روابط للدخول

خبر عاجل

آخر تطورات إعادة تعمير العراق


أصدر مركز المعلومات الدفاعية دراسة في الأول من أب الجاري لأحد باحثيه (الدكتور Michael Donovan)، بعنوان (آخر تطورات إعادة تعمير العراق)، يعتبر فيه أن الولايات المتحدة قد أخذت على عاتقها مسؤولية إعادة التعمير البنيوي والسياسي لدولة عربية تقع في قلب الشرق الأوسط، رغم إخفاقها لحد الآن في تحديد رؤيتها الخاصة بتحقيق هذه المهمة. كما يعتبر الباحث أن هذه المقامرة تتسم بأهمية كبيرة، إذ ستترتب على النجاح أو الفشل فيها تداعيات استراتيجية واسعة تمس علاقات أمريكا مع العالمين العربي والإسلامي، وعلى الحرب ضد الإرهاب، وعلى انتشار أسلحة الدمار الشامل، وعلى أسعار النفط، وعلى الاستقرار السياسي لعدد من الأصدقاء والخصوم على حد سواء. و نقدم لكم فيما يلي، مستمعينا الكرام، عرضاً لما تناولته هذه الدراسة، وذلك ضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج (العراق في دور الفكر والنشر).

--- فاصل ---

تنبه الدراسة إلى أن مقتل الجنود الأمريكيين ال52 حتى تأريخ نشر الدراسة خلال الأسابيع التالية لإطاحة نظام صدام حسين يشهد ويدل على وعورة الطريق الواجب اجتيازه، فالجانب الأمني الذي يصفه الباحث بأنه الشرط المسبق الأساسي الواجب توفره لتحقيق إعادة البناء السياسي – ما زال يشكل معضلة مستديمة.
ويذكر الباحث بأن المسؤولين المدنيين في وزارة الدفاع الأمريكية روّجوا لاستخدام قوة صغيرة نسبياً تتسم بالقدرة على التحرك السريع، في عملية غزو العراق، ما يعني الآن أن قوات التحالف البالغ عدد أفرادها 160 ألفا ً باتت لا تكفي في مهمة فرض الاستقرار، وينسب الباحث إلى عدد من الخبراء توقعهم استناداً إلى الخبرة المكتسبة من عمليات حفظ السلام في كوسوفو بأن المهمة المماثلة في العراق قد تتطلب نشر نصف مليون من هذه القوات.
و يوضح Donovan على سبيل المثال، بأن عدد القوات العالمة حالياً في بغداد وهي مدينة يسكنها 5 ملايين شخص لا يتجاوز 16 ألف فرداً.

ومن أجل الاطلاع على رأي عربي حول حجم القوات المطلوب لضمان السلام والاستقرار في العراق، اتصلنا بالخبير والمحلل البريطاني – وهو من أصل مصري – عادل درويش، فأعرب لنا عن رأيه التالي:

(عادل درويش)

--- فاصل ---

أما فيما يتعلق بالهجمات ضد قوات التحالف فينسب الباحث إلى قائد القيادة الوسطى الأمريكية (الجنرال جون أبيزيد) وصفه لهذه الهجمات بأنها تشبه حملة حرب عصابات منظمة، في الوقت الذي يقدر فيه مسؤولون عسكريون آخرون بأن مقاومة الاحتلال يتولاه بين 4000 و5000 من الموالين لصدام.
غير أن الباحث يصف هذه التقديرات بأنها لا تأخذ في الاعتبار احتمال استمرار بعض العراقيين على المقاومة وهم مدفوعين بدوافع مختلفة، مثل الروح الوطنية، والحماس الديني، واعتبارات الشرف والانتقام.
وتشير الدراسة هنا إلى استمرار الهجمات ضد القوات الأمريكية حتى بعد المعركة التي أودت بحياة نجلي صدام، عدي وقصي، أواخر تموز الماضي، موضحة بأن هذه الهجمات ستستمر حتى بعد القضاء على صدام وأعوانه،, إلا أنها تؤكد أيضا بأن القضاء على عدي وقضي سيساهم في إقناع الشعب العراقي المؤمن بالقدر بأن النظام البائد قد ولّى إلى الأبد.
أما عادل درويش فيعتبر أن السبيل الأفضل للقضاء على مقاومة فلول الموالين للنظام البائد يتمثل في تقديم رموزه إلى العدالة العراقية، ويضيف:

(عادل درويش)

--- فاصل ---

وينتقل الباحث إلى أن إعادة التعمير السياسي مازال يُكوّن معضلة صعبة، موضحاً بأن التقاليد الديمقراطية الحقيقية ليست جزءا من التراث العراقي، وبأن الفرض السريع والبسيط للديمقراطية من الأعلى إلى الأسفل لن يحقق الكثير من النجاح.
كما يذكر الباحث بأن سنوات الإساءة عاثت بالمجتمع المدني العراقي فساداً، وبأن صدام وأعوانه دأبوا على تدمير معظم المؤسسات والشخصيات المستقلة التي كانت ربما ستنجح في تحقيق الانتقال السلمي إلى نظام الحكم الديمقراطي.

أما المشكلات الأخرى المتفشية في العراق فتعود بحسب الدراسة – إلى عدم اتخاذ واشنطن الخطوات الحكيمة في بعض الأحيان، فالنقص في الكهرباء والوقود، وتفشي البطالة، والخطورة التي تتسم بها شوارع بغداد، حالات مازالت قائمة.
ويصف الباحث قرار سلطة التحالف في حل الجيش العراقي بأنه ساهم في مضاعفة هذه المشكلات، إذ أصبح في لمح البصر 400 ألف من الجنود الذين لا يمتلكون مهارات تذكر باستثناء الضغط على الزناد، أصبحوا عاطلين عن العمل.

--- فاصل ---

كما يذكر الباحث بأن القوات الأمريكية المنتشرة حالياً في العراق البالغ عددها نحوا 150 ألف مقاتل هي في معظمها نفس القوات التي قامت بغزو البلاد، مؤكداً بأن الجنود المدربين على استخدام أقصى درجات العنف لا يمكن تحويلهم إلى أفضل رجال الشرطة القادرين على كسب قلوب وعقول العراقيين.
صحيح يقول الباحث أن تدويل إدارة العراق كان من الأرجح سيذلل بعض هذه المشكلات، إلا أن الإدارة الأمريكية ما زالت ناقمة على الأمم المتحدة لرفضها الموافقة عل الغزو في الأساس.
صحيح أيضاً أن هناك بعض القوات الأجنبية تعزز الوجود الأمريكي البريطاني في العراق، غير أن Donovan يعتبر أن المطلوب يتمثل في أعداد مهمة من القوات المماثلة في قدراتها لقوات حلف شمال الأطلسي.
عادل درويش يتفق مع هذا الرأي ويوضح بقوله:

(عادل درويش)

--- فاصل ---

وتنتقل الدراسة إلى موضوع التكاليف وتنسب إلى وزير الدفاع الأميركي Donald Rumsfeld قوله إن الولايات المتحدة تنفق الآن نحو 4 مليارات دولار شهرياً في العراق، أي نحو ضعف التقديرات السابقة للحرب.
كما ينسب الباحث إلى تقديرات أخرى أن إنتاج النفط العراقي لن يحقق فائضاً مالياً قبل مضي ثلاث إلى خمس سنوات.
أما الاستثمارات الضرورية لرفع الإنتاج إلى هذا المستوى فقد تبلغ ما بين 30 إلى 40 مليار دولار.

على صلة

XS
SM
MD
LG