقة. ولكن ما مرَّ على العراق من ويلات منذ عام 1980 ترك آثاره الكارثية على المعلمين والطلاب معا. فالامية متفشية في المناطق الريفية وبين البنات بصفة خاصة. وقد رصدت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية خمسة ملايين وثمانمئة الف دولار لتنفيذ برنامج هدفُه تغيير هذا الوضع تغييرا جذريا في اربع وثمانين مدرسة ابتدائية وثانوية "نموذجية" في انحاء العراق.
ومن العزيزية قال الاستاذ مزهر في حديث هاتفي لوكالة فرانس برس ان العائلات العراقية كانت في السابق تشعر ان المدرسة ليست مُهمة لأن الضائقة الاقتصادية كانت تسد الافق بصرف النظر عن مؤهلات الفرد ومستواه التعليمي. اما الآن فان عائلات كثيرة تفكر في ان يواصل اطفالُها تعليمهم لأن الوظيفة صارت لها أهمية اكبر بكثير.
كما ازداد المعلمون اندفاعا وتحمسا للمهنة. وقال مدير احد البرامج التي تنفذها الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ان المعلمين الذين يُنتدَبون لدورات إعداد في الاردن ثم نقل ما تلقوه الى زملائهم في العراق بعد عودتهم يقضون ساعات المساء في ورشات عمل طوعية.
وكان وزير التربية في حكومة اقليم كردستان في اربيل عبد العزيز طيب اعرب عن اقتناعه بضرورة مثل هذه الدورات. وقال في حديث خاص لاذاعة العراق الحر
((صوت))
وتَستخدِم منظمة اليونسيف طريقة متوالية في اعداد المعلمين حيث يشارك خمسة وعشرون عراقيا تختارُهم وزارة التربية ، في برنامج مدتُه ستة اسابيع قبل ان يقوموا بتدريب اربعمئة واربعين عراقيا آخرين يتولَّون بدورهم تدريب مزيد من العراقيين.
فرانس برس افادت ان مساعدة الجهات الاجنبية متوفرة لاصلاح ما سيجري تدريسُه وكيف يجري تدريسه ولكن الدور الاساسي سيكون للمسؤولين العراقيين في تحديد مضمون المناهج المدرسية.
ورغم هذه التطورات ما زالت هناك مشاكل منها التفاوت في توزيع الاختصاصات. فهناك في بعض المدارس فائض من مدرِّسي مواد مثل العلوم واللغة الانكليزية فيما يوجد نقص بهذه الاختصاصات في مدارس اخرى. كما ان بعض المواد عفا عليها الزمن. فالكتب المقررة القديمة ما زالت هي المعتمدة بعد ازالة صور صدام منها فقط ، بحسب الاستاذ مزهر.

على صلة

XS
SM
MD
LG