روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الرابع: التحشيدات العسكرية في منطقة الخليج / خطة أميركية للقيام بحملة جوية مكثفة على العراق


في إطار الاستعدادات العسكرية الأميركية، نتابع فيما يلي تقريرين: الأول يتناول التحشيدات العسكرية في منطقة الخليج، تعرض له (ولاء صادق)، وتقرير من صحيفة أميركية حول خطة أميركية للقيام بحملة جوية مكثفة على العراق، يقدمه (شيرزاد القاضي).

نشرت مجموعة صحف نايت ردر وكرستيان ساينس مونيتور تقريرين يتعلقان بالشأن العراقي الاول عن التحشيدات الاميركية في الخليج والثاني عن مادة اليورانيوم المنضب. وفي ما يلي نقدم لكم سيداتي وسادتي عرضا لما ورد في هذين التقريرين:

مجموعة صحف نايت ردر نقلت عن مسؤولين اميركيين كبار قولهم ان الولايات المتحدة تخطط للتعجيل بعملية نقل قواتها الى منطقة الخليج تهيؤا لاجتياح العراق. وقال مسؤول في الادارة الاميركية رفض الكشف عن هويته إن حوالى مائة الف من القوات الاميركية اضافة الى قوات بحرية وجوية، قد تبدأ التحرك مباشرة بعد عطلة راس السنة كي تكون في مواقعها في نهاية كانون الثاني او بداية شباط وان عشرين الفا من القوات البريطانية ومن دول اخرى قد تنضم اليها.

واشار التقرير الى ان التخطيط العسكري بدأ عندما رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا ما وصفه العراق بانه اعلان كامل ونهائي عن اسلحته للدمار الشامل، علما ان المفتشين سيقدمون تقييمهم الاول عن اسلحة العراق

في السابع والعشرين من كانون الثاني، وقد يزيد ارسال قوات ومعدات الى المنطقة حتى ذلك الموعد، من الضغط على صدام كي يتخلى عن اسلحته. الا ان خطر هذه الستراتيجية كما اشار التقرير هو ان يلجأ صدام الى شن ضربات استباقية باسلحة كيمياوية وبيولوجية، على القوات الاميركية في الكويت او على اسرائيل التي قالت انها سترد مما قد يوسع الصراع في الشرق الاوسط.

ونقل التقرير قول مسؤول كبير في الدفاع لم يكشف عن هويته إن وزير الخارجية دونالد رامسفيلد والجنرال تومي فرانكس يدرسان عمليات حشد القوات.

--- فاصل ---

ونقل التقرير عن مسؤول في الدفاع تحدثه عن تحميل سفينة يو ايس ايس بيليلو التابعة للبحرية الاميركية بمركبات واسلحة يوم الخميس في بومونت في تكساس ثم تحميل يو ايس ايس يانو في شارلستون في عطلة نهاية الاسبوع الحالي. وقال المسؤول ان وصول السفن الى المنطقة سيحتاج الى ثلاثين يوما واكد ان تصعيد التحشيد يهدف الى زيادة الضغط على صدام حسين.

ولاحظ التقرير ان ثلاثة وعشرين سفينة شحن تابعة للبحرية او مدنية، منها اثنتان سعوديتان نقلت منذ الاول من تشرين الاول شاحنات وجسورا محمولة وهليكوبترات وذخائر وغيرها الى المنطقة من الولايات المتحدة او من قواعد في اوربا وفي آسيا.

واضاف التقرير ان هناك حوالى خمسين الف جندي اميركي في الشرق الاوسط منهم عشرون الف من القوات البرية وغالبيتهم في الكويت.

وكانت البنتاغون قد ارسلت معدات تكفي لفرقة مارينز واحدة في الاقل وحوالى فرقتين للجيش. ونقل التقرير عن كولن روبنسون الباحث في مركز معلومات الدفاع قوله " لسنا مستعدين للحرب بعد ". بينما قال مسؤولون عسكريون وخبراء ان نقل قوات ومعدات لفرقة ثقيلة سيحتاج الى خمسة اسابيع.

ولاحظ التقرير ان سفنا طبية تابعة للبحرية الاميركية كانت قد استخدمت في حرب الخليج الاولى ما تزال لم ترسل بعد ونقل عن مسؤول في الدفاع قوله ان تحريكها سيمثل اشارة مهمة. هذا اضافة الى انه ليس جميع الطائرات المفترض ان تشارك في الحملة الجوية الاولى موجودة في المنطقة.

ولاحظ التقرير ان حاملة طائرات واحدة فقط هي يو ايس ايس كونستيليشن وسربها متمركزة في المنطقة الان وان حاملة اخرى هي يو ايس ايس هاري ترومان في طريقها الان الى شرق المتوسط. علما انه يجب ارسال اثنتين اخريين في الاقل قبل بداية الحملة الجوية وكما نقل التقرير عن مسؤول دفاع اخر رفض هو الاخر الكشف عن هويته.

--- فاصل ---

أما صحيفة كرستيان ساينس مونيتور فنشرت في عددها الصادر اليوم تقريرا كتبه سكوت بيترسون عن اليورانيوم المنضب واستخدامه في الحرب. ولاحظ ان الدبابات المدمرة في صحراء العراق قرب الحدود مع الكويت تعطي فكرة عن اثر الحرب الانساني بعد اثني عشر عاما من استخدام اليورانيوم المنضب والعوامل الكيمياوية والمبيدات اضافة الى الدخان المنطلق من الآبار المحترقة وقال ان آثار الحرب الجديدة لن تكون اقل.

واضافت الصحيفة ان الاميركيين استخدموا 320 طنا من اليورانيوم المنضب لتدمير اربعة الاف مركبة مدرعة عراقية. علما أنه يلتصق بالدبابات ويلوث التربة ويطير مع الرياح الصحراوية وان ذلك سيستمر طوال اربعة مليارات عام ونصف يفقد بعدها اليورانيوم المنضب نصف قدرته الاشعاعية فقط حسب قول الصحيفة.

ونقل التقرير عن ناطق بلسان وزارة الدفاع الاميركية أن القوات الاميركية حصلت على تدريب جديد للحماية من اليورانيوم المنضب في اي حملة ضخمة على العراق. كما نقل عن آساف دورافك المختص بالاستخدامات الطبية لليورانيوم إن ساحة المعركة في العراق ستكون خطرة جدا بعد حرب جديدة. وقال ايضا في بحث نشره في مجلة الطب العسكري في آب الماضي ان 14 من 27 جنديا شاركوا في الحرب الاولى تظهر في ادرارهم وبعد تسع سنوات من الحرب آثار اليورانيوم المنضب.

ونقلت الصحيفة عن دورافك قوله في شهادة له امام الكونجرس في عام 97 إن اليورانيوم المنضب سيجعل من ساحة المعركة في العراق في المستقبل لا تشبه اي ساحة اخرى في التاريخ وان الاصابة بالجراح والموت سيبقيان يهددان الناجين لفترة عقود حسب قوله.

--- فاصل ---

وتابعت الصحيفة بنقل اعتقاد البعض بان ثمن دور اليورانيوم المنضب في تحقيق النصر مرتفع، وان من الصعب تحديد مخاطره كما اشارت الى اعتقاد الجيش الاميركي والخبراء بانه قد يسبب السرطان وان ازالة آثاره من التربة امر مستحيل تقريبا.

وذكرت الصحيفة بان القوات البريطانية ارسلت الى كوسوفو في عام 99 بكامل عدتها واقنعتها لاستخدامها في حالة وجد الجنود انفسهم امام اهداف مدمرة باليورانيوم المنضب. واشارت ايضا الى تقرير للجيش الاميركي وُضع عشية حرب الخليج اظهر عدم وجود كمية معينة من اليورانيوم المنضب تسبب ما يعادل صفرا من النتائج. كما اشارت الى تقرير اخر لوكالة الطاقة الذرية البريطانية قدر ان استخدام اربعين طنا من اليورانيوم المنضب قد يؤدي الى خمسمائة الف حالة وفاة محتملة.

ثم نقل تقرير الصحيفة عن كريس هيلمان وهو محلل كبير في مركز واشنطن للمعلومات الدفاعية قوله " لا اعتقد اننا نعرف انه يمكن استخدام اليورانيوم المنضب بطريقة آمنة. وحتى نعرف ذلك فيجب الا نستخدمه ". ثم اضاف " تفكير الجيش واضح. انها الحرب والحرب جحيم، ومن يطلق الاطلاقة الاولى ينتصر وبالتالي فهو يضربهم باي شيء يملكه " انتهى كلام هيلمان.

ووصفت الصحيفة طريقة عمل اليورانيوم المنضب ثم قالت انه ربما كان وراء ما يدعى بمرض حرب الخليج الذي اصيب به عدد من الجنود الاميركيين ممن شاركوا فيها. ثم ذكر التقرير بما يقوله العراق عن ان اليورانيوم المنضب هو سبب مشاكل صحية كبيرة منها السرطان والتشوهات الخلقية لا سيما في جنوب العراق الا ان التقرير اشار الى ان العراقيين لا يملكون القدرات الطبية الفنية لاثبات العلاقة بين اليورانيوم المنضب وهذه الامراض. ونقل التقرير عن اطباء عراقيين قولهم إن الفقر وسوء التغذية وسوء نوعية المياه والتجهيزات الصحية اضافة الى اليورانيوم المنضب والعوامل الكيمياوية هي سبب المشاكل الصحية.

--- فاصل ---

عند تناولها لموضوع حرب محتملة ضد العراق، نشرت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية مقالاً ذكرت فيه أن مخططين عسكريين أميركيين يعملون على ابتكار طريقة مختلفة من الغارات الجوية عن تلك التي تم اتباعها أثناء حرب الخليج.

وتعني التطورات الكبيرة في مجال الأسلحة الدقيقة والهدف الاستراتيجي الجديد أن غارات أقل ستُشّن، واحتمال أن يكون تدمير البنية التحتية مثل الجسور ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، أقل من السابق، بحسب الصحيفة الأميركية، نقلاً عن مصادر عسكرية.

ويعتقد مسؤولون في الإدارة الأميركية أن حملة جوية مكثفة قد تستغرق عشرة أيام، ستسبق دخول القوات البرية، في حين استغرق القصف أثناء تحرير الكويت مدة تزيد عن ثلاثين يوماً، بحسب واشنطن تايمز.

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة ترغب في اعتقال أو قتل الرئيس العراقي صدام حسين، لذلك عدّلت من خططها التي كانت تهدف الى إلحاق أكبر ضرر بالجيش، بينما ترغب الآن في أن يبقى الجيش العراقي على الحياد، أو أن يقف ضد صدام ويحتل العاصمة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال رتشارد مايرز أن الجيش أتخذ "موقفاً" يرمي الى قبول مساعدة قادة الجيش العراقي عند نشوب حرب، وأضافت في السياق ذاته، أن من غير المتوقع أن يتخذ الرئيس الأميركي جورج بوش قراراً بدخول الحرب قبل نهاية الشهر المقبل أو في أوائل شهر شباط.

--- فاصل ---

تابعت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية حديثها عن الاستراتيجية العسكرية الأميركية قائلة إن الجسور التي تقع في بغداد ستدمّر لتقليص فرص تحرك وهروب قوات الأمن الخاصة العائدة لصدام حسين، وقوات الحرس الجمهوري الخاصة، لكن بقية الجسور في مناطق أخرى ستترك على الأغلب، بحسب مسؤولين أميركيين.

ونقلت الصحيفة عن جنرال الجو المتقاعد، توماس ماكئينرني Thomas McInerney، "إنها حرب تحرير، ونحن نرغب في أن نرسل إشارة الى الشعب بأننا لا نستهدف العراقيين، لكننا نهدف الى تغيير النظام ونزع أسلحة الدمار الشامل" على حد تعبيره.

وفي السياق ذاته يقول جنرال الجو المتقاعد جون واردن John Warden، إذا تمكنّا من إيقاف قوات الأمن الداخلي لفترة من الزمن، فأن الجيش سيقوم بتحقيق ما كان يرغب القيام به منذ زمن، أي إطاحة صدام، بحسب ما ورد في الصحيفة.

تابعت الصحيفة أن أجهزة المخابرات الأميركية قلقة من أن يقوم صدام بتدمير ما يتركه الأميركيون، من خلال اتباعه لاستراتيجية الأرض المحروقة، مستهدفاً حقول النفط وتجهيزات المواد الغذائية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية ومن ثم إلقاء اللوم على الولايات المتحدة.
هذا ويتوقع مسؤولون، قيام صدام باستخدام أسلحة بيولوجية وكيماوية ضد القوات الأميركية في العراق وإسرائيل والكويت، بحسب الصحيفة.

--- فاصل ---

تابعت صحيفة واشنطن تايمز حديثها عن الحملة الجوية الأميركية، قائلة إن أميركا تملك هذه المرّة أسلحة حديثة، بضمنها طائرات B-2 التي لا يكتشفها الرادار، وعتاد متطور يطلق عليه (JDAM) يستطع تدمير مئتي هدف في الليلة الأولى.

وفي هذا الصدد، يقول جنرال الجو المتقاعد ماكئنيرني إن الطائرات ستتمكن من ضرب دبابات الحرس الجمهوري بقنابل موجهة بالليزر أو بالستلايت، ولن تكون هناك ضرورة لاستخدام آليات مدرعة.
وختمت صحيفة واشنطن تايمز مقالها بالقول إن الهدف على ما يبدو هو تعطيل أجهزة الاتصال وإيقاف الطاقة الكهربائية وغير ذلك دون تحطيم البنية التحتية للعراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG