روابط للدخول

خبر عاجل

تعزيز الثقة بقدرة القوات العراقية الفتية على مواجهة الاضطرابات، و حفظ الامن في العراق


فوزي عبد الأمير

تحت عنوان الانتصار النهائي في العراق، يقاس بنسبة الاستقرار السياسي فيه، بثت وكالة اسوشيتدبرس للانباء، تقريرا من واشنطن اشارت في مقدمته الى ان القوات الاميركية تمكن بسرعة من التقدم داخل مدينة الفلوجة، لكن الانتصار يجب ان يكون سياسيا اكثر مما هو عسكريا، حسب رأي الوكالة، التي تساءلت فيما اذا كانت السلطة العراقية التي تم تشكيلها حديثا ستتمكن من الاحتفاظ بالسيطرة على المدينة. الجواب سيكون واضحا بعد عدة اشهر من الآن، حتى لو انتهت العمليات العسكرية في الفلوجة خلال الايام القليلة المقبلة، تقول اسوشيتدبرس، و تضيف ان القوات الاميركية ستبقى لفترة اطول في العراق، حتى بعد اجراء الانتخابات العامة، و لذلك حتى تتمكن القوات العراقية، من الحفاظ على الامن والاستقرار، و تكون مؤهلة لمواجهة أي تطورات امنية اعتمادا على قواها الذاتية.
--
و توضح وكالة اسوشيدبرس للانباء ان من بين الاسباب التي جعلت القوات الاميركية تؤجل عمليتها العسكرية ضد مدينة الفلوجة، و تمنح بذلك فرصة و وقتا للمسلحين لتنظيم دفاعاتهم و الهرب من المواجهة المباشر، رغم ان قوة مشاة البحرية الاميركية المارينز كانت دائما مستعدة لشن الهجوم على المدينة.... السبب في التأجيل حسب رأي الوكالة هو منح الوقت الكافي لبناء قوات مسلحة عراقية، قادرة على حفظ الامن في المدينة و الدفاع عن سيطرة الحكومة العراقية عليها، كي تمنع بذلك عودة الفوضى الى مدينة الفلوجة.
--

و في سياق الخطة العسكرية التي وُضِعت للهجوم على مدينة الفلوجة تشير وكالة اسوشيدبرس الى ان القوات الاميركية كانت تهدف الى اظهار القوات العسكرية العراقية، ليس فقط على انها مشاركة في العملية الى جانب القوة الاميركية، بل كانت تسعى الى اظهار قوات الحرس الوطني العراقي، و كانها هي التي بادرت الى بسط سلطة الحكومة على الفلوجة و فرض الامن فيها. و ترى وكالة اسوشيتدبرس ان تحدث العميد عبد القادر موحان، باسم الحرس الوطني العراق، قبل المسؤول العسكري الاميركي، و شرحه لتفاصيل و اهداف العمليات العسكرية في الفلوجة، يمثل شكلا من اشكال دعم القوات العراقية التي تشكلت حديثا و محاولة لاظهار دورها في التطورات العسكرية التي تشهدها مناطق مختلفة من العراق.
--
على صعيد آخر تلفت وكالة اسوشيتدبرس للانباء، الى ان فرض السيطرة على مدينة الفلوجة، رغم اهميته، فهو لن يكون اكثر من حلقة واحدة في سلسلة عدم الاستقرار في العراق، فهناك الاضطرابات في مدينة الرمادي ايضا، و الاهم من ذلك هو ما تشهده العاصمة العراقية من تصعيد امني، آخره كان الانفجار الذي حدث صباح اليوم، في شارع السعدون، و الذي خلف حتى وقت اعداد هذا التقرير، اكثر من سبعة قتلى و ثمانية و عشرين جريحا، فيما ادى الانفجار الذي استهدف يوم امس دورية للشرطة العراقية الى مقتل عشرة اشخاص على الاقل.
و تنقل الصحيفة عن الخبير العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجة و الدولية، انتوني كوردزمان، ان ما تقوم به القوات العراقية في الفلوجة، ما هو الا مقدمة لتطورات سياسية يجب ان تحدث لاحقا.
و يضيف، ان الوضع الحالي في العراق، يشبه الوضع في فيتنام خلال فترة الحرب، فاذا لم تتمكن الحكومة العراقية من الفوز بالمعركة السياسية، فان النصر الاميركي العسكري في معارك مثل معركة الفلوجة، سيكون عديم الاهمية.
--
و تختم وكالة اسوشيتدبرس تقريرها عن التطورات في مدينة الفلوجة بالقول، إن القادة العسكريين الاميركيين لا يتوقعون بان تكون الفلوجة آخر معقل للمسلحين، و كل ما تتمناه القيادة العسكرية الاميركية، هو ان تكون السيطرة على المدينة، نقطة تحول في النظر الى قوات الحرس الوطني العراقي، و اعتبارها قوات محترفة يمكن الاعتماد عليها في مواجهة أي اضطرابات قد تحدث لاحقا في العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG