روابط للدخول

خبر عاجل

الصعوبات التي تعترض اتفاق أعضاء مجلس الأمن على قرار جديد بشأن العراق


تناولت صحف بريطانية اليوم الأربعاء مشروع القرار الأميركي المقدم إلى مجلس الأمن بخصوص العراق، والصعوبات التي تعترض اتفاق أعضاء المجلس على قرار جديد بشأن العراق. العرض التالي أعده ويقدمه (شيرزاد القاضي).

حظي مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة الى مجلس الأمن بشأن العراق، باهتمام صحف بريطانية عدة، ركّزت في افتتاحيات ومقالات نشرتها، على مواقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن من مشروع القرار الأميركي.

صحيفة الغارديان البريطانية ذكرت في افتتاحية نشرتها تحت عنوان "المعركة من أجل بغداد"، أن مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة بشأن العراق، أثار جدلاً حاداً في مجلس الأمن.

تابعت الصحيفة أن هدف الولايات المتحدة، من طرح المشروع هو نزع أسلحة العراق، خصوصاً وأن انتشار أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية، واحتمال حصول أنظمة استبدادية عليها، أصبح موضع اهتمام عالمي بعد هجمات الحادي عشر من أيلول.

وتقول الغارديان في هذا الصدد إن الرئيس العراقي صدام حسين مستمر في تحدي قرارات مجلس الأمن بخصوص أسلحة الدمار الشامل.
الصحيفة اعتبرت أن إضافة مطالب أخرى لا ترتبط بتسلح العراق الى القرار جاء لتعقيد الموضوع، لصعوبة تنفيذ هذه المطالب على الأمد القريب، مثل وقف اضطهاد العراقيين وتحمل مسؤولية مواطنين أجانب إحتجزهم النظام العراقي، منذ عام 1991.

تابعت الغارديان، أن حذف فقرة وردت في المشروع بشأن "استخدام جميع الوسائل الضرورية"، واستبدالها بفقرات أخرى مثل "تحمل عواقب جدية"، لن يغير شيئاً ويحمل المعاني نفسها، وأضافت أن مشروع القرار يعطي العراق مهلة محددة، يجب عليه أن يلتزم فيها بتطبيق بنود القرار، وإلا ستنفرد أميركا بعملية عسكرية ضده.

وتعتقد صحيفة الغارديان أن على بريطانيا أن تنضّم علنا الى فرنسا وروسيا في الإصرار على تمسك الولايات المتحدة بجوهر الموضوع، وعدم تضمين القرار مسائل لا ترتبط بأسلحة الدمار الشامل.

--- فاصل ---

وحول ضغوط الإدارة الأميركية من أجل صدور قرار بشأن العراق من مجلس الأمن، نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، تقريراً ساهم في إعداده كل من كارولا هويوس Carola Hoyos، ورتشارد وولف Richard Wolffe ، حول موقف أميركا في مجلس الأمن.

أشار تقرير الصحيفة الى أن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش أكد على أن بإمكان صدام حسين، البقاء في السلطة إذا قام بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشكل كامل، ونقلت عن بوش اعتقاده أن باستطاعة العالم الحر، إذا صمم على ذلك، أن ينزع أسلحة صدام بطرق سلمية، لكن الصحيفة أضافت أن هذا الموقف لم يخفف من استعداد بوش للحرب.

تقول الصحيفة إن الإدارة الأميركية تُظهر مهارة جيدة في محاولة الوصول الى تسوية، تتلخص في أن يكون التفتيش، فرصة أخيرة للعراق لنزع أسلحته، وجاء في الصحيفة أن الولايات المتحدة تهدف الى أن يصل العالم الى قناعة، بأن التفتيش سيفشل لأن صدام لن يسمح للمفتشين بتدمير برنامجه في التسلح.

ويعطي مشروع القرار مهلة سبعة أيام، يوافق العراق خلالها على شروط الأمم المتحدة، ومدة شهر آخر، ليعلن عن تفاصيل برنامجه لأسلحة الدمار الشامل، يقوم بعدها مفتشو الأسلحة بإنجاز مهمتهم في فترة شهر ونصف، يقدمون بعد انتهاءها تقريراً الى مجلس الأمن خلال شهرين، ليوضحوا فيه إذا كان العراق قد تعاون بشكل كامل، بحسب صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

--- فاصل ---

ونظراً لأهمية مشروع القرار الأميركي المُقدم الى مجلس الأمن بشأن العراق، خصصت صحيفة الإندبندنت البريطانية من ناحيتها، مقالاً رحبت فيه، بما وصفته دليل على اعتدال طرأ على موقف إدارة بوش، حيث أشارت الى أن أعضاء مجلس الأمن يقتربون بشكل تدريجي من تسوية بشأن العراق.

قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة ابتعدت عن لغة الحرب وتبنت لهجة معتدلة في الوقت الراهن، في محاولة للحصول على موافقة مجلس الأمن على مشروع قرار تقدمت به مؤخراً.

تابعت الصحيفة أن فرنسا ترغب في صدور قرار بمرحلتين، الأولى بشأن إعادة المفتشين والأخرى عند التأكد من فشل مهمتهم، وأضافت أن الفرنسيين والروس، لا يريدون تضمين القرار ما يسمح بشن عملية عسكرية ضد العراق، دون إجراء مشاورات إضافية.

ويبدو أن بوش تبنى توجهاً دبلوماسياً تعتمده وزارة الخارجية بدلاً من سياسة متشددة يعتمدها وزير الدفاع دونالد رمسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني، بحسب الصحيفة البريطانية.

الصحيفة شدّدت على ضرورة بذل جهود إضافية للحفاظ على تحالف دولي، وهي تعتقد أن تهديد الولايات المتحدة والغرب لا يأتي من دول إرهابية وإنما من أفراد ومنظمات سرية، وتقترح ترك موضوع عودة المفتشين الى الأمم المتحدة.

--- فاصل ---

أما صحيفة ديلي تلغراف اللندنية فقد نشرت تقريراً تحت عنوان "الولايات المتحدة تُحذّر الأمم المتحدة بأن الوقت ينفذ بسرعة"، شارك في إعداده محرر الشؤون الدبلوماسية أنتون لا غارديا Anton La Guardia، ومراسل الصحيفة في موسكو بن أريس Ben Aris.

جاء في تقرير الصحيفة البريطانية أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفذ، ونقلت عن مصدر رسمي أميركي أن مفاوضات مجلس الأمن بشأن قرار جديد حول العراق، يجب أن لا تمتد الى زمن غير محدود.

أشارت صحيفة ديلي تلغراف، الى أن الولايات المتحدة عدّلت مشروع قرار تقدمت به حول التفتيش، وابتعدت عن مساعيها للحصول على صلاحية اللجوء الى عملية عسكرية، في حال عدم تنفيذ العراق للقرار.

وأشارت صحيفة ديلي تلغراف، في سياق الحديث عن الجدل الدائر في مجلس الأمن، الى تصريح أدلى به مسؤول روسي أمس بشأن مشروع القرار المعدّل، قال فيه "إن المشروع يختلف حول المسائل الجوهرية بشكل بسيط جداً، عن المشروع المشترك لأميركا وبريطانيا، الذي لم يكن مقبولاً لروسيا ولبقية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن".

على صلة

XS
SM
MD
LG