روابط للدخول

خبر عاجل

الجوع الى الديموقراطية / العراق بعد هذه التراجيديا السوداء لا يستحق أقل من الديمقراطية


مرحبا بكم اعزاءنا المستمعين في جولة على تعليقات الصحف العربية في الشان العراقي اليوم. يصحبكم في هذه الجولة فريال حسين وعلي الرماحي. اهلا بكم..

--- فاصل ---

نتوقف اولا عند ما كتبه جهاد الزين في النهار اذ يقول:
امام وحدانية المشروع التغييري الاميركي المطروح على المنطقة العربية، امام هذا المشروع الوحيد للتغيير، هل تستطيع "المنطقة" ان تنتج مشروعا مقابلا للتغيير من داخلها فتكسر الفراغ "المدوّي" الذي يسود الثقافة السياسية للمنطقة والذي سبق ان وصفناه بأنه تعبير عن تحول هذه "الوطنية العربية" الى مجرد فكرة دفاع عن الوضع القائم (الستاتيكو) بعدما فقدت كل مضمون تغييري كان لها في الستينات وقبلها الخمسينات، بل اصبحت في العقدين الماضيين قوة رجعية على المستويات التحديثية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؟ وهل معضلة عدم وجود مشروع تغييري من داخل المنطقة يؤدي الى كون المشروع الاميركي المشروع الوحيد، تستدعي شرطا للمشروع العربي ان يكون فعلا جديدا وخلاقا وحاملا لـ"رسالة" تصل او تهز او تقسم النخب العربية أولاً مثلما تكون "المشاريع" الكبيرة في زمن ازدهارها الايديولوجي: الفكرة العربية الدستورية الساعية للاستقـلال لجـيل ما بـين الحربـين (الثلاثــينات والاربعينات)، والفكرة القومية لجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، والفكرة الاسلامية لجيل ما بعد 1967 وبشكل اوسع ما بعد الثورة الايرانية؟ وهي كلها "مشاريع" شغلت بلدانا ودولا ونظما سياسية ودارت حولها هموم ثلاثة اجيال من النخب العربية بعدما كان "يفلس" او يتراجع كل مشروع امام الآخر... حتى وصلنا الى الافلاس الكامل؟

--- فاصل ---

جورج ناصيف يكتب في النهار ايضا قائلا: الجوع الى الديموقراطية..
اذا كان من رسالة وجهتها الاحداث التي عصفت بنا، من السقوط المدوي للنظام الحاكم في العراق، الى انفلات الكبت العراقي بكل وجوهه (ما كان عفويا وما كان مدبرا) الى التظاهرات في العالم العربي، فهي هذه: ان ثمة جوعا لامتناهيا الى الحرية والديموقراطية.
جوع الى حرية الفرد في ان يتنفس ويتظاهر ويستمع ويرى ويسافر كما يشاء، من دون اجهزة مخابرات تحصي عليه انفاسه. وسجون يشيخ فيها او يموت بالجوع والتعذيب والعفونة والعتمة.
جوع الى الديموقراطية في المجتمع، فلا يكون الرئيس او الملك او الزعيم الها، ولا الحزب واحدا اوحد فوق كل الدساتير والقوانين، ولا السلطة بيد قبضة ابدية خالدة، لا تكسر الا بانقلاب عسكري او احتلال اجنبي او ثورة داخلية او فتنة طائفية فينتهي المجتمع اشلاء متقاتلة.

--- فاصل ---

مستمعينا الكرام..
صحف عمان مع مراسلنا حازم مبيضين:

(تقرير عمان)

--- فاصل ---

وفي السفير يكتب رجل الدين والمفكر اللبناني هاني فحص قائلا:
يصعب على شخص مثلي عاش العراق وكأنه وطن آخر من بين وطنين متساويين أولهما (لبنان) لا يحجم ثانيهما (العراق) في تكويني، بعدما كنت قد انتقلت مباشرة من بساطات قريتي (الضيعة) الى المدينة الجامعة ذات الألف عام من عمرها العلمي والجهادي (النجف)، إذن فإن لي وعليّ ان ابدأ من حرصي على النجف ودورها ومعناها، وخوفي عليها، لا من أهلها، من بعض أهلها الذين تختلط لديهم السياسة في معناها التبسيطي بالعلم بمعناها الوراثي بالمطامح ما تحت المشروعة التي تخلط بين الأهلية والوراثة لدى الأسر العلمية كما السياسية.

يضيف فحص:
وفي حالة الاختلال الشعبي التي يعيشها الشيعة في العراق كما غيرهم، بعد ثلث قرن من التشويه ومراكمة العنف المباشر وغير المباشر مقدمة لنمو نزعة العنف في داخل الفرد العراقي والجماعة العراقية.. أخشى ما أخشاه أنه، وبعدما تعود النجف وبصعوبة لا يجوز تجاهلها، الى وضعها وموقعها الوازن في حال العراق وحال الشيعة فيه، تبقى الانقسامات المتوترة مستشرية في الاوساط الشيعية، ما يعني ان النجف سوف تخسر من كونها سقف العمارة الشيعية في الوقت والسلوك، اي ان يستكمل الاميركي ما بدأ النظام من تدمير لهذه الحاضرة الرقيبة والموجهة في تاريخ العراق، ولم يستطع ان ينهيها فأبقى منها ما هو في حدود الضرورة ليستخدمه ويبتزه عندما يحتاج الى ذلك.

--- فاصل ---

تعليقات صحف القاهرة يطلعنا عليها مراسلنا احمد رجب:

(تقرير القاهرة)

--- فاصل ---

وفي الشرق الاوسط اللندنية نقرأ لاحمد الربعي قوله:
مثلما انتهت قضية الافغان العرب تلك النهاية المأساوية بالقتل او سجون جوانتنامو، تنتهي الآن قضية العرب العراقيين نهاية مشابهة، ومن واقع تصريحات هؤلاء في العديد من وسائل الاعلام العرب يتكشف بشكل جلي كيف تم غسيل دماغ هؤلاء وتضليلهم ودفع شباب في عمر الزهور الى معركة ليست معركتهم، ليجدوا انفسهم يقاتلون العراقيين بدلاً من مقاتلة الاميركان.
كيف يمكن لاشخاص ينتمون الى تيارات اسلامية ان يقاتلوا ويجاهدوا تحت راية صدام حسين؟ وكيف يمكن لقوميين متحمسين ان يفعلوا الشيء نفسه؟ وكم ضحكت القنوات الفضائية على الشعب العربي حين صورت له المعركة بانها بين الشعب العراقي الذي يقاوم مع صدام وبين اميركا وبريطانيا، حتى اكتشف هؤلاء انه ليس هناك شعب في الدنيا يقاتل تحت راية جلاديه وسارقي خبزه، وان مفهوم الوطن ليس مفهوماً مجرداً فلسفياً ولكنه انتماء وحرية ومشاركة وشعور بالاطمئنان وبانسانية الانسان.

--- فاصل ---

ونبقى في الشرط الاوسط ومع الكاتب العراقي احمد المهنا الذي كتب يقول:
العراق، بعد هذه التراجيديا السوداء، لا يستحق أقل من الديمقراطية. ومن أجل هذا الهدف فإننا نحن العراقيين بحاجة إلى حماية من أنفسنا أولاً، ومن محيطنا العربي والإقليمي ثانياً. من أنفسنا لأن عذابات الـ35 عاماً المريعة عوّقت كل شيء في البلد، بما في ذلك «معمل السياسة» الذي تجمد نشاطه، واستبدل بعصابة منحطة. ولن يستطيع شعب تحرر للتو، وبقوة أجنبية، أن يصنع في أيام سياسيين أكفاء تتعب الأمم دهوراً لإنتاجهم!.
ونحن أيضاً بحاجة إلى حماية من محيطنا لأنه سيضغط بكل السبل لإعادة إنتاج نظام في العراق من جنس الأنظمة المملوكية السائدة. وكنت في يوم من الأيام أحلم بأن يكون لدينا في العراق نظام مثل هذه الأنظمة. فهي على رداءتها ليست شمولية. كما أن أياً منها لم يملك موهبة نظام صدام في الوحشية والدمار وتحويل شعب غني إلى شعب شحاذ.

--- فاصل ---

اما صحف الكويت فيطالعها لنا مراسلنا سعد المحمد:

(تقرير الكويت)

--- فاصل ---

وفي الحياة ايضا يكتب داوود الشريان قائلا:
شك في ان الاعلام العربي حقق نقلة مهمة في التخلص من هيمنة الأنظمة السياسية، والحرص على التعبير عن وجهة نظرها في شكل دعائي فج، وتلقين الناس رأي المسؤولين في كل شاردة وواردة، وتخلى عن التمسك بدوره الرسمي الذي يمكن وصفه بأنه توجيه مبالغ فيه. والمفارقة العجيبة في هذه النقلة المفاجئة انها حدثت بموافقة الأنظمة، او تواطئها، او سكوتها، وربما رغماً عنها في بعض الدول. والمفارقة الأخرى ان الحكومات سعيدة بهذا الاختلاف بين موقفها وموقف الاعلام، ولسان حالها يقول: لم نأمر به ولم يسؤنا. ليس لأنها قررت اطلاق حرية الاعلام، انما لإعتقادها ان هذا الاختلاف يعوّض التقصير في أدائها السياسي في الحرب، ويحميها من تداعيات محلية محتملة لغياب موقف سياسي واضح مما يحدث في العراق.

--- فاصل ---

وفي صحيفة الاتحاد الاماراتية يكتب خالص جلبي قائلا:
سوف يسجل التاريخ يوم 9 أبريل 2003 بأنه يوم الزلزال العراقي واختفاء صدام ونهاية النظام البعثي وبداية حقبة جديدة في التاريخ العربي.
وما حصل في العراق لا يخرج عن مصير الطغاة في التاريخ• فقبل أن يموت (تشاوسيسكو) بأربعة أيام سئل عن الأوضاع في رومانيا وكان في زيارة إلى طهران فأجاب: هل تنبت شجرة الصفصاف كمثري (أجاص)؟ لقد تساقط من حولي ولكنكم لا تعرفون الشعب الروماني وقيادته الحكيمة• وعند عودته إلى بوخارست ذهل من تدلي الكمثري من أوراق الصفصاف فقد فعلت الجماهير ذلك• وبعد أربعة أيام كان يحاكم ويعدم ولا يعرف قبره.

يضيف الكاتب:
هكذا رسم مصير الطغاة في التاريخ وكلاً أخذنا بذنبه• بين (شاه إيران) الذي ضاقت عليه الأرض بما رحبت وأفردت له أميركا ملفاً بعنوان (الخازوق)• وفي النهاية مات بالسرطان عند طاغية مثله• أو طلقة في الرأس مع جرعة سيانيد في نهاية هتلر• وبين فرعون يغرق في اليم هو وجنوده أجمعون• أو الإمبراطور الروماني (دوميتيان) الذي يقتله 14 من أهل بيته دفعة واحدة طعناً بالخناجر• وبين من علق من قدميه كالخروف في المسلخ في ساحة عامة كما حصل (لموسوليني) وعشيقته (كلارا بيتاتشي)• أو أودع دورة المياه وردم فوقه بالإسمنت كما انتهت حياة إمبراطور الحبشة (هيلاسيلاسي).

--- فاصل ---

مستمعينا الكرام جلنا معكم على بعض ما كتبته الصحافة العربية اليوم الاربعاء.حتى الغد لكم منا اطيب المنى. في امان الله.

على صلة

XS
SM
MD
LG